على مسئولية القراء .. مطلوب مليونية حب برعاية حواء
كتبت :أميرة اسماعيل
"مازال فى قلبى بقايا أمنية .. أن نلتقى يوما ويجمعنا الربيع .. أن تنتهي أحزاننا أن تجمع الأقدار يوما شملنا " هكذا قالها شاعر الحب فاروق جويدة وهو أيضا القائل " لا تنتظر أحداً فلا يأتى أحد" .. فماذا نحن فاعلون مع الحب وحيرته ؟ فالحب هو ذاك الوباء اللذيذ المعدى الذى يصيب جميع الكائنات بدون استثناء , فله معانٍ عظيمة وتعريفات مختلفة من عاشق لآخر .. فكل محلل له تصوره وتعريفه وقاموسه الخاص لمعنى الحب..
ومع كل هذا سعينا كأسرة "حواء" أن نحل لغز فصول الحب الأربعة - كما ذكرتها- الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى (فصل اللقاء والدهشة , فصل الغيرة والدهشة , فصل لوعة الفراق , فصل روعة النسيان) ..
إنها رباعية الحب التى سعت "حواء" لحل لغزها والتقاط أطراف المشكلة وطرحها على القراء ومشاركتهم الرأى والحل معا.
ففى كل موضوعات الحياة يطرق الحب بابا .. ويوصد آخر ! ولكننا دوما بحاجة ل"طبطبة" من القلب .. فنرجو أن تكون "حواء" قد نجحت فى ذلك.
- البداية مع نادية عبد الفتاح (21سنة) طالبة قالت : يعجبني كثيرا تناول مشاكل الشباب العاطفية وبخاصة لو حدث الفراق ، وتحليل الأسباب والنصيحة التى يأخذها الشباب فى نهاية الموضوع وأشعر أن "حواء" متابعة جيدة لكل أشكال الأزمات العاطفية.
بينما ترى نهى على (27سنة) طبيبة بشرية: أن أزمات ما بعد الارتباط والزواج بحاجة لتناولها بكثرة وباستمرار .. فنحن بحاجة لمواجهة مشاكلنا والبحث عن حلول لعودة الحب والمودة والتراحم بين العشاق والأزواج والاهتمام بالنصائح الخاصة بالمرأة وبخاصة فى نكساتها العاطفية سواء قبل الزواج او بعده!
الموت حباً
"الحب مثل الموت وعد لا يرد ولا يزول" هكذا قالها الشاعر الفلسطينى محمود درويش .. وهكذا أمن العشاق بها مما زاد ألالم الحب ولوعته والاشتياق له أيضا ...
وفى هذا الإطار ترى بسنت سامى (22سنة) أن هذه المقولة حقيقية فى كل مشكلة نراها وقد نجحت "حواء" فى نقل أحاسيس المحبين ومحاولة " الطبطبة" أو التخفيف من أزماتهم ومساندتهم لمحاولة إنجاح العلاقة أو إنهائها بكرامة وهذا أمر إيجابي في طريقة تناول هذه الموضوعات بطريقة تليق بالأدب والأخلاق العامة لنا.
"محتاجين حلول أكتر تناسب ظروف كل مشكلة" هذا ما أكدته علا أحمد (35سنة) موظفة : وتضيف أننى أحرص على متابعة مجلة "حواء" وأرى أنها بحاجة لتكثيف الموضوعات العاطفية .. فلا تخلو مشكلة من وجود الحب أو اختفائه من حياة البعض مع الإشادة بالموضوعات الشبابية الخاصة بالحب والصداقة والارتباط وتوضيح المشاعر ومفاهيمها لدى الكثيرين حتى لا تتكرر نفس المشاكل.
ولأن الحب أزمات وروعة وأهمها النسيان أو معالجة أحلامنا وأمنياتنا للاستمرار فى الحياة وهذا ما عبر عنه أيضا الشاعر إبراهيم ناجى .. فى ملحمته الأطلال فقال فى أحد أبياتها :
التصالح مع الآخر
"فتعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو ... أو كل الحب فى رأيك غفران وصفح؟ "ويرى أحمد مصطفى (37سنة)طبيب أطفال : أن الحب مرتبط بكل أمور حياتنا وبخاصة بين الأسر وبعضها ويفضل - من وجهة نظرى - ربط الموضوعات ذات الصلة الاجتماعية بالحب والتصالح مع الآخر فهذا يجعل الموضوعات أكثر جاذبية وأعتقد أن "حواء" تعرض بنفس الرؤيا فى بعض الموضوعات.
"محتاجين نزود موضوعات الحب ونوضح للشباب أخطاء الحب .. " هذا ما أكده محمود إسماعيل (28سنة) : ويضيف أجمل ما لاحظته فى "حواء" هو تناول مشاكل الحب فى كل مراحله وأشكاله وحرصها فى كل مرة على اختيار فكرة دون الأخرى.
ويوافقه الرأى محمد على (25سنة): فيرى أن مشكلات الشباب هى الارتباط والبحث عن شريك الحياة المناسب ويجب أن تعرضها "حواء" باستمرار ولا تمل من ذلك .. فنحن بحاجة لمن يغرس الحب بداخلنا.
شعب عاطفي
وفى مداخلة لطيفة للدكتورة سوسن فايد استاذة علم النفس الاجتماعى تؤكد على حرص "حواء" الدائم على تناول الموضوعات العاطفية وبث الحب والتركيز عليه فى معظم الموضوعات وذلك يدل على إيمان المجلة بضرورة العاطفة وتواجدها بين الناس وبعضهم البعض , فالبعض يتهمنا أننا غير قادرين على الحب وهذا لا يتلاءم مع الواقع فنحن شعب عاطفى ويتأثر كثيرا بالكلمة الطيبة ، ورغم ما نعيشه من صراعات وفوضى سياسية إلا أن هذا لا ينفى حاجتنا الماسة والمستمرة لإعطاء الجميع الفرصة للحب والود وإبداء مشاعره الإيجابية تجاه الآخر، ومعالجة المشاعر السلبية ولنتعلم فى بداية السنة الجديدة أن نحب ونتعرف على من نحب ولا نهمل العقل .
وفى إضافة طريفة للدكتورة سوسن فايد تؤكد حاجتنا اليوم إلى مليونية الحب وأن تنظم "حواء" وقفة احتجاجية ضد العدوانية والعنف والاهتمام بآليات العمل بمشاعر الحب ، وترى د. سوسن أن التركيز على الحب الأسرى وترابطه هو أهم الموضوعات التى تغرس فى نفوس الشباب الحب الإيجابي والتركيز على اخلاقيات الحب الراقى وفى الأسرة خير مثال ودليل نعتمد عليه.
ولعل ختامنا فى تلك السطور من قصيدة "الأطلال" :
يا حبيبى كل شىء بقضاء ... ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدرانا ذات ... يوم بعد ما عز اللقاء
فإذا أنكر خل خله ... وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل إلى غايته ... لا تقل شئنا فإن الحظ شاء!
ساحة النقاش