كتبت : ايمان حمزة
دم المصرى على المصرى حرام .. إنها أكبر الكبائر قتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق.. فالحزن يعم قلوبنا على هذه الدماء المصرية الغالية التى سفكت وراحت للأسف فى مواجهات عنيفة بين المصريين وبعضهم مع ثورة الغضب التى اجتاحت نفوس الشباب فى بورسعيد قبل وبعد إعلان نتائج الحكم لشهداء الالتراس الأهلى وأهالى المحكوم عليهم فى مصادمات دامية راح ضحيتها العديد من الشهداء واستغل البلطجية ثورة الغضب ليشعلواالحرائق ويسرقون وينهبون .. فى بلدان القناة «السويس والإسماعيلية وبورسعيد» .. يعرضون حياة الناس وأمنهم إلى الخطر بشكل مستهدف وواضح .. ومع هذه المواجهات الدامية فى القاهرة وبعض مدن المحافظات المختلفة من المحلة بالغربية والمنيا وغيرها فى الذكرى الثانية لثورة 25 يناير 2011 .
للأسف هذا ماكنا نحذر منه .. أن تسفك دماء شبابنا من جديد ويكثر الضحايا من الشهداء والمصابين وتعم هذه المواجهات الدامية .. لماذا لم تكن هناك محاولة لحل الأزمة قبل تفاقمها بهذاالشكل.. الكل كان يتوقع حدوث مثل هذه الأمور مع غضب وثورة الشباب من الغلاء والبطالة والأحوال الاقتصادية التى وصلنا إليها .. وللأسف ساهمنا فيها جميعا مع المسئولين.. متى سنضع حل لهذا الموقف المتأزم الذى يعرضنا جميعا كمصريين ويعرض بلادنا إلى الخطر الحقيقى ويجعلنا فريسة مستهدفة لأعداء الداخل والخارج ويعرض أمننا وأماننا القومى لكل الخطر.. لماذا لا نجعل هناك حوار بين جميع التيارات السياسية والشباب والمسئولين والقيادة السياسية من أجل توحيد الصف على مصلحة مصر.. وإنقاذنا جميعاً مما نحن فيه .. لماذا يهون علينا دماء المصريين دماء شبابنا .. لماذا تناسينا أن «من قتل نفسا كمن قتل الناس جميعا ومن أحيا نفسا كمن أحيا الناس جميعا» وهى دعوة الخالق تعالى لخلقه.. لماذا لا نتقى الله فى شعبنا ومصرنا .. لماذا لا نفيق قبل أن نضيع أنفسنا .. لماذا لا يكون هناك إعادة لروح ثورة 25 يناير من القيم والقيمة التى هزت قلوب المصريين ووحدتهم على مصلحة الجميع وفى سبيلها توارت كل المصالح الخاصة .. صحيح أن الناس غاضبة من تدهور الأمور والغلاء والحالة الاقتصادية .. ويريدون أن يلمسوا تحقيق أهداف ثورتهم من عيش وحرية وعدالة اجتماعية ديمقراطية.. إننا جميعا فى قارب واحد ننشد النجاة.. لذا على الجميع أن يعى أننا يجب أن نجتمع من أجل ذلك.. لابد أن يكون هناك حوار حقيقى بين جميع الأطراف لنصل إلى حلول لخروج الشعب والبلاد مما وصلنا إليه من وضع خطير لايسمح لمزيد من ضياع الوقت والخلاف .
كلنا مصريون أصحاب هذا البلد العظيم بقيمته وقامته .. فحرام علينا أن نصل بمصر إلى ما نحن فيه.. أن نصل بشعبنا إلى هذا الانقسام والصدام الذى وصلنا إليه .. ولا أحد يقول ليس هناك صدام أو إنقسام.. يجب أن نواجه تحدياتنا ومشاكلنا بشكل حقيقى وحلول سريعة حقيقية نسمح للجميع أن يشترك فيها لا يمكن أن يستأثر أحد دون الآخر وألا يبتعد أصحاب التيارات الأخرى ليحلوا الموقف بأنفسهم فقط .. لابد أن يتعاون الجميع فى حل ما وصلنا إليه لتحقن دماء المصريين ولننقذ البلاد مما نحن فيه وذاهبون إليه.. لو لم نفيق على أن نجاتنا فى توحدنا وإشراك الجميع فى مسئولية إدارة شئون الوطن والنهوض بعجلة الإنتاج والاقتصاد المصرى .. علينا أن نتشارك جميعاً فى مد جسور الثقة من جديد بين المواطن وأخيه بين المواطن وأبنائه من أهله من أبناء الشرطة .. فكلنا مصريين أبناء هذا الوطن الذى لا فرق بين أحد مهما اختلفت انتماءاتنا الدينية أو السياسية أو نساء ورجال.. غنى وفقير.. صغير وكبير.. ولنتذكر أن قوة المصريين دائماً كانت فى توحدهم الذى يظهر فى الشدائد، وكما كانت ثورة 25 يناير 2011 التى أذهلت العالم بقيمة الإنسان المصرى وقدرته .. لماذا جعلنا من أنفسنا ما نحن فيه الآن .. كلنا مصريين نعشق تراب بلدنا فالننفض عن أعيننا هذه الغمامة التى لا تجعلنا نرى إلا مصالحنا الخاصة ونتمسك بها وننسى تضحيات كل هذا الشعب العظيم .. فاليتوحد الفرقاء السياسيين من أجل مصلحة مصر والمصريين وليتقوا الله فينا.. وليوفروا لكل مصرى قوته وأمانه وكرامته
ساحة النقاش