فى ذكرى الميلاد المجيد

سينما الأقباط

كتبت :منال عثمان

  كانت مفاجأة بكل المقاييس هذا العام ونحن نتصفح أوراق سينمائية قديمة أن نكتشف أن السينما المصرية كانت صاحبة التوقيع الأول فى سينما الأقباط قبل أن تنتبه هوليوود أو غيرها لتقدم حياة السيد المسيح -عليه السلام- أورحلة العائلة المقدسة فالأفلام العالمية حديثة العهد فى تقديم حياة السيد المسيح ويجوز أشهرها فيلم (آلام المسيح) الذى عرض منذ سنوات قليلة وأثار ضجة

وقد عرض أيضا فى مصر لكن ما اكتشفنا أن هناك فيلما مصريا اسمه (المسيح) قدمته السينما المصرية عام 1938 وكانت لاتزال فى طور البدايات فالمعروف ورصده المؤرخون بدقة أن تاريخ تأسيس السينما كان عام 1927 وقدم الفيلم بعد موافقة شيخ الأزهر وقتها الشيخ محمد مصطفى الرفاعى وراجع مادته الحوارية عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين ،الفيلم تصدى لها مجموعة من المسلمين كانوا من خيرة فنانى مصر وقتها فقد أنتج الفيلم إحدى الشركات السينمائية الكبرى -وأحدثها عام 1938- اسمها الشركة العربية للإنتاج السينمائى وكان يملكها ثلاثة أصدقاء محمود السنهورى وشريف المندور وإبراهيم خليل وأخرجه المخرج محمد عبد الجواد ولعب بإتقان يناسب أداء هذه الفترة الفنان الكبير أحمد علام دور السيد المسيح ولعبت عزيزة حلمى دور السيدة العذراء ولعبت سميحة أيوب دور مريم المجدلية وشارك فى الفيلم أيضا الأساتذ توفيق الدقن واستفان روستى والممثل عبد السلام محمد ورغم حداثة التجربة السينمائية المصرية كلها إلا أنه حاز الإعجاب وشاهده المخرج الروسى الشهير (روزيه سيجمانالوف) وكان فى بداية حياته وشبابه حينما كان فى زيارة لمصر فى هذا الوقت البعيد جدا من الثلاثينات قبل أن يصدر قرار الأزهر بمنع ظهور الأنبياء كافة على الشاشة.... إنها مفاجأة مذهلة بصراحة اسعدتنا كثيرا أن يضم أرشيفنا السينمائى الذاخر هذه الكنوز ولتكن دعوة من خلال سطورنا هذه أاصحاب السطوة السينمائية أو المراكز المتخصصة للبحث عن هذا الفيلم فقد يكون هذا وقته ففيلم السيد المسيح كل صانعوه مسلمين

الراهبة

والحقيقة طوال الوقت كانت السينما تقدم النموذج المسيحى بشكل فعال فى الدراما التى تقدمها فهناك أفلام لا تخبو من الذاكرة مثل حسن ومرقص وكوهين وفاطمة وماريكا وراشيل ولعلك تلحظ هذا التواجد الثلاثى للأديان السماوية الثلاث لأن هذا التواجد كان موجودا بقوة فى هذه الفترة الأربعينيات والخمسينيات والسينما دائما مرآة الواقع لكن مر الوقت وظل النموذج المسيحى موجودا بقوة طبعا كما هو فى الواقع وكان فيلم( الراهبة) للنجمة هند رستم أحد أهم وأقوى الأفلام مع المخرج حسن الإمام وتألقت هند فى هذا الدور الصعب وكانت مشاهدها داخل الكنيسة مشاهد عالية أهلتها لنيل أكثر من جائزة عن الدور ونفس النجمة قدمت حياة إحدى أشهر راقصات القرن الماضى (شفيقة القبطية) والنماذج السينمائية عديدة فهناك فيلم( لقاء هناك) لنور الشريف وسهير رمزى التى لعبت دور فتاة مسيحية اسمها (ايفون) تحب شابا مسلما لديه حيرة تصل للإلحاد وأيضا فيلم (التحويلة) والشاب المسيحى صديق الشباب الذين يريدون أن يشاهدوا الفيلم فى( فيلم ثقافى) فطوال الوقت كان هناك النموذج المسيحي الذى ظهر بقوة فى فيلم (حسن ومرقص) ليوسف معاطى بطولة النجمان الكبيران عمر الشريف وعادل إمام

بحب السيما

ويبقى فيلم (بحب السيما) للمنتج هاني فوزي والمخرج أسامة فوزي والنجمين ليلى علوى ومحمود حميدة الفيلم الذى قدم لنا الأسرة المسيحية فى فترة الستينيات دخلنا إلى أغوارها بشكل عميق للغاية شاهدنا الأب المسيحى الذى يخاف من العقاب الإلهى بشكل هستيرى ، رأينا دموع الأم فى الكنيسة ، عرفنا ما هو (العشور) وبعض الطقوس المسيحية التى لم تتطرق إليها السينما من قبل ولهذا يعد هذا الفيلم أحد أهم الأفلام فى الفترة الأخيرة بحق

إنها كانت نظرة ألقيناها على الوجود المسيحى فى السينما المصرية بمناسبة ميلاد السيد المسيح وكل عام ونحن جميعا بخير

المصدر: مجلة حواء -منال عثمان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 639 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,810,270

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز