كتبت : ايمان الدربي
«يادبلة الخطوبة عقبالنا كلنا ونبني طوبة طوبة في عش حبنا».. أغنية يرددها الشباب والشابات في فترة الخطوبة ، أجمل فترات العمر التي يغلب عليها التوافق والانسجام بين الخطيبين .. فترة خفقان القلوب وحديث العيون وتلاقي المشاعر والأحاسيس .. وانتشار عبير الحب وأريجه بين الخطيبين .. ورغم ذلك هي فترة مهمة للمقبلين علي الزواج ، فكل منهما يتعرف علي ميول واتجاهات وآراء وأحيانا عيوب الآخر ، وللأسف قد لايعطيها البعض حق قدرها. حواء تظهر لك بعض العيوب التي قد تجدينها في زوج المستقبل وكيف تكتشفينها، ومتي يمكنك التكيف معها أو تضئين اللمبة الحمراء وتنهي علاقتك بخطيبك لأنها عيوب لاتعالج
لتكن البداية من بعض تجارب الأخريات.. رنا فتاة جامعية بإحدي كليات القمة، فتاة رومانسية تبعث الأمل في كل من يراها كلها حب وحنان ورقة تحدثت معي عن تجربتها وخطيبها السابق، وكيف أنه كان رجلا بكل معاني الكلمة فارس يعيش بأخلاق الفرسان، مثقف، وسيم بالإضافة لمستواه الاجتماعي والمادي المعقول جدا، وقتها كادت تطير من الفرح لأنها ستعيش حياتها كما حلمت بها وستتزوج رجلا تحبه، ولن تضطر لزواج الصالونات.
تقول رنا: اكتشفت مع الوقت وبالتدريج عيوب خطيبي رغم صفاته الرائعة فقد كانت عينه زايغة بالتعبير الدارج، دائم النظر للأخريات عندما نخرج معا، في البداية اعتقدت أنني أبالغ فيما أشعر به ومع الوقت كبرت الشكوك في قلبي وتأكدت منها وعرفت أنه زير نساء، ولديه علاقات كثيرة مع العديد من الفتيات، وانهرت ولم أتمالك نفسي وكنت أبكي طوال اليوم وعندما واجهته أقسم لي أنه سيقطع علاقاته بكل الفتيات وسامحته، وبالفعل غيرسلوكه وتصرفاته لفترة ثم رجع مرة أخري لسابق عهده ونصحني البعض بالاستمرار علي أمل التغيير بعد الزواج وخصوصا أنه عريس لقطة ولكنني لم استطع، وانهيت خطبتي به فأبدا لن أصبح المرأة المخدوعة.
تجاوز الحدود
أما فاطمة - فتاة صحفية متميزة بأحد مواقع النت - القيم والأخلاق والمباديء تحكم كل تصرفاتها علي حد قولها - تحكي عن خطيبها قائلة : مع أحمد كنت أعيش أجمل لحظات العمر لأكتشف مع الوقت عيبا خطيرا فهو جريء جدا في التعامل معي ويريد أن تتطور علاقتنا كخطيبين لأكثر من الحدود المسموح بها أخلاقيا ودينيا، وقتها رفضت ذلك وصممت علي الالتزام بما تفرضه هذه الفترة، فالخطوبة فترة تعارف ومن الممكن في أي لحظة يذهب كلا الطرفين في طريقه وربما كانت هذه بذرة الخلافات بيننا لأنهي العلاقة بدون أسف.
بخل مرضي
«اكتشفت عيبا قاتلا في خطيبي فرغم صفاته الرائعة لكنه كان بخيلا جدا» بهذه الكلمات بدأت حديثها سها .. إحدي البائعات في وسط البلد وأضافت .. عندما كنا نخرج معا كان كل منا يتكفل ويصرف علي نفسه ، وعمره ما جاء للغداء عندنا في المنزل وأحضر معه فاكهة أو شيكولاتة وكانت أمي تثني علي ذلك حتي يستطيع تكوين ذاته.
في البداية لم أعط هذا العيب حجمه الحقيقي، ولكنني لم استطع الاستمرار عندما دعاني وأمي على المسرح ثم وقف يتحجج ويؤكد أنه نسى نقوده في المنزل وأن ما معه يكفي دفع تذكرته فقط ، وقتها وقفت مع نفسي وشعرت أن الكيل فاض، وقتها قررت الانفصال وفسخ خطبتي من هذا البخيل مرضيا حتي لوكنت أحبه .
ابن أمه
أما نورهان- طبية- شابة التقت خطيبها الطبيب في أثناء فترة الامتياز وتقدم لخطبتها لتعيش معه أحلى لحظات العمر كما تقول، لتكتشف عيبا خطيرا لديه فهو يعتمد اعتمادا كليا علي أهله، فأمه اشترت له الشبكة وأبوه اشترى له الشقة وأخته ساعدته في مصاريف الخطبة.
واستطردت نورهان قائلة : حتي هذا الوقت لم أتعرف على العيب، فكل الشباب يساعدهم ذويهم في البداية ولكن عندما عرفت أن كل ما يحصل عليه من مرتب وفوائد لشهاداته بالبنك يصرفها علي شراء ملابس- براند - أي ماركات وعلي الخروج علي الكافيهات وشرب القهوة ومطاعم الفنادق ويترك أهله يجهزونه طلبت منه الإدخار حتي نصرف على أنفسنا وحتي تصبح قرارتنا خاصة بنا.. رفض وأكد أنني أثير المشاكل ومع الوقت لم أحتمل وقررت الانفصال.
ظل رجل
حنان تحدثت عن مشكلتها مع خطيبها ببساطة قائله: خطيبي ليس لديه مايقوله فهو دائم الصمت وإذا تحدث يتلعثم ويعبر بكلمات لاتتناسب مع الموقف أصلا رغم أنه معيد بالجامعة، وفي الحقيقة في البداية لم أعر الموضوع اهتماما ولكن مع الوقت شعرت أن أي امرأة تحلم أن يرق ويحنوعليها خطيبها بحديثه وكلماته الرقيقة أو يتفاعل حتي مع ماتقول، ولكنني قررت أن أستمر في الخطبة أولا لأنني أحبه وهو كذلك وأشعر أنني سأستطيع تغييره، هذا رغم تحذير كل من يعرفني وقررت أن أمشي وراء المثل القائل ظل راجل ولا ظل حيطة.
غيرة عمل
وأخيراً تحدثت شيرين عن مشكلة أخري تماما، فخطيبها يغار منها جدا في العمل ولأنهما يعملان بالإخراج التليفزيوني وهي متميزة جدا في عملها ومتفوقة عليه يحاول هو تعطيلها وتأخير نجاحها بشتي الطرق.
وعندما تعرفت علي المشكلة نصحتها إحدي زميلاتها حتي تستمر في الخطبة عليها نقل عملها في مكان آخر وعدم الحديث إطلاقا عنه مع التعظيم من قدر خطيبها في العمل بشكل عام لأننا في مجتمع ذكوري يريد للمرأة دائما أن تتوارى وراء زوجها.
الفرص والمشاكل
وهنا نتساءل :إذا كانت هذه هي بعض العيوب التي يجب أن تقفين عندها في فترة الخطوبة كيف تكتشفين هذه العيوب وماهي مؤشرات ظهورها ؟..إيهاب ماجد الباحث والكاتب في التنمية البشرية يؤكد أن العيوب لاتظهر في المواقف الجميلة بل تظهر عند المواقف الصعبة أوالفرص أو المشاكل.
التعامل والتغيير
أيضا طريقة تعامل الخطيب مع ذويه أمه وأبيه، أخوته وأولادهم الصغار..كل هذا مؤشرات تظهر عيوب الشخصية وعلينا التأكيد علي أن فكرة تغيير عيوب الخطيب فكرة في الغالب وهمية.
ولكن السؤال الذي يسأله الخطيب لذاته هل سأستطيع التأقلم مع هذه الشخصية بهذا العيب أم لا، وهل سأتقبله وأتعامل معه بعد الزواج ؟ وأؤكد التعامل مع العيب وليس التغيير.
ويضيف أن هناك ماجد أن هناك إشارات بسيطة لدى أحد الخطيبين عند سؤاله عن عيب من عيوبه، فقد يتلعثم ويتلجلج في الكلام وتتغير ملامح وجهه، أو يحمر ويخرج منه صهد.. كل هذا مؤشرات تعني اختلاف درجة حرارة الجسم وأن هناك خللاً ما وعلينا أن نربط هذه الإشارات مع بعضها في موضوع معين أو عيب أو مشكلة أشعر بها تجاه الخطيب.
خطوط عريضة
مع الأخذ في الاعتبار أن هناك أموراً وخطوطاً عريضة يجب الاتفاق عليها مثل طريقة صرف النقود، فهناك من يقتصد لأن لديه أحلاما يرى أنها أهم لحياته وهناك آخر لديه نمط صرف في حياته مختلف، يريد أن يعيش بشكل مختلف فهنا سيصطدم الطرفان، مع محاولة التأكيد في النهاية أنه لايوجد شخص بلا عيوب ولكن قدر هذا العيب يختلف من فرض لآخر.
طلب مساعدة
وتشير د هدى زكريا - أستاذة علم الاجتماع - إلى أهمية توجه المقبلين على الزواج للمراكز التي تعلمهم وتساعدهم في تجاوز مشاكل الزواج فيما بعد والأهم كيفية اكتشاف عيوب الآخر وتحديد إمكانية الاستمرار في ظل هذا العيب قبل الزواج.
وتضيف د ذكريا :على الطرفين مصارحة كل منهما بما يراه من عيوب في الآخر والمساعدة في التخلص منها، وإعطاء أكثر من فرصة، ولكن إذا استمر العيب كما هو يجب تحديد خطورة هذا العيب بالنسبة لكل طرف وإمكانية الاستمرار به، فما يرتضيه البعض قد يرفضه الآخرون .
ساحة النقاش