زواج بمعتقدات غربية

 

الداعية و الباحثة الإسلامية هدى الكاشف

ونذر إلهيةllالنفس البشرية بفطرتها سوية ، وإذا أشرق عليها نور الإيمان أبت الرذيلة وتباعدت عن المنكر ، والأسرة فى الإسلام دين يسعى الإنسان لتحقيقه ، وكمال إنسانى يهتم المرء أن يتصف به ، فلم يجعل من الغريزة الجنسية وبال يجب القضاء عليه ، وإنما ضرورة فطرية تحتاج لأن تتسامى فتمارس فى ظل منهجه تعالى ، حتى جعل الزواج آية من آياته فقال (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ). ll فكانت الأسرة سُنة الأنبياء ودعاء المرسلين ..فقال تعالى ( ولقد أرسلنا رُسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية) كما أن الأسرة والذرية رجاء ودعاء لصفوة عباد الله عندما قالوا فى دعائهم (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما).. لذلك حينما يروج البعض من الشباب أفكاراً سامة آثمة حول العزوف عن الزواج متعللاً بأنه تقييد للحرية الشخصية أو أن له تبعات ومسئوليات والعديد من الالتزامات التى لا يريد الخوض فى غمارها تكون النتيجة فتح أبواب الشيطان بالدفع إلى الرذيلة بأشكالها خصوصا فى زمان العولمة والحريات ، غافلين أن العفاف مطلب إلهى حتى إذا لم يستطع الفرد توفير تكاليف الزواج ..فقد قال تعالى (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله).. فعندما انحرف الإنسان عن شرعه تعالى تخبط فى الضلالات وتقاذفته الأهواء ، وذلك جلياً إذا نظرنا إلى الأوضاع الغريزية والجنسية فى المجتمعات الغربية لوجدنا بعض الشباب تشبع بثقافات تلك البلاد فانسلخ عن عرقه الأصيل وعروبته وإسلامه ، راغباً فى الزواج من أجنبية للحصول على جنسية بلدها والعيش غريباً بعيداً عن وطنه ، ظناً منه أن هذه هى السعادة التى يتمنى تحقيقها ، متخلياً بسهولة عن كافة القيم والفضائل التى لن يجد مثلها فى تلك البلاد، وأهم من هذا كله أنه بنيته هذه ابتعد عن دائرة المعية الإلهية معتمداً على أحلام وأوهام سيطرت على فكره ، فأظلمت نور الحقائق أمام عينيه ، ناسياً أن دنيا الناس دائماً فى حاجة ماسة إلى دين الله ليسموا بها فلا يضل السبيل ، ولعل هؤلاء الشباب يتدبرون بعض الحقائق فى تلك المجتمعات من ضياع لقداسة الأسرة وزيادة نسبة المواليد من أمهات بلا زواج ، وانتشار الأمراض الفتاكة مثل الإيدز والشذوذ الجنسى وزيادة حالات الانتحار والأمراض النفسية وذلك من النذر الإلهية ، حتى تتخلص تلك المجتمعات من آثامها،وسبحانه القائل:(ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ).. ولذلك أكد المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ على طهارة العرض والنسل وصحة النسب والحرص على المرأة المؤمنة التى تعرف حق الله وزوجها فتسلك مسالك الفضيلة فى أسرتها وتربيتها لأبنائها ..فقال:( تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك )..ولذلك فلا مانع من أن يجمع الشاب بين الدين والمال والجمال والحسب فيفوز بكافة حسنات المرأة ، ولكن إذا وقف موقف الاختيار فلا شىء يعلو على الدين ، فالمال إلى فناء ، والجمال إلى ذبول ، والحسب والجاه إلى زوال ، فلا ينمو على مر الزمان ويزداد تآلفاً إلا الدين والخلق ..ولهذا قال المولى عز وجل :( ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم )

 

المصدر: مجلة حواء -الداعية و الباحثة الإسلامية هدى الكاشف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 757 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,731,642

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز