المرأة والانتخابات

شراكة ورقية..وإقصاء دستورى

كتبت :سمر عيد

  جدل واسع ثار بعدما عدل قانون مجلس النواب وألغت لجنة مجلس الشورى وضع المرأة في النصف الأول من القائمة في الانتخابات البرلمانية القادمة وقد أصدرت بعض مؤسسات المجتمع المدني بياناً تعرب فيه عن بالغ استيائها من وضع المرأة بالبرلمان المرتقب..حواء رصدت جانباً من آراء المجتمع حول القانون

التقينا "بسحر بيبرس" بكالوريوس تجارة والتي حدثتنا قائلة:السياسة إفراز لثقافة المجتمع ،وإذا تحدثنا عن حقوق المرأة في البرلمان فعلينا أن ننظر إلى الوراء قليلا لنرى كافة حقوق المرأة على المستوى الاجتماعي .

أولا.. يوجد هدر واضح لحقوق المرأة الاجتماعية من تعليم وصحة ومعاملة سيئة للسجينات في السجون واعتداء على النساء في الشارع من واقع محاضر المعكاسات والتحرش .

وأكثر الناس معاناة من الفقر والأمية هن النساء ،وإذا كان المجتمع والحكومة لاتعير بالا لكل هذا فكيف لها أن تعير بالا لوضع المرأة في البرلمان؟!!

لقد قاطعت الانتخابات البرلمانية أيام "حسني مبارك" وسوف أقاطعها الآن ..ففي عصر مبارك كانت الانتخابات البرلمانية تزور في الصندوق أما الآن فإن التزوير في عقول الناس التي تنتخب مرشحا لأجل زجاجة زيت أو كيلو سكر،ولاعزاء للسيدات.

الفلاحة الفصيحة

وتحدثنا أم عبير فلاحة تبيع الخضرة في السوق قائلة:لماذا يتم إقصاء المرأة من النصف الأول من القائمة ولماذا لاتكون هناك مقاعد مخصصة للنساء؟

ألم تكن المرأة شريكا في الثورة ؟ألم تستشهد المرأة في الثورة كما استشهد الشباب؟ أوليست هذه المرأة مواطنة مصرية مثل الرجل ولها الحق فى أن تجد من يعبر عنها في البرلمان،وهل خلت مصر من السيدات المحترمات أساتذة القانون والسياسة حتى يتم إقصاء المرأة.

وتضيف أم دنيا: لايشعر بالمرأة إلا المرأة فإذا تقلص دور النساء في البرلمان فمن إذن سوف يتحدث بلسان المرأة ؟!! ومن سيدافع عن قضاياها المصيرية ؟!! ووضعها الاجتماعي والاقتصادي السييء؟!!

لا للاختلاط

وحدثنا "حسين عبد المطلب" بكالوريوس زراعة -عن قرار مجلس الشورى باستبعاد المرأة من النصف الأول من القائمة قائلا:لا أدري لماذا يريدون تقسيم البلد إلى رجال ونساء ،فوضع المرأة الطبيعي هو البيت أو أن تعمل أعمالا رقيقة تليق بها ،ولماذا "تحشر" المرأة نفسها في مجالات ليست لها مثل البرلمان والسياسة والشرطة والجيش .

تعليم المرأة

وتعلق "بسمة نشأت مصطفى" فنية معمل تحاليل على من يريدون إقصاء المرأة وتهميشها قائلة: لماذا نُعلِّم المرأة إذا كنا سوف نستبعدها من المناصب القيادية؟!!

والمرأة لأنها أم في المقام الأول تكون أكثر إحساسا بمشكلاته المجتمع وتكون أكثر خبرة ودراية من الرجال بلم شمل المجتمع والوقوف على مشكلاته.

ومع الأسف يتم استخدام بعض الشعارات لمحاربة النساء وتهميش دورهن ،ولكن أملنا في الناخبات المصريات فالمرأة تشكل نصف عدد السكان في مصر ولو نزلت كل النساء كي يعطين أصواتهن لنساء مثلهن سوف تكون الغلبة للمرأة في البرلمان.

ولكن مع الأسف المرأة لاتنتخب المرأة بسبب الجهل والأمية فيتم الضحك على عقولهن بمبلغ من المال أو تموين للمنزل حتى تنتخب رجلا لايعرف في السياسة شيئا.

ليست سياسة

وتقول "نورا عبد المطلب" مديرة سوبر ماركت :هذه ليست سياسة مع الأسف الإخوان لايعرفون كيف يلعبون السياسة وسوف تؤدي قراراتهم إلى احتقان المجتمع وتقسيمه إلى مسلم ومسيحي وإلى رجل وامرأة.

الساحة السياسية لا تحتمل المزيد من القرارات التي تقسم مصر لأننا في وضع اقتصادي سيئ ،وسوف تؤدي قراراتهم هذه إلى قلق المستثمرين من مصر وعدم جلب أي رأس مال خارجي.

فإذا كان الإخوان ضد السياحة وضد الفن وضد المرأة ،فكيف لهذه البلاد أن تنهض؟! إن الأمم لا تنهض إلا بتكاتف جميع أولادها من الرجال والنساء،لماذا يريدون إحباط المرأة وجعلها من الكائنات المهمشة.

وإذا كانوا يعتقدون -خطأ- أن نساء مصر مغيبات عن السياسة فهذا مفهوم خاطئ لأن كل بيت الآن يوجد فيه تليفزيون ودش والمرأة تطالع الأخبار حتى وإن لم تكن تقرأ،وأصبح هناك وعي سياسي لدى فئة كبيرة من نساء مصر المتعلمات وغير المتعلمات.

المفهوم الثقافي

وتعلق دكتورة "شيماء بهي الدين" صيدلانية قائلة: ما تزال هناك نظرة دنيوية للمرأة وشك في قدراتها على المستوى الاجتماعي ..لذا فإن المرأة لا تنتخب المرأة التي مثلها فلقد تربت في المنزل منذ صغرها على أن أخيها كائن مميز وقادر على كل شيء بينما هي كائن على الهامش.

لذا أصبحت لا تثق في الطبيبة بل تثق في طبيب ولاتثق في أية امرأة وتشعر أن المرأة كائن ضعيف مثلها بينما الرجل هو المميز والقادر على خوض الصعاب وحل المشكلات ،هذه مشكلة تربوية اجتماعية في المقام الأول.. لذا فلا عجب ألا تنتخب المرأة المرأة في البرلمان.وأنا سأقاطع الانتخابات البرلمانية تماما.

ليست مجاملة

وتقول "هبة عبد النبي" أخصائية علاج طبيعي: طبعا المرأة لم تأخذ حقها على كافة الأصعدة فلماذا نطمح أن تأخذ وضعها السياسي؟!! هناك حقوق كثيرة مهدرة للمرأة في مصر أقلها أن تمشي في الشارع آمنة ،وكان من الواجب تحديد كوتة للمرأة في البرلمان وعدم اختيارها كمجاملة بل اختيار نساء فاعلات بالفعل ومتفقهات في القوانين الدستورية وممارسة الحقوق السياسية،وأنا أتوقع أن تثور جمعيات ومؤسسات الدفاع عن المرأة في مصر ضد هذه القرارات.

أمر متوقع

ولم تتعجب الكاتبة والناشطة الحقوقية "عزة كامل" مما يحدث وتقول:تهميش المرأة أمر متوقع جدا حيث إن الكتلة الغالبة في مجلس الشورى هي كتلة الإسلام السياسي،كما أن الدستور الجديد لم يدعم دور المرأة ولم يركز على حقوقها.

وليس أمامنا سوى النضال من أول وجديد كي نغير القانون والدستور وبالطبع ينبغي على مؤسسات الدفاع عن حقوق المرأة التوحد وتشكيل جبهة واحدة كي تستعيد النساء دورها في البرلمان والسياسة بشكل عام.

وضع ضبابي

وتؤكد دكتورة "نادية عبد الوهاب" أمينة المرأة في الحزب المصري الديمقراطي- على أن وضع المرأة السياسي يعد وضعا ضبابيا وغير مبشر بالخير وتقول: كان من المفترض أن يؤخذ رأي الأحزاب الأخرى في وضع المرأة بحيث يكون القرار أكثر ديمقراطية ولكن مجلس الشورى انفرد بقراره.

و أدعو كافة الأحزاب السياسية إلى عدم تهميش دور المرأة ونحن في الحزب المصري الديمقراطي سوف نحاول الدفع بسيدات كي يخضن غمار الانتخابات القادمة ،وطبعا لايوافق الحزب على تهميش المرأة وجعلها في ذيل القائمة.

بداية الغيث

وتقول دكتورة "ملك الكردي" من جمعية تدعيم الأسرة:نحن كهيئات ومنظمات مجتمع مدني ننتظر الأسوأ والأسوأ للمرأة خلال الفترة القادمة لأن المناخ العام كله هو مناخ رجعي ،وكما يقولون بداية الغيث قطرة فاليوم تستبعد المرأة من النصف الأول من القوائم الانتخابية وغدا سوف يقولون المرأة عورة وتجلس في المنزل.

ونحن نأمل أن تتخذ منظمات المجتمع المدني خطوة إيجابية ولو على صعيد توعية النساء بحقوقهن في الأرياف والبيئات الفقيرة ،لأن النساء نصف عدد سكان مصر ولو انتخبن النساء لحظيت المرأة بمكان أوسع في البرلمان،أما الأحزاب فهي تستبعد المرأة لأنهم يرون أن المرأة من الممكن أن تفقدهم الكرسي ..لذا سوف يلتزمون بوضعها في ذيل القائمة

 

المصدر: مجلة حواء -سمر عيد

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,684,881

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز