كتبت : نجلاء أبو زيد
عاوز عروسة .. بداية جملة يتبعها وضع مجموعة من المواصفات بين الشكل ولون البشرة والوزن والطباع والسن وغيرها من المواصفات المطلوبة ،ووسط كل هذه الشروط قد يشترط البعض بياض العقل لإراحة نفسه من الحوار والجدال ، لكن كيف تسير الحياة بين زوجين لا يشتركان في الحوار والنقاش في الأمور العامة.
وهل تكبير الدماغ أصبح من الشروط المطلوبة في عروس اليوم وكيف تتعامل النساء مع هذا الأمر في هذا التحقيق نعرض الأمر للمناقشة بين الرجال والنساء لنعرف كيف يسير الحال مع بيضاء العقل
البداية مع رحاب طه ليسانس آداب: حيث تقول أرى دائما أن للمرأة طبيعة خاصة يجب الحفاظ عليها حتى لا تفقد أنوثتها، لذا لا أحب الحديث في السياسة أو القضايا المرهقة وأفضل الحديث في المطبخ والموضة وأشغل نفسي بأمور كثيرة تهمني .
وقد تزوجت بمجرد تخرجي ، لذا لم أفكر في العمل وأستمتع بحياتي جدا بهذا الشكل ولا أعاني مشاكل مع زوجي وكل أحاديثه في السياسة ينهيها في المقهى.
وتختلف معها نشوى حسين -مدرسة رياض أطفال قائلة-:الاهتمام بما يحدث حولنا من أمور أمر في غاية الأهمية لكن للأسف هناك كثيرات لا يشغلهن هذا الأمر وعندما أتحدث معهن عن سياسة وزير ما اكتشف أنهن لا يعرفن اسمه أصلا والبعض يرى هذا ميزة لأن كثرة الحديث عن السياسة يزيد الهموم ويظهر التجاعيد وأنا أرفض هذا الفكر تماما ولا أدعى أنني منشغلة بأمور السياسة لكن أحرص على متابعة ما يحدث في البلد من أمور وأدخل في مناقشات كثيرة مع زوجي لكن بلا غضب أو انفعال لأن المرأة يجب أن تحافظ على أنوثتها حتى في مناقشتها السياسية فلا يعلو صوتها.
وجع قلب
داليا حسن -ليسانس آداب - تقول :لا أحب السياسة ولا كلام المثقفين وأفضل متابعة المسلسلات التركية وعندما حدثت الثورة بدأت أهتم لكنني ندمت وعودت لحياتي السابقة وقد تزوجت منذ أشهر وعندما أجلس مع عائلة زوجي ويناقشون في السياسة أصمت فالأمر لا يستحق وجع القلب ويخبرني زوجي وهو مبتسم أنه يفضلني على هذا الحال لأن كثرة المناقشات تحول الست لراجل
أما أسماء أحمد -محاسبة- فتخالفها الرأي قائلة: للأسف :لا يزال الرجل الشرقي يفضل الشخصية سهلة القيادة ويبتعد عمن لها رأى وقدرة على النقاش لدرجة أن من حولي يرون أنني أذيت نفسي بعقلي لكنى لست نادمة .
وحكاية بيضاء العقل أكذوبة ينخدع بها الرجال فكل بنت تعرف كيف تجذب الرجل وتقدم له الوجه الذي يحب أن يراه ولأن معظم الرجال ينبهرون بمن تتحدث في السياسة ولديها ثقافة واسعة في الشأن العام ثم يتزوجون التي لا تهتم سوى بشكلها والموضة لذلك تريح البنات نفسها من السياسة.
شطارة
وتقول شيرين فاروق جامعية : الزواج الأن أصبح شطارة وترتيب فلم يعد بالأمر السهل ولذا على البنت أن تركز ولا تشغل نفسها بحال البلد ولا السياسة حتى لا يهرب منها العرسان خاصة وأن السياسة تحرق الدم وأنا جربت الحديث في الموضوعات العامة أمام بعض الشباب للوجاهة ولم تعجبهم آرائي وقالوا :إن الستات لما بيتكلموا في السياسة يظهر جهلهم ومن يومها بطلت وعندما أجلس مع شباب أظهر مدى رقتي وعدم إدراكي وفعلا يقولون عنى بنت محصلتش.
و إذا كان هذا رأي النساء فماذا عن رأي الرجال المتزوجين أو المقبلين على الزواج وهل يختلف.؟
أحمد عوض -مهندس يقول-: عندما فكرت في الزواج نصحني أصدقائى أصحاب الخبرة أن اختار من توافق على البقاء في البيت وألا يكون لها رأي في كل شىء حتى لا أرهق نفسي بالنقاش.
وفعلا تزوجت فتاة من أسرة طيبة ولكن أزمتى الرئيسية الآن أنها مملة فهي لا تتابع شيئا وإذا سألتها عن رأيها في أى شئ تخبرني أنها تثق في رأيي وهذا يحرق دمى لأنني فعلا لم أكن أريد واحدة تتعب دماغي لكن أيضا أريد زوجة لها رأى أسمعه وأن لم أخذ به
الثقة مطلوبة
ويرى وليد صالح- موظف أن الشخص الطبيعي الواثق في نفسه لا يحب بيضاء العقل كذلك لا يحب من تتفلسف كثيرا لكنه يختار من يستطيع أن يكمل حياته معها يسمع آراءها، يتفق، يعترض لكن يشعر أنه ليس الصوت الوحيد في البيت أما من يريد من لا تهتم بشىء فهو غير طبيعي .
جربت بيضاء العقل وانفصلنا بعد عامين من المعاناة ..هكذا بدأ بدر سعيد - طبيب -حديثه وقال: تزوجت بشكل تقليدي من فتاة رأتها أمي في إحدى المناسبات بيضاء الوجه والعقل ورائعة الجمال .
خدعة
وخلال فترة خطبتنا بهرتني بهدوئها ورقتها واعتقدت أنها قمة الرومانسية وأن أمثالها يجب ألا يشغلون أنفسهم بشئون البلد وعلى الآخرين تلبية كل احتياجتهم لكن بعد الزواج شعرت بمدى أنانيتها وعدم تقديرها للوضع الاقتصادي الذي نعيشه.
فزوجتي زبونة في المولات والديليفري وكلما ناقشتها في مشكلة في عملي أو أسرتي تخبرني أنها لا تهتم بهذه الأمور وأنني كرجل على حل كل المشاكل وبمرور الوقت أصبحت أتعامل مع البيت كفندق حتى ارتبطت بزميلة في المستشفى أقل جمالا من زوجتي لكن لديها قدرة على الاهتمام بمشكلات الآخرين ولديها قدرة على الإقناع وتقديم المساعدة.
الوعي أولا
وبعد أكثر من خطبة فاشلة يقول أحمد فاروق -موظف- : للأسف الكثير منا يختار وفقا للشكل والعائلة ويتجاهل مدى وعى من يريد الارتباط بها فالوعي ليس من الشروط الأساسية عند الاختيار حتى بعد الخطوبة عندما يشعر أنها تافهة يضحك على نفسه ويقنعها أن هذا أفضل.
لكن بناء على أكثر من تجربة كلما كانت الفتاة لها رأى في الحياة وإيجابية في تعاملتها كانت متعاونة ومدركة لمسئولية وقيمه الزواج.
حياتي سعيدة
ويعلن هشام حسن عن سعادته بزوجته بيضاء العقل والقلب ويكمل قائلا :تعمل زوجتي موظفة ولا تهتم بشىء في الحياة إلا بي والأولاد وأغلب أيام عملها ما بين الأجازات المرضية والاعتيادية ولا تعرف شيئا عن البلد أكثر من الرئيس أتغير بعد ثوره .
كان أكثر ما يشغلها خلال أيامها كيف تخزن الأطعمة وقد اعتدت منها على هذا ولا أغضب ولا أتحدث معها في السياسة أوغيرها لكنى سعيد لأنها مطيعة وربنا يخلى القهوة والأصحاب أجلس معهم واتخانق فى الكورة والسياسة وارجع البيت أريح دماغي.
لكن ما رأى المتخصصين فى المرأة التي تعطى لعقلها أجازة ولا تهتم بما يحدث حولها
تحدثنا د.مديحة الصفتي- أستاذة علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية قائلة:يحدد المجتمع لأفراده المبادىء الأساسية التي يجب عليهم الالتزام بها كما يحدد لهم الصفات المفضلة لدى المجتمع والتي تحظى بإعجاب المنتمين لهذا المجتمع .
وهذا المقبول قد يختلف من مجتمع لآخر وعادة يسعى الشخص للالتزام بهذه الصفات ليقبله الآخرون وليحظى بوضع لائق داخل هذا المجتمع وإن طبقنا هذه الأسس على مدى اهتمام المرأة بالشأن العام أوالسياسة سنجد أن المجتمعات الشرقية جميعها لا تهتم بمدى الوعي السياسي للمرأة ولا تعتبر أن وعيها بالشأن العام أمرا يميزها وعدم إلمامها به ينتقص من شأنها بل على العكس في معظم الأحوال يصدر لنا نموذج المرأة الواعية المثقفة القارئة الناقدة المشاركة فى أحداث التغيرعلى أنه نموذج مسترجل فاشل في حياته الخاصة غير متدين.
مواصفات ذكورية
كل هذا جعل نسبة من الفتيات يفضلن عدم الاهتمام بالموضوعات العامة لأنها ترى أن الشباب ينجذبون أكثر لسطحية الأفكار لكن وحتى لا نظلم الشباب يجب ان نشير إلى أن من يفضل الشخصيات خاوية العقل ليسوا نسبة كبيرة لكنهم موجودون بيننا لدرجة أن الشخص لا يهتم أساسا بوضع معيار الثقافة أو الإدراك للشأن العام ضمن مواصفات الزواج ويرى بعضهم أن البيت هو الأفضل للمرأة وأن النقاش يجعلها مسترجلة.
ساحة النقاش