مع سخونة الأحداث
المبدعون يسطرون روايات عاطفية من نوع خاص!
كتبت :إيمان عبدالرحمن
"كل فالنتين أمسك بكتاب الحب ، لأتصفح القصص والحكايات الرومانسية،هذا العام وفي ظل الظروف و المتغيرات الراهنة وما نمر به من أحداث ساخنة نعيشها جميعا أثرت على نظرتي لكل شيء حولي حتى الحب ! .. قلبت صفحات العشق و كلى أمل أن أجد نماذج أخري ..رواية من نوع خاص غير حكايات المحبين المعتادة ، وعندما لم أجد لجأت إلي الأدباء أسألهم إذا كانوا قد قاموا بكتابة قصة عشق جديدة فماذا سيكتبون ؟ وهل ما طرأ على مصر من تغيرات انعكس على نظرتهم للحب ؟الإجابة في السطور القادمة ..
بدايتنا كانت مع الكاتبة د."فوزية مهران" التى تأثرت بسيدة عجوز قابلتها في الميدان ، فاختارتها لتكون بطلة قصة عيد الحب وعنها تقول : هى سيدة بسيطة تسكن في المقابر وتعمل في خدمة البيوت حتي كبرت ولم تستطع القيام بعملها وتخلي عنها من تعمل لديهم ، وليس عندها أي معاش أو دخل يعينها في شيخوختها ،فأصرت علي العمل ، وعندما أقفلت الأبواب في وجهها ، ذهبت إلي محل ورود واشترت منه الزهور الذابلة لتبيعها لزوار المقابر مقابل نقود زهيدة ،وعندما سمعت عن الثورة الشابة أحست أن لديها عملا آخرا ،عملا كبيرا ،وحبا كبيرا ،وتضحية كبيرة ، فهل يضحي الشباب بأنفسهم وهي حتي هذا العمر لم تضحِ؟ ذهبت إلي محل الورود ولكن هذه المرة اشترت بكل ما لديها من نقود ورودا مزهرة نضرة ليست كالذابلة التي اعتادت على شرائها،وذهبت إلي ميدان التحرير وكل شاب تقابله تعطيه وردة ،ثم رفعت بصرها فوجدت الجنود يقفون علي الدبابات والمدرعات فذهبت إليهم ، وقدمت لهم الورود توصيهم بالشباب خيرا قائلة " دول إخواتكم أوعوا تعملوا فيهم حاجة ،حبوهم واحموهم وظلت توزع الورود حتي آخر وردة ،وغاب النهار وهي لا تزال نشيطة ، غير منهكة، هذه القصة قابلتها وأثرت في جدا وكتبت عنها في مجموعتي مائة قصة من الميدان بعنوان "ساعات وعيون "
وتضيف لذلك عندما سأكتب قصة في عيد الحب سأختار بطلي من أبطال الثورة الذين استشهدوا في حب هذا الوطن ، ففي ثورة يناير بطولات تلقائية نابعة من الحب والتضحية والجمال ،هذا الفتي الثائر الذي وقف في قلب الميدان يقول كلمة ،وما هي إلا كلمة حاول الطغاة منعها وأرادوا تفتيت حروفها ،ومحو إيقاعها ، وفض براءتها ،لكنها سرت بين الناس ،تدفقت في النهر وانسالت في الحقول وحليب الأمهات ،وجاء الربيع في الشتاء ،هذا المارد الشاب النضر الذي تجمع لطلب الحرية والعدالة وعدالة العيش لمصر هو بطلي الذي جسد الحب في قلبه ،في الحرية التي طالب بها ،والمحبة التى نادى بها ،هذا القلب النابض الذي تفجر بحب أعظم ،حب الناس جميعا، حب العدل،وحب القيم الجميلة ، شاب جميل ثار علي الظلم وثار علي الظلام . .
حب المادة
انتهى زمن الحب وطغت المادة على العواطف والمشاعر حتى أصبح العشاق مجاذيب فى زمن العقلاء من هذا المنطلق حدثنا الكاتب الساخر
والسيناريست "فيصل ندا" عن أبطال قصته في عيد الحب قائلاً:" سأكتب عن الحب المادي ،لأننا أصبحنا نعيش في مجتمع مادي ،فيه الحب يساوي المال والمصلحة،سأتناول الحب الذي هدفه تحقيق المصلحة وليس الحب الحقيقي ،الذي لم يعد موجود،البنت التي تحب زميلها وعندما يتقدم لها عريس مليونير سيقدم لها السيارة والشقة تترك حبيبها من أجل المادة "
حب مصر
رغم أن الكاتبة "مني نور الدين" اشتهرت بكتاباتها الرومانسية إلا أن ما شهدته مصر مؤخراً غير نظرتها لأبطال قصتها القادمة وعنها تقول :" أنا لو خيرت في كتابة قصة في عيد الحب سأختار قصة عن حب مصر ، لأنه الحب الذي يشغلني الآن ، وعن محاولة الاستقرار،الاستقرار الذي يخلق الحب ، ويعطي طاقة للعمل والعطاء ، وعدم الرضاء بالتفكك الذي يخلق الإحباط ، وهذا ما نحتاجه في وقتنا الراهن .. وأذكر أنني قلت في مسلسل "هوانم جاردن سيتي" علي لسان البطلة تسأل البطل ،مين الحب الحقيقي في حياتك ،فرد :أنتِ ومصر ، هذا الربط بين الاثنين هو ما سأكتب عنه ".
حب القيم والمبادئ
أما الكاتبة الأديبة "هدي جاد" فتحكي عن أكثر القصص التي عاشتها وأثرت فيها ولاتزال تذكرها فتقول :" رجل من العهد القديم كان ثريا ثراءً فاحشا ومصابا بشلل الأطفال ، وكان من سكان ضاحية حلوان ، وكان يبدو عليه الحزن الشديد وكنت طفلة دون العاشرة من عمري، شيء ما جذبني إلي هذا الرجل ، وكان يدعو كل أهل الحي كل شم نسيم في قصره الكبير ،وبعدما تنفض الوليمة ،ينسحب وحده ويجلس علي سلالم قصره وحيدا ، فماذا حدث مني؟ تسللت أنا الأخري وراءه وجلست بجانبه فقال لي:لماذا لا تذهبين وتندمجين مع زميلاتك يا هدي ؟ فرددت لأنك تجلس وحيدا ،وأريد أن أونسك فبكي الرجل،وفي عيد ميلادي أهداني هدية لم يكن يحلم بها أبطال ألف ليلة وليلة،أهداني خاتما ماسيا وهذه القصة كتبتها في رواية "عيناك خضراوان " التي تحولت إلي مسلسل إذاعي ، فهذا الرجل أثر في خصوصا وأنني كنت يتيمة الأب ،فكان حبا من نوع آخر لم أنساه طوال عمري .
وتضيف أنها لذلك ستختار بطل قصتها عن عيد الحب ..ذلك البطل الجدير بالحب وجدير بالبطولة ،سواء كان رجلا أو امرأة ، سأختار ذلك البطل "المعجون"بالقيم والأخلاق والمبادئ التي نفتقدها في هذا الزمن، لا يكون منافقا وتكون قيمه نابعة من باطنه وليس من لسانه فقط ، يؤدي عمله ويثبت أنه جدير بالحب وبالاحترام ،فنحن الآن في عالم تسيطر عليه الأطماع وربما تدفع بالإنسان إلي عمل غير سوي وينسي أن هناك جزاءً وعقابا ،لذلك سأقدم النموذج السوي ليكون بطلا لقصتي
الراعى الرسمى
للمحبين.. و حكايته
"في أواخر القرن الثالث، وفي إحدى المقاطعات الرومانية، كان هناك راهب شفاف القلب اسمه "فالنتين"، يشجع الشباب على الزواج، مما كان يثير غضب الإمبراطور "كلوديوس" الذي كان يعتقد أن المتزوجين غير قادرين على أن يكونوا جنودا أقوياء، فيراهم يخملون ويفضلون البقاء قرب زوجاتهم و أطفالهم على الاستبسال في ساحة الحرب، من هنا قرر منع الزواج في مقاطعته... بينما الراهب" فالنتين" كان يزوج بالسر كلما جاءه شاب وفتاة. وعندما علم الإمبراطور "كلوديوس" بأعمال "فالنتين" وما يقوم به ، ألقى القبض عليه. و في يوم 14 فبراير عام 270، رجم "فالنتين" وقطع رأسه، لذا سمى هذا اليوم باسمه ليكون عيدا للعشاق الذين يتبادلون الورود والهدايا احتفالاً بذكرى "فالنتين" الراعى الرسمي" للمحبين .."
ساحة النقاش