كتبت : مروة لطفي

رغم مرورعام على زواجي إلا أن شعورا جارفا من الإرهاق العاطفي انتابنى نتيجة كثرة الدوران في فلك تقلبات شريك عمري المزاجية ... الأمر الذى أصابني بانخفاض حاد فى درجة حرارة أحاسيسي تجاهه .. ولأننى أكره الفشل وأخشى عواقب النهايات ,.. قررت استشارة أحد خبراء العلاقات العاطفية والذى شخص حالتى بمرض جفاف المشاعر ... الناجم عن الصمت والإهمال وقد حذرنى من مضاعفاته والتى تبدأ بالسكتة العاطفية وتنتهى بالموت المفاجئ للزواج ...

وتساءلت ،هل للمشاعر الزوجية أيضاً أمراض ؟! وإذا كان الأمر كذلك ، فما هى أعراضها ؟ و كيف نعالجها قبل فوات الأوان ؟! 

- هذه الرسالة جاءتنى من إحدى القارئات حديثى الزواج .. ولأنها واحدة بين الكثيرات اللاتي يعانين مثلها ، فكان من الضرورى التعرف على تلك الأمراض وأبرزها الأنانية ،وتحدثنا عنها الكاتبة المتميزة د. فوزية مهران قائلة : تعتبرالأنانية من أمراض المشاعر التى تفشت مؤخراً فى مجتمعنا .. وهى تظهرعادة بعد شهر العسل حيث تهدأالعواطف وتبدأ المشاركة الفعلية..وهنا نجد كل طرف يحاول الحصول على أكبر قسط من الراحة لنفسه دون النظر لاحتياجات الآخر، مما يسفر عن تولد ضغائن صغيرة .. ويوم تلو اليوم تزداد لتبنى حواجز بينهما..وأعتقد أن علاج هذه المشكلة ممكن إذا أدرك الطرفين المفهوم الصحيح للمشاركة وسعى كل منهما على الأخذ والعطاء المتبادل .. فضلاً عن ضرورة المصارحة بما يحتاج كل طرف من الآخر،فكثيرمن الأمراض الزوجية تتولد من سوء الفهم الناجم عن الصمت؛ لذا أرى أن الصدق

والمشاركة هما العقار الواقي من جميع أمراض المشاعر الزوجية ..

أعباء حياتية

ويشير الكاتب الساخر فيصل ندا إلى الدور الذى تلعبه الأعباء الحياتية فى التأثيرعلى الأحاسيس الزوجية ، مما يؤدى لعطبها وإصابتها بالأمراض المختلفة قائلاً : لاشك أن المشاكل الحياتية المختلفة تؤثر سلباً على مشاعرنا .. فكثيراً ما نجد الزوج عائداً من عمله مكبلاً بالضغوط والأعباء فيخرج رغماً عنه ثورته على زوجته دون ذنب أوالعكس .. ومع تزايد وتكرار تلك الثورات يصاب الطرف الآخر بمرض انخفاض المشاعر العاطفية..

ولتجنبه يجب التدريب على امتصاص غضب الآخر بمعنى الابتعاد عن التحاور معه حين يكون منفعلا،

واستقبال ثورة إحاسيسه بهدوء حتى لا يؤدى رد الفعل العصبى إلى ثورة مضادة تهدم العلاقة الزوجية ..

الروتين وتبعاته

أما الكاتبة المتميزة هدى جاد فترى أن الملل يعد من أخطر الأمراض التى تصيب المشاعر الزوجية .

وعن أسبابه تقول:هناك اختلاف فى طبيعة كل من المرأة والرجل،فعادة ما تميل المرأة إلى الاستقرار نتيجة لتكوينها السيكولوجى الذى يولد داخلها غريزة الأمومة تلقائياً ،على عكس الرجل فهو بطبيعته يميل للتغيير، لذا يؤدى الروتين الزوجى لشعوره بالملل. وهنا تدخل العلاقة الزوجية فى منحنى خطر ..

ولتجنبه يجب على المرأة التحلى بالتجديد لتكون مصدر جذب دائم له ، فضلاً عن أهمية آدائها لعدة أدوار فى حياته،بجانب دورها كزوجة،فعليها القيام بدور الأم , الصديقة , الحبيبة , والأخت ، بينما على الرجل هو الآخر احتوائها حتى لا تشعر بالملل .. فإذا راعى كلاهما تلبية احتياجات بعضهما ابتعد الملل عن بيتهما ..

ويؤكد الكاتب الصحفى محمد خالد أن عدم المواءمة تعد من أمراض المشاعر الزوجية الأكثر شيوعاً وتبدأ أعراضها فى عدم تأقلم كل طرف مع طباع الآخر ..أما العلاج فيعتمد على حكمةالزوجين فعليهما التركيز فى الايجابيات،حيث يساعد ذلك على قبول السلبيات بشكل تدريجى ، مما يجنبهما المضاعفات المدمرة الناجمة عنها.

الإرشاد النفسى

وإذا كانت الآراء السابقة تجمع على انتشار أمراض المشاعرالزوجية ، فإلى أى مدى تصل مضاعفاتها النفسية ؟ وكيف نتجنب حدوثها فى بداية الزواج ؟!

- تقول د. ليلى الموصلى -أستاذة الطب النفسى بجامعة الأزهر - : لاشك أن العلاقة الزوجية من الموضوعات الشديدة الحساسية .. فكل طرف يأتى من بيئة مختلفة مما يؤدى لوجود تباين بين طباعهما

فعادات كلاهما تظهر بمجرد أن تجمعهما أربعة جدران .. وإذا لم يحاول كل طرف التجاوب مع الآخر فتح الطريق أمام أمراض المشاعر الزوجية لتهاجم علاقتهما فيظهر الملل , الأنانية, وغيرهما من الأمراض التى تؤدي مع مرور الوقت إلى الإهمال .. بعدها يصاب الطرف الأكثر تأثراً بالاكتئاب النفسى ، والذى تختلف أعراضه بين المرأة و الرجل ، فعادة ما يبدأ عند المرأة فى صورة أرق يصاحبه عصبية شديدة ويعقبه انسحاب إلى الذات ، بينما يأتى للرجل فى شكل عصبية حادة تصل إلى العنف..أما العلاج فيعتمد على الإرشاد

والمساندة النفسية سواء من أحد أفراد العائلة أو الطبيب النفسى فى الحالات الشديدة .

ولأن الوقاية خير من العلاج تنصح د. ليلى طرفى العلاقة الزوجية بتجنب التسرع فى القرارات الحياتية والابتعاد عن الصمت ، فهو أول طريق الإصابة بأمراض المشاعر الزوجية .

- و يتفق د. أسامة قناوى -خبير التنمية البشرية- مع الرأى السابق ويضيف عدة نصائح لتجنب الأمراض السابق ذكرها وهي :

- عدم الركون إلى المعتاد بمعنى اختزال العام فى أسبوع ، بحيث يحرص كل طرف على تجديد المظهر الخارجى والداخلى من قبله وذلك بالقراءة

والاطلاع الذى يثرى الأحاديث الزوجية. سد الأذنين عن تدخلات الآخرين والتى تأتى فى صورة نصائح .. فقد يكون القصد خير لكنه غير ملائم لحالتكما فيأتى بنتيجة عكسية .

- الحرص على إقامة التوازنات فى علاقتكما بأهلكما بحيث لا يأتى طرف على الآخر فينجم عن ذلك تراكمات نفسية تؤثرعلى نفسيتكما فيما بعد .

- عدم نقل ما يدور بينكما من مشاعر إيجابية أو سلبية إلى أحد مهما كانت درجة قربه منكما.

 

اخيرا ..التعاون..المصرحة والشفافية فهم خير وقاية لجهاز مناعتكم العاطفي ومن ثم يساعد التحلي بهم في الوقاية من كافة أمراض المشاعر الزوجية.

 

المصدر: مجلة حواء- مروة لطفي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,806,695

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز