بعد استمرار إضرابهم لأكثر من شهر
الأطباء : مستمرون لنيل الحقوقوالمرضى : لا تستخدمونا كرهائن
كتبت :أميرة إسماعيل
تصوير: مسعد سيف
ما زال إضراب الأطباء مستمرا منذ أكتوبر الماضى مقتصرا على العيادات الخارجية ،وقد تفاوتت نسبة المشاركة وفقا لنقابة الأطباء واللجنة العامة للإشراف عليه لتسجل بمستشفيات القاهرة 65% .
ورغم محاولات تشويه صورة الإضراب والتشويش على أهدافه ودواعيه بل وما ترتب عليه من نتائج قررنا النزول لأرض الواقع لنستطلع عن قرب المشكلات ، مستهدفين تحقيق المصلحة لكل الأطراف
البداية من مستشفى المنيرة العام وسجلت جولتنا فيه تصارع العديد من المرضى للحصول على الدواء الذى يتم صرفه على نفقة الدولة وأدوية الأمراض المزمنة.
التقينا ابنة إحدى المريضات التي استغاثت بنا قائلة: لقد جئت مع والدتى منذ الثامنة صباحا لصرف الدواء ومازلنا فى انتظار صرفه وغالبا لن نحصل عليه إلا عينات فقط ،ولا حيلة لنا غير الانتظار.
وتصرخ نجاة محمد متسائلة: »فين دول من حساب ربنا ناس كبيرة ستات ورجالة من الصبح ومفيش أى مراعاة ليهم وفى الآخر ممكن منصرفش الدواء ويقولك مش موجود أو خلص، يعنى هو ذنبنا يعملوا إضراب ويصرفوا الدواء يوم واحد بس فى الأسبوع!«
ارفعوا عنا الضرر
وتضيف إحدى الفتيات التي جاءت بصحبة والدها المسن : منذ بدء الإضراب ونحن المتضررون فكيف سيتم العلاج بدون صرف الدواء وكثيرا ما نتجادل أو تحدث«خناقة« كل خميس لأن الموظف لا يصرف الدواء .
ويتذرع بباقى زملائه المضربين عن العمل وأنه لن يعمل بمفرده ، والنتيجة خناقة وبرضوا مفيش أدوية أو بديل لها لأن بعض الأدوية تكون قد نفدت أو غير موجودة أصلا.
اسألوا الحكومة
ويتواصل الحديث ولكن مع د. محمد شوقى المدير العام لمستشفى المنيرة يقول:
لقد شاركنا فى الإضراب وفقا لقرار اللجنة العامة لإضراب الأطباء ، وذلك حتى يتم تحقيق مطالبهم ، فلماذا تهمل الحكومة هذه الفئة تحديدا ، ويستطرد قائلا: من حقنا الحفاظ على صورة الإضراب ولكن مع مراعاة حق المرضى
وهنا سألته عما إذا كانت هناك أى أضرار تقع على المريض فقال : رغم إغلاق العيادات الخارجية لكن قسم الطوارىء ظل يعمل ، وأؤكد أن الشائعات تلاحق الإضراب
لا أضرار
ويقول د. محمود سعيد - مساعد مدير مستشفى المنيرة العام ورئيس قسم الاستقبال والطوارىء- : لم يكن الإضراب مؤثرا من ناحية الكشف على المرضى وكان الدواء يصرف في نهاية الأسبوع وهو ما تم الاتفاق عليه من جانب اللجنة العليا للإضراب فى محاولة لتوصيل مطالب الأطباء.
سلاسل بشرية
وعن استخدم الأطباء ما يعرف بالسلاسل البشرية لتوصيل صوتهم للمسئولين كمحاولة للفت الانتباه تقول د. منى مينا - منسقة الإضراب -: هذه المطالب تمثل أمورا مصيرية للأطباء فى مصر، كالاهتمام بالميزانية الخاصة بوزارة الصحة والتى لا تتعدى ال4,5% ونأمل أن تصل إلى 15% وهى الميزانية المحددة بالدول الراقية حتى نضمن بذلك خدمة صحية عادلة ومناسبة للمواطن المصرى مع التأكيد على كادر الأطباء فحتى الآن مازال الأمر قيد البحث وليس التنفيذ !
ووفقا لآخر إحصائيات مركز التعبئة والإحصاء فإن عدد العاملين بوزارة الصحة من أطباء وعاملين يصل لنحو 418ألف شخص وتخصص لهم من الأجور ما يقرب على 13.3مليار جنيه، فكيف تكون القسمة عادلة بين العاملين بالقطاع الصحي ؟!
توفير الإمكانيات
وفى نهاية حديثها أكدت د. مينا أنها تدعو كافة المسئولين بدءا من وزيري الصحة و المالية إلى الاستجابة لمطالب الأطباء فهى فى المقام الأول تنادى بتوفير الإمكانيات والأجهزة التى تنقص المستشفيات الحكومية مما يعرض حياة المريض للخطر ويضع الطبيب فى مأزق أمام عدم قدرته على إسعاف الكثير من الحالات، خاصة فى غياب الأجهزة المتطورة والتى تحتاجها الكثير من الحالات المرضية وقد يتعدى أهل المريض على الطبيب بالسب والضرب.
وما بين هذا وذاك يهدر حق المريض »الغلبان« غير القادر على رفض هذا الوضع أو توصيل صوته طالبا الإغاثة
ساحة النقاش