أعرق مجلة للمرأة المصرية والعربية
كتبت :ايمان حمزة
كلنا يعلم قيمة وقدر مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة المصرية والعربية ظهرت واستمرت منذ صدورها عام 1955 ولم تتوقف عن الصدور حتى يومنا هذا .. المجلة التى كانت بمثابة الأم العظيمة التى علمت كل أمهات مصر تربية ابنائها على القيم والأخلاق المصرية والعربية العظيمة وعلمت الفتيات كيف يكن مواظفات صالحات فى مجتمعهن بالعلم والعمل وشجعتهن على النجاح والتفوق وأظهرت للوجود كل الشخصيات الناجحة وكيف حققن نجاحهن وتحدين الصعاب والمعوقات ، وكانت حريصة على روابط الأسرة والعلاقات الاجتماعية الناجحة بين الأهل وبين الأزواج فى الأساس ، وكانت نصب أعينها دائما كيف تعين المرأة على حل المعادلة الصعبة فى التوفيق بين مهامها الأسرية ونجاحها فى بيتها وتربية أبنائها وتشجيعهم على اكتشاف أنفسهم ليصبحوا شباب المستقبل ذو الشخصية السوية والقادرة على التعامل مع الحياة والمحبة للرياضة والثقافة والفنون وأساليب التكنولوجيا الحديثة .وأيضا بين نجاحها فى زواجها وتشجيع الأزواج على مساندة الزوجات فى الحياة لأنها لا تصح إلا بتعاون شريكى الحياة ومساندة وتشجيع الزوج لزوجته كما هو واجبها أيضا ليصلا معا دائما إلى السعادة وبر الأمان فى الحياة وذلك من خلال عرض نماذج حقيقية لنجاحات المرأة والرجل من العلماء والعظماء وأيضا من الشخصيات المصرية البسيطة من الفلاحات والعاملات اللاتى لديهن حكمة وخبرة الحياة ممن نجحن فى حياتهن وأخرجن للوجود أبناء وبنات ناجحات أيضا.
حواء هذه المجلة العريقة التى يعلن الجميع أنها وراء الأجيال من الأمهات فالملوك والروساء العرب يعلنوا دائما أنهم تربوا عليها فأمهاتهم كانت حريصة على قراءتها للاستعانة بها فى تربيتهم وهم صغار وهذة المجلة التى كانوا يتنافسون على قراءتها مع أخواتهم مثلهم مثل كل أبناء الشعب المصرى والعربى لا نجتمع مع أحد سواء داخل مصر أو خارجها بالموتمرات والسفريات إلا ويسارع الكل بالاحتفاء بنا بمجرد ذكر أننا نعمل فى مجلة حواء بل إن الكل يعلنون أنهم مازالوا يحتفظون بأعداد قديمة من المجلة منذ أن كانت ترأسها الرائدة أمينة السعيد أول ورئيسة تحرير للمجلة وأول ورئيسة مجلس إدارة موسسة صحفية فى مصر والعالم العربى وكانت من أوائل المصريات التى التحقن وتخرجن فى الجامعة المصرية.
مجلة حواء التى ارتبط تاريخها بتاريخ المرأة المصرية وتاريخ مصر الحديث وتتبعت الحياة الاجتماعية السياسية والثقافية والاقتصادية والقانونية ومدى انعكاس ذلك على المرأة ومشاركتها وكفاحها الطويل من أجل نيل حقوقها وكيف كانت المرأة المصرية رائدة فى المناداة لحقوقها وفتح الأبواب لها ولغيرها فى كل المجالات التى وقفت التقاليد والمورثات الثقافية والاجتماعية وحالت فى كثير من الأحيان فى نيلها حقوقها الكاملة المتساوية والتى أقرها لها القانون من أبناء وطنها من الرجال وأكد عليها أولا الله الخالق سبحانه وتعالى فى القران الكريم وسنة رسوله محمد المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ..قامت المجلة بجعل صفحاتها وأقلام كتابها وكاتبتهاالكبار على مر السنوات منارة لتغيير سلبيات المجتمع ونظرته للمرأة موكدة على احتياج الوطن لكل موارد وطاقات أبنائه من أجل النهوض به فى عصر لا مكان فيه للضعفاء فى عالم يتطور ويتقدم من حولنا ووصلت فيه المرأة إلي أعلى المناصب بجهودها وكفائتها وكانت حواء حريصة على إظهار كل هذه النماذج الحقيقية وأيضا كان هناك دائما مع المرأة الرجال المستنيرين المساندين لها على مر الزمان لتعبر هى ومجتمعها من ظلمات الجهل التى اغرقنا بها المستعمر سابقا وظلل بها البعض عن صحيح الدين ليحرم المرأة كل الحقوق التى أوصى بها الخالق وأولها المساواة لا فرق بينهما إلا بالتقوى والعمل الصالح ..لذا صارعت مجلة حواء لتجعل منها منارة أيضا لآراء الفقهاء من علماء الدين والشريعة يبينون للمرأة وأسرتها أمور دينها ودنياها وحقوقها وحقوق أبنائها وزوجها ومجتمعها التى أقرها الدين والديانات السماوية.
رصدت حواء مسيره كفاح المرأة ومجتمعها فى الحرب والسلم وفى الوصول إلى الحياة الكريمة كيف تكون للمواطنين فى كل مكان وكيف تكون المشاركة المجتمعية مع موسسات الدولة حاولت أن تعرض مشاكل المرأة وأسرتها والتحديات التى تواجهها سواء فى المعيشة وغلائها والسبل لمحاولة التغلب بقدر الإمكان من أجل حياة أفضل وبمشاركتها بالعمل أو بالاقتصاد وتدبير ميزانية البيت لتناسب دخل الأسرة.
ومشاكل الأبناء فى التعليم وفى العمل ومواجهة التميز بين المرأة والرجل فى فرص العمل وفى التصدى لقضايا زواج الشباب والغلاء وارتفاع سن الزواج ..
للمرأة ومشاركتها بالحياة السياسية وما نراه من ظلم بين فى تمثيلها التمثيل الذى يتناسب مع قيمتها ومكانتها فى مجتمعها وما تقدمه لإدارةعجلة الحياة والعمل فى كل ميادينها.
وأيضا التصدى لمشكلاتها ومشكلات مجتمعها .. والاهتمام بالنواحى الصحية وتقديم لها ولأسرتها وبتغذيتهم والتغذية الصحية وتقديم ما يمكنها من إعداد وجبات متكاملة القيمة الغذائية وتعليمها هى وأفراد أسرتها والحرص على أناقتها وأناقة بيتها وغيرها من الأمور .. حرصت حواء على كل ذلك وأكثر من متابعة أحوال وقضايا الحياه تأخذ بيد المرأة البسيطة لترتفع بها إلى المستوى الأفضل تقدم صحفاتها إلى المرأة المصرية بكل مستوياتها ولذلك حرصت على ألا تزيد من قيمتها الرمزية حتى يستطيع شراءها كل هؤلاء رغم محاولات الكثيرين أن ترفع ثمنها.
ورغم كل الظروف المادية القليلة التى تعانيها المجلة استطاعت بحب أسرة تحريرها على مدار السنوات الماضية وبحب قرائها على أن تستمر بشموخ رغم كل ما يقدم للمجلات النسائية الأخرى التى خرجت من مدرستها فى مصر والعالم العربى وسخرت لها كل الإمكانيات المادية والتكنولوجية.
وتقدم بأسعار أعلى ولطبقات أعلى كان حرصنا على الاستمرار بقوة ولكن لتخرج علينا التوصية الصادمة المحزنة من لجنة الإعلام والصحافة بمجلس الشورى التى رودتها بعض وسائل الإعلام والنت على تحويلها إلى ملحق والبعض ردد إشاعات إغلاق حواء.
كيف نفعل ذلك فى تاريخ صحفى عظيم بدلا من أن نسانده كما يفعل الآخرون فى مجالاتهم أعرف أنها مجرد توصية ولن تتحقق بإذن الله ولكن صدمنا لمجرد صدورها
ساحة النقاش