نزوة أم أمل يتجدد؟!

عمو ..أنا حبيتك

كتبت :سمر عيد

  هل يجتمع الحر والبرد؟!،وهل يجتمع الصيف والشتاء؟!،وهل يجتمع النهار والليل؟!! البعض منا سرقته الأيام وتقطعت به سبل الآمال وراح يفتش عن حب مفقود جاء متأخرا فشاب يعشق من هي أكبر منه سنا،وعجوز يتصابي لفتاة أعجب بها..فهل يصمد الحب في الزمن الضائع؟ وهل يمكن أن يصبح الربيع والخريف عاشقين؟حاولن الحصول على إجابة لهذه الأسئلة من أصحاب تجارب حقيقية ..تابعي السطور التالية

لم تكن تعرف "س.م" وهي ذات الثامنة عشر عاما أنها سوف تقع في حب رجل بعمر والدها..التقت به في منزلهم كان يجلس مع والدها وكان قادما من رحلة عمل في فرنسا.خرجت عندما نادها والدها كي تسلم على صديقه، وفجأة التقت عيناها الجميلتان بعينيه وشعرت أنه هو من كانت تبحث عنه في أحلامها، وتمنت لو توقفت الساعة عند هذه اللحظة، لكنها مدت يدها كي تسلم عليه فوجدت كف عجوز في الستين من عمره.. كف باردة قد أهلكها الزمان.

حينها أدركت أنها قد تأخرت عليه كثيرا.

أعيش العصر

يقول "م.أ" رجل أعمال:لم أكن أفكر بالزواج خصوصا وأنني قد تجاوزت الخامسة والخمسين عاما حتى التقيت بــــ(هايدي) وهي فتاة تخرجت حديثا من إحدى الجامعات الخاصة.

ولقد عشت قرابة العشرة أعوام وحيدا بعدما طلقت زوجتي لأنها كانت تتهمني دائما أنني رجل بصباص وأحب الفتيات الأصغر سنا، ولقد كنت بريئا من هذه التهمة حتى التقيت بهايدي التي أتت كي تعمل محاسبة في إحدى شركاتي.

نبض وحيوية

تعرفت عليها في إحدى حفلات الشركة.. فتاة تنبض بالحيوية والنشاط تحب دائما أن ترتدي الملابس (الاسبور) وتربط شعرها الطويل الكستنائي كي تشعر الجميع بأنها فتاة جادة تصلح للعمل، في يدها دائما (اللاب توب) وفي حقيبتها (الآي باد) تركض هنا وهناك وتأكل طعام (دايت) كي تحافظ على خفتها ورشاقتها.

دعوتها كي نخرج معا، فوافقت بشرط أن تختار هي المكان، واختارت هايدي النادي حيث تلتقي بأصحابها أيضا كي لا نجلس وحدنا.

وهنا ارتديت (التريننج) وصبغت شعري وذهبت كي ألقاها بالنادي صباحا وقد كانت تلعب التنس..تركض برشاقة هنا وهناك.. وما أن انتهت هايدي من التنس حتى سلمت عليّ واجتمع حولها أصدقاؤها وأخذوا يتحدثون في كل شيء عن أخبار السيارات والرياضة والكمبيوتر، كم أعشق هذا الجيل وكم تمنيت لو عاد بي الزمان للوراء ولو 30 عاما حتى استطيع مجالسة هؤلاء الشباب.

فاجأت هايدي بطلب الزواج منها فصفعتني صفعة قوية على وجهي عندما رفضت عرضي لفارق السن بيننا.

ماما زوجتي

ويؤكد "س.ع "في الخامسة والثلاثين من العمر أن الحب لايمكن أن يرتبط بسن ولكن الزواج شيء آخر فيقول:كنت في الخامسة والعشرين من العمر ولقد قادني القدر أن أُدرس في إحدى المدارس الإبتدائية، وتعرفت على مدرسة أخرى ذات الواحد والعشرين ربيعا وكانت هذه الفتاة تسعى دائما كي تقترب مني.

إلحاح

و جاء ذاك اليوم الذي غير مصيري وتفكيري حين دعتني تلك الفتاة إلى منزلها كي أتناول الشاي مع أمها.. ولقد عرفت أنها تريد أن تعرفني على أمها كي تأخذ علاقتنا شكلا رسميا إلى حد ما، وفي النهاية وافقت تحت إلحاحها..جلست في ذلك الصالون الفاخر المعلق على جدرانه صور بشوات من زمن مضى وقابلتني زميلتي ورحبت بي وجلست معي حتى تنزل أمها من الطابق العلوي..وقالت لي :هل أعجبتك تلك الفيلا إنها ملك لأمي وهؤلاء البشوات هم أهل ماما.

نزلت أمها من الطابق العلوي بدت امرأة في قمة الجمال والرشاقة فعيناها الخضراوتان المتسعتان يطل منهما الأناقة والنظرة الارستقراطية، وشفتاها الكرزيتان تضع عليهما أحمر شفاه خفيفا وفي عنقها عقد فيروزي يبدو عليه القدم.. لم أُعطها أكثر من 40عاما على الرغم من أنني أعرف أنها بالستين من عمرها.

وتحدثت معها في كل شيء وشرحت لها أنني شاب فقير ولكنها لم تهتم بذلك، وكنت أتعمد أن آتي إلى المنزل وزميلتي غير موجودة حتى أجلس مع أمها وتجرأت وطلبت من تلك الأم الزواج فقالت لي:أظنك قد أتيت لتخطب ابنتي ؟!!فقلت لها هذا كان قبل أن ألقاك، ووافقت الأم بعد معركة مع الابنة على الزواج مني وبعد الزواج قررت زميلتي أن تترك لي ولأمها الفيلا وتذهب كي تعيش مع خالتها، ووافقت الأم حتى لاتترك البنزين بجوار النار.

أجمل أيامي

اعترف أنني قد رأيت مع هذه المرأة أجمل أيام عمري، لكن علاقتنا الزوجية كانت سيئة جداً فأنا شاب في الثلاثينيات ولي متطلبات واحتياجات وهي امرأة في الستين وقررت فجأة الانفصال عني عندما عرفت أنها لاتشبع غرائزي وقالت لي :أنا سأنفصل عنك لأنني أحبك ولو كنت من زمني لما تركتك أبدا.

اذهب يا بني وعش مع فتاة في مثل سنك ولاتنظر للفيلا والسيارة والنقود.

الفن الجميل

وتقول "ل.ش" طالبة بكلية الآداب:لقد عشت طوال حياتي أحب الزمن الجميل في أفلامه..في ملابسه.. في رقيه..في أحاسيسه.

لم أكن أعرف أن حبي للأفلام والأغاني القديمة سوف يقودني إلى حب رجل يكبرني بكثير، فلقد كان أستاذي في الجامعة وكنت أضع سماعة الـmb3 في أذني وأنا في المحاضرة فأتى إليّ وقال لي ماذا تفعلين أيتها الغبية طبعا تستمعين إلى مغني فاشل من زمنكم وسحب من أذني السماعة ليستمع ماذا أسمع فوجدني استمع إلى واحدة من روائع محمد عبد الوهاب قصيدة(مضناك جفاه مرقده)، فترك المحاضرة ووضع السماعة في أذنه وانتظر حتى انتهت الأغنية.

صدفة غريبة

وتستطرد قائلة:كان ردي..طبعا يادكتور وإلا لما سمعتها، فقال لي :غريبة أول مرة أرى واحدة من بنات جيلك تستمع إلى عبد الوهاب، ولا أعرف مالذي حدث لي لقد وقعت في غرام هذا الدكتور وأصبحت أختلق الأسئلة كي أذهب إلى غرفته بعد المحاضرة وأتحدث معه وكنت أنوي مصارحته بحبي ولكنه صدمني مرة قائلا:على فكرة نحن نصلح أن نصبح أصدقاء ولكن لايمكن أبدا أن نصلح زوجين، لك حياتك يابنيتى ولي حياتي فلا تفسدي عليّ حياتي وأنا لن أفسد عليك حياتك.

علاقة مثلثة

وتعلق الدكتورة (هدى زكريا) أستاذة علم الاجتماع على هذه العلاقة قائلة: علاقة الربيع بالخريف هي علاقة تشبه علاقة أضلاع المثلث حيث يمكن أن يلتقي ضلعين في زاوية واحدة ولكن كل منهما يكمل طريقه إلى النهاية.

فالخريف متجه إلى الشتاء والربيع متجه إلى الصيف، وهي علاقة تشبه علاقة الركاب على محطة القطار الذين يمكن أن يلتقوا في محطة واحدة ولكن لكل منهم وجهته التي يقصدها، وبالنسبة لحب الفتاة الصغيرة للرجل الكبير هذه مرحلة من مراحل النضج لأن أول احتكاك للبنت بالجنس الآخر يكون بالأب الذي يغمرها بالحنان والحب فهي تبحث عن مثيل الأب في الإنسان الذي يحبها دون غرض.

وإعجاب الأجيال ببعضها هذا أمر وارد.

العمر والحب

وأريد أن أؤكد على أن الحب ليس له سن معينة فنحن في حاجة إلى الحب حتى ولو بعد التسعين..والشرق هو المتخلف الوحيد الذي يختزل علاقة الرجل بالمرأة في الجنس فقط، لأن علاقة الحب هذه هي مودة ورحمة من الطراز الأول، ولقد حمل لنا التاريخ قصة حب رائعة كانت بين الرسول عليه الصلاة والسلام والسيدة خديجة التي كانت تكبره كثيرا فلقد أنجب منها الرسول الكريم 6أطفال وظل متزوجا منها قرابة الـ15 عاما ولم يتزوج عليها في حياتها وظل دون زواج بعد وفاتها لمدة 7 سنوات.

إذن نحن لا نستطيع أن نجزم بأن علاقة الزواج هذه قد لا تنجح...فهناك دائما شواذ للقاعدة

المصدر: مجلة حواء -سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 776 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,796,771

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز