كتبت : نبيلة حافظ

الحكمة والعدل من صفات رب العزة سبحانه وتعالى، فهو الحكيم الذى يضع كل شئ فى موضعه، فلا نرى فى صنعه اختلالاً ولا فى حكمه تناقضا .. وهو العدل الذى لا يظلم العباد . ومن الآيات القرآنية الدالة على حكمته وعدله ورحمته بعباده قوله سبحانه فى سورة الروم الآية «41» .. ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون» .. ولعل الحال الذى نحن عليه الآن هو خير دليل على أن الفساد الذى استشرى فى حياتنا والابتلاءات التى أصابتنا هى من صنع أنفسنا .. وأن ما نحن عليه الآن هو خير جزاء على ما اقترفناه من ذنوب ومعاص أغضبت المولى عز وجل علينا .. وكان العقاب الإلهى لنا هو ما نحن عليه من فرقة وتشرذم وانشقاقات وخلافات ومشاحنات وقتال ودماء تسيل دون وعى أو إدراك .. ومن فقر وجوع ونقص فى الأموال والأنفس والثمرات .. وهذا خير دليل على أن الله تعالى غاضب علينا ، لذلك ظهر الفساد وحلت العقوبات الإلهية وجنينا ما نستحق من عقاب .

ولنتفحص الآية الكريمة بما فيها من معان .. فلقد شخصت لنا الآية الداء والمرض الذى يحل على المسلمين حينما يعصون الله ويعثون فى الأرض فسادا .. فمنهم من يظلم ومنهم من يغش فى المكيال والميزان .. ومنهم من يأكل أموال الغير بالباطل .. ومنهم من لا يراعى محرمات الله .. ومنهم من ابتعد عن شرع الله وسلك طريق الشيطان ، وغيرهم الكثير من العصاه .. لذلك كان عقاب المولى عز وجل لهم ولغيرهم ظهور الابتلاءات وقلة الخير والبركة وانتشار الأمراض والأوبئة .. وذهاب الأمن وغياب الآمان .. وتسليط الظالمين على غيرهم من البشر .. يقتلونهم ويستحلون أموالهم .. هكذا وصل بنا الحال .. عندما أخذتنا الحياة الدنيا بكل ما فيها من مغريات ونسينا أو تناسينا أن هناك رباً يراقب ويحاسب .. ابتعدنا عن شرع الله وأهملنا سنن نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ولهثنا وراء متع الحياة الدنيا وشهوة السلطة والمال، يا لها من متع رخيصة .. زائفة .. زائلة .. ويالنا من عذاب نحصد جزء يسير منه فى الدنيا .. ولكن العذاب الأكبر فى الآخرة .. حينما نقف بين يدى المولى عز وجل .. يوم الموقف العظيم .. وحينما نسأل عن أفعالنا وتصرفاتنا وما اقترفته أيدينا من ذنوب ومعاص .. ولنعلم جميعا أن الله بعدله وإحسانه غير ظلاّم للعبيد .. لن يظلمنا وسوف نجزى بعدله خير جزاء . ومن رحمة الله بنا على هذه الأرض أنه لا يعاملنا بعدله .. لأنه لو عاملنا بعدله سوف نهلك كما هلكت أمم من قبلنا .. ولكنه مازال يمهلنا لعلنا نعود ونرجع ونستقيم .. إن آيته هذه خير دليل على ذلك .. فإنه يعذبنا ببعض ما عملنا من معاص ويعاقبنا بسلب بعض نعمه علينا ومن رحمته أنه عندما يصيبنا بمصائب أو ينزل علينا عقابه إنما يكون ذلك من أجل الموعظة والتذكير لنا حتى نتوب ونعود لرضاه ..

فيا أهل مصر .. أفيقوا .. واذكروا الله .. وارجعوا إلى طاعته وأطلبوا عفوه ورضاه .. ويا أهل مصر .. خافوا المولى عز وجل وابتعدوا عن طريق الشيطان الذى زين لكم المعصية وفتح أمامكم أبواب جهنم .. فما تفعلونه الآن هو نار الله فى الأرض .. وبعده تكون نار جهنم فى السماء .. !

الوقت لم يمض بعد .. مازال أمامكم فرصة للتطهر والاستغفار ، عودوا إلى الله .. إلى طريق الخير والمحبة والسلام .. تآلفوا تحابوا .. تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، إن أبواب المغفرة مازالت مفتوحة أمامكم .. ادخلوها قبل فوات الآوان .. قبل أن تأتى الساعة التى لا ينفع فيها مال ولا بنون .. اسأل الله لكم الهداية والعفو والعافية ولا يبقى إلا الدعاء .. اللهم ارفع غضبك ومقتك عنا .. إنك سميع الدعاء .!!{

 

المصدر: مجلة حواء- نبيلة حافظ
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 600 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,799,696

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز