كتبت: سكينه السادات

بمناسبة العام الميلادى الجديد أنتهز الفرصة وأهنئ كل قرائى وقارئاتى بالسنة الجديدة التى نتمنى على الله أن تكون فاتحة خير على مصر وأهلها وأن تستقر الأحوال فى وطنى الحبيب ويجتمع الشمل المصرى بلا فرقة ولا تناحر ولا تضاد وحتى لو اختلفت الآراء فإن الخلاف لا يفسد للود قضية كما هو الحال فى كل ديموقراطيات العالم، أتمنى لمصر أن يكون عامها الجديد أحسن ألف مرة من أعوامها السابقة وأن نبدأ جميعاً معاً الطريق إلى بناء مصر الحديثة القوية الصاعدة المناضلة المتحدة الأبية التى لا تقبل تقسيماً لنا أو لآراضيها وأقترح أن نسميه عام سيناء ونبدأ فوراً فى تعمير سيناء بالزرع والبشر وأن نطهرها من كل الشوائب العالقة بها ونطرد منها كل طامع وحاقد وإرهابى لا يريد الخير لمصر فأرجو أن نتضافر ونتعاون من أجل عام سيناء!!

 

آسفة لطول المقدمة لكننى لم أستطع أن أكتب عن السنة الجديدة إلا بعد أن أعبر عما بقلبى تجاه بلدى الحبيب.

 

أما حكاية اليوم فقد روتها لى بدموعها قارئتى الابنة عبير «18 سنة» التى جعلتنى أبكى معها عندما انهمرت دموعها وهى تحكي..

قالت عبير.. أدرس الآن بكلية الألسن وأنا الابنة الكبيرة لأم جميلة وطيبة جداً ومسالمة وهادئة ولى أختان أصغر منى تدرسان فى المدارس الإعدادية والثانوية.

أما أبى فقد فارق الدنيا وهو فى ريعان شبابه منذ حوالى عام ونصف العام إثر إصابته بذبحة صدرية مفاجئة نتج عنها جلطات بالمخ ومات وهو فى الرابعة والأربعين من عمره ولم يكن يشكو من أى مرض بل كان رياضياً نشيطاً مرحاً وكانت قصة حبه لأمى «38 سنة» مضرب الأمثال وكان بيتنا من أسعد بيوت مصر كلها إذ كان يظلله الحب والتفانى ونكران الذات.

وتستطرد عبير.. أبى كان يعمل هو، وشقيقه الأكبر فى شركة متوسطة الحجم كان يمتلكها والدها وعندما توفى الوالد صار أبى وعمى هما المسئولان عن الشركة التى كانت إداراتها تفى بك احتياجاتنا بل كنا نعتبر «مستورين» وحياتنا فوق المتوسطة ولكن لم نكن نعتبر من الأثرياء، لكن الأمور تدهورت فى السنوات الأخيرة وتعثر عمل الشركة وأعتقد أن ذلك كان السبب المباشر فى حزن أبى وإصابته بالذبحة الصدرية المفاجئة ثم وفاته!

وتستطرد الابنة .. وربما يجب على أن أعطيك صورة واضحة عن أمى المسكينة فهى سيدة صغيرة الحجم نحيفة، مرهفة الحس، صوتها هادئ لم تكمل تعليمها نظراً لزواجها المبكر من أبي، لا تعلم من أمور الدنيا أى شيء سوى رعاية زوجها وبناتها فقط!

 

وتستطرد عبير.. ولكى أعطيك أيضا صورة حقيقية عن الأسرة الكبيرة فقد ماتت جدتى لأبى فى سن مبكرة وتزوج جدى من سيدة أنجبت له عدة أبناء وبنين، كانوا جميعاً فى رعاية أبى وعمى الشقيقين الوحيدين بين الإخوة والأخوات، وكان أبى رحيما رؤوفا بإخوته الصغار على عكس أخيه الأكبر الذى كان معروفا عنه أنه من النوع القاسى المتكبر غير العاطفى وبناء عليه فقد تزوج عمى مرتين وطلق زوجتيه بعد أن أنجب ولدا من كل منهما وفى السنوات الأخيرة كان يعيش وحيداً ويرفض فكرة الرجوع إلى أى من زوجتيه أو الزواج مرة ثالثة!

 

وتستطرد قارئتى عبير.. ولم نكن نشعر بأى أحاسيس ناحية عمى الكبير لكنه كان مرتبطاً بأبى بشدة وكان يحبه على طريقته وكان والدى قد ربانا على أن نحترمه وأنه الكبير وعندما اشتد المرض على أبى جمعنا فى غرفة الإنعاش وقال لأمى ولنا ولعمى وكنا فى حالة انهيار.

- وصيتى لك يا أخى أن تكون وصيا رسميا وراعيا لزوجتى وأولادى بعد وفاتى وأن تكون لهم الأب والراعى ولا تنقص عليهم شيئاً

ومات الأب. . فماذا كان تصرف العم مع أولاده وزوجته؟ وكيف عاملهم؟ وهل أوفى بوعده لأخيه الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية! 

المصدر: مجله حواء- سكينه السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 436 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,782,629

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز