فى قمتهن الأولى بالقاهرة
نساء مصر والصين
تحالف من أجل المستقبل
كتبت :إيمـــــان عبدالرحمن
تصوير: حسام عبدالمنعم
شهدت القاهرة فعاليات أول مؤتمر قمة للمرأة العربية الصينية بمشاركة العديد من قيادات المرأة فى عديد من الدول العربية وأيضا الصينية ..وتم خلاله تكريم ست من السيدات المصريات هن الدكتورة فينيس كامل أول سيدة تشغل منصب وزير البحث العلمى، المستشارة تهانى الجبالى، والدكتورة إيناس عبدالدايم أول رئيس امرأة لدار الأوبرا المصرية،وسلوى بكر أول كاتبة معاصرة تترجم مقالاتها إلى 11 لغة منها الصينية ،والكاتبة الصحفية سناء البيسي من رائدات الصحافة المصرية والأدب، والدكتورة فينوس فؤاد أول باحثة مصرية في مجال التنشيط الثقافي .. وست أخريات من الصين
قمة نسائية خالصة جمعت كفاح نساء الشرق الأقصى والأوسط ..أعلت قيم النضال في ظروف متشابهة لنيل الحقوق الضائعة.. هذا كان واضحا في كلمات المشاركات.. في البداية قالت السفيرة مرفت تلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة خلال كلمتها الافتتاحية :إن مصر والصين تجمعهما حضارة قديمة منذ أكثر من 5 آلاف سنة، فمصر اعترفت بجمهورية الصين الشعبية منذ زمن بعيد، ومصر كانت من أوائل الدول التي طالبت بحق الصين في استعادة مقعدها في الأمم المتحدة.
أما من الناحية الثقافية فكانت اتفاقية التعاون الثقافي بين البلدين عام 1955 وكانت البداية وكان هذا قبل إقامة العلاقات الدبلوماسية، وزار الصين عدد من البعثات المصرية في كافة المجالات وأقاموا روابط وعلاقات مع المؤسسات العلمية ووصلت أول بعثة تعليمية مصرية إلي الصين في عام 1965 في نفس العام الذي تأسست فيه جمعية الصداقة المصرية الصينية، حيث تم توقيع أول برنامج تنفيذي للتعاون الثقافي بين البلدين عام 1964.
تعاون وشراكة
وأشارت التلاوي إلي أن التعاون الاقتصادي بدأ عندما قامت الصين بإنشاء مركز المؤتمرات الدولي بالقاهرة .
أما عن دور الصين في الحركة النسائية الدولية فأوضحت التلاوي أن الصين كان لها دور كبير تمثل في عقد واستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمرأة عام 1955 وكان أكبر تجمعا نسائيا في العالم وساهمت مصر في إنجاح هذا المؤتمر، أما علي الصعيد الداخلي فهناك تجارب ناجحة للصين في رفع مستوي معيشة المرأة في الريف والحضر الفقير يمكن الاستفادة منها.
التحديات
ومثل رئيس الوزراء بالاجتماع د.نجوي خليل وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية.. والتي ركزت في كلمتها علي الصعاب التي تواجه المرأة حيث قالت:-من الصعب علي دولة أن تدعي أنها تعمل من أجل التنمية وهي تخوض معركة التنمية بنصف المجتمع، بينما النصف الآخر مكبل بالتهميش.
كما أن حقوق الإنسان المتمثلة فى الحرية والمساواة والتنمية التي تجعل من الإنسان محورها وغايتها ترتكز علي مبادئ الحكم الرشيد الذي يؤكد بدوره علي سيادة القانون ومكافحة الفساد واستقلال القضاء وتعزي المشاركة والمواطنة لفئات المجتمع كافة رجالا ونساء .
حق وواجب
وأوضحت خليل أنه من المبادئ الثابتة في الدساتير المصرية إقرار مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات والذي يستدعي العمل علي تعزيز الوعي بما يتضمنه هذا المبدأ.
وأضافت الوزيرة أن أي حديث عن العقبات التي تواجه المرأة العاملة غير ذي دلالة إذا لم يعتمد علي دعائم ثلاثة وهي الفرصة، التمكين الأمن. وأشارت إلي أنه لا يمكن الحديث عن التنمية بشكل عام بدون إنصاف المرأة بشكل خاص وعن المشاركة السياسية للمرأة ..وختمت خليل كلمتها موضحة أن التقارير الخاصة بالمشاركة السياسية للمرأة السياسية علي كل الأصعدة تشير إلي ضآلتها بصورة عامة وخاصة بالنسبة لوجودها بالبرلمان، الذي لم يزد علي 1% - 2.8% فيما عدا الفترة التي خصصت فيها مقاعد للمرأة عام 1979 ووصلت نسبة النساء إلي 9 %.
الصعاب مشترك ة
من جانبه أعرب سونج ايقوه سفير الصين بالقاهرة عن سعادته بانعقاد المؤتمر الأول علي ضفاف النيل مؤكدا علي قوة الروابط بين الصين والدول العربية منذ قديم الأزل عندما كان الحرير طريقا للتعاون بين البلاد، واستشهد بالحديث الشريف:"اطلبوا العلم ولو في الصين " .
مشيرا إلي أنها فرصة لتبادل الآراء والتجارب بين الصين والدول العريبة وتواصل المرأة الصينية بالعربية لمواجهة التحديات التي تواجههن معا، فالمرأة في الصين تلقب بنصف السماء وتلعب هناك دورا مهما لم تشهده الدولة بعد إنشاء الصين الجديدة وازدادت حقوقها السياسية والاجتماعية والثقافية وازداد عدد الوزيرات والقاضيات والسفيرات .
المرأة الريفية
أما أسمي خضير الأمين العام للجنة الوطنية الأردنية لشئون المرأة ..فأوضحت أنها تتمني تحقيق العدالة والمساواة والتنمية وأن هذا المؤتمر له أهمية بالغة لتحقيق هذه الأهداف وخصوصا الارتقاء بالمرأة الريفية والمرأة الفقيرة وتبادل الخبرات لمواجهة التحديات
وأشارت ليلي حامد ممثلة الاتحاد النسائى السوداني إلي أن السودان منفتح علي الدول منذ زمن بعيد، ومنذ سنوات عديدة كان هناك تعاون بينه وبين الصين عن طريق المشاريع الاقتصادية وساهمت المرأة السودانية بدورها في الحياة السياسية السودانية وتقلدت العديد من المناصب وكانت من أوائل الدول العربية في هذا الشأن وترشحت لرئاسة الجمهورية، وتمثل المرأة في البرلمان السوداني نسبة كبيرة تصل إلي 25%.
أنشطة خيرية
وعن الأنشطة النسائية توضح قوه شيانغ مدير مركز أنشطة المرأة الصينية أن التعاون بين الصين والدول العربية قديم جدا وأنها سعيدة بوجود نية مشتركة للتعاون لتطوير العلاقات مشيرة إلى أن المركز يتبع الاتحاد النسائي الصيني والذي يقيم نشاطات مختلفة وتبادل ثقافي لنساء الصين والدول الأجنبية ويقوم بأنشطة خيرية وله تجارب وأنشطة عديدة مميزة خاصة بالمرأة الصينية تتمني مشاركتها وتبادلها من خلال هذا المؤتمر.
المشاركة الفعالة
أما المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا فقالت في كلمتها: إنها لن تبالغ عندما تقول إن المرأة في مجتمعاتنا العربية قد بلغت مستوي رفيعا، لذا لابد أن تكون المشاركة بقدر طاقاتها، ومازلنا نناضل ولا نخجل من الإعراب عن هذا .
وأشارت إلى أن جدها -وقد كان من شيوخ الأزهر الأجلاء الشيخ إبراهيم الجبالي -سافر في بعثة للصين في ثلاثينيات القرن الماضي للتعرف علي أوضاع الشعوب هناك ومحاولة الاستفادة بقدر الإمكان مما توصلوا إليه في مجالات الحياة المختلفة.
والحكمة القديمة التي قالها المستعمر القديم :"اكسبوا النساء أولا والبقية تأتي " تبرهن علي أهمية دور المرأة التي همشها الحكام علي مر عقود مضت، فنحن ننظر إلي العالم الذي فشل ونفخر أن الفشل لم تشارك فيه النساء لأننا لم نكن صانعات قرار وختمت حديثها بأن المرأة صانعة المستقبل لذلك تري ضرورة إنشاء منتدي دائم لها
ساحة النقاش