لنا ولمصرنا

ما أحوجنا هذه الأيام إلى عيد الحب العالمى

كتبت :إيمان حمزة

الحب بمعناه الأشمل لكل البشر وليس فقط للمحبين بل حب للأسرة لكل الناس للوطن الذى نعشقه وجعل شعبنا يتحدى المستحيل وينطلق بثورته العظيمه السلمية التى توحد بها كل الشعب المصرى بكل أطيافه شباب وكبار وأطفال ..مسلم مسيحى.. غنى فقير ..الكل اشترك بها بمختلف انتماءاته السياسية أو الدينية ..الحب الذى جعل المصريين يضحون بأرواحهم ودماهم أمام غدر رصاصات وعربات الموت وكان ثمن الحرية الغالى من شهداء مصر وزينة شبابها الحب الذى جعل مصلحة بلدنا فوقنا جميعا ليخرج الشعب بثورته ينادى بأهدافها عيش حرية عدالة اجتماعية ..عيش حرية كرامة وديمقراطية.. الحب من أجل استعادة الكرامة للإنسان المصرى وكرامة مصر ..الحب من أجل الحياة الكريمة لكل مصرى ..فى مثل هذه الأيام ما أحوجنا جميعا إلى دعوة للحب من جديد.. الحب بمعناه الجميل من الرحمة والتسامح والسلام والأمان والخير الحب الذى يجرف.

فى طريقه كل الأحقاد والكراهية والفتن والضغائن ..الحب الذى يقوى العزيمة والإرادة ويفتح كل الأبواب المستعصية ..الحب الذى يمسح الأحزان التى امتلأت بها قلوبنا من هول ما نراه أمامنا ..الحب الذى يزرع الأمل من جديد فى قلوبنا وعقولنا فى وجه المستحيل ومن يقولون "مافيش فايدة" ..الحب الذى نجح فى أن يجسد أروع صورة للوحدة الوطنية الحقيقية والقيم الإنسانية من إيثار وشهامة وتضحية وحب المصريين لوطنهم لثورة أسقطت النظام الفاسد السابق وتفجرت فى 25 يناير 2011 لينحنى لها الساسة والشعوب فى العالم من حولنا ويقولون عنها أنها أروع ثورات العصر الحديث وأن المصريين الذين صنعوا للتاريخ أعظم حضارة يعيدون صناعة الحاضر والمستقبل بثورتهم السلمية البيضاء التى فجرها الشباب المصرى وانضم إليها الشعب بكل أطيافه.. الثورة التى علمت كيف يثور المصرى ثم ينظف بعدها الميدان لينهض ليحمى بلده ممن يحاول أن يسلبها أمانها وأمنها ويستغل الظروف من أعداء الداخل والخارج الذين يحاولون أن تعم الفوضى والكوارث والبلطجة ويدمرون ما حققه المصريين ودفعوا وما زالوا يدفعون فى سبيله من ثمن غالى من الأرواح والدماء لشهدائنا الأبرياء.. كل العزاء لهلاء الشهداء وأرواحهم الطاهرة وكل العزاء لأسرهم الغالية على كل مصرى لأمهاتهم وآبائهم وأخواتهم وأزواجهم وأبنائهم و أن نقدم لهم جميعا بالحب والعون المعنوى والمادى .

فى عيد الحب علينا أن نتعلم كيف نفتح أعيننا وعقولنا بوعى لنتوحد من جديد ..لنكون قوة تعيد الحياة لبلدنا ولأنفسنا وننقذها مما نحن ذاهبون إليه بفعل من يريدون لنا الهاوية.

فلنشترك جميعا فى إنقاذ بلدنا ونتحمل مسئوليتنا جميعا بدءا بالمسئولين فى مواقع المسئولية من القيادات السياسية وأبناء المعارضة السياسية من الشباب المصرى العظيم ومن أبناء وبنات ورجال وسيدات المجتمع المدنى.. علينا أن نهب وننتفض لنجد حلا يخرجنا مما وصلنا إليه لننقذ الشباب الذى يموت والكرامة التى تهدد والدماء التى تستنفذ ..لننقذ شعبنا وثرواتنا التى تهدد ونوجه كل ذلك إلى مصلحة الشعب ومصلحة البلد ولنوقف نزيف الدم الذى يهتز له عرش الرحمن فمن أحيا نفسا كمن أحيا الناس جميعا ..النفس البشرية التى هانت على البعض ومن قتل نفسا كمن قتل الناس جميعا .

فلتكن دعوة للحب و للخير لنرحم هؤلاء الذين لا يجدون قوتهم و قوت أبناءهم ولنتعاون ونتكاتف جميعا على إداره عجلة الإنتاج وعلى تحقيق ما يواجه الفقر والبطالة بالمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر ولتمتد إليهم فى كل مكان ونربطها بمشاريع محو الأمية لنحارب الفقر والجهل ونمد أيدينا بالخدمات الطبية الحقيقية لنواجه المرض الذى يمثل هو الفقر والجهل فهم أشرس مشكلات المصريين.

فلنتعاون جميعا على الحفاظ على كرامة وعزة كل مصرى على أرض مصر وخارجها و لنستعيد الاحترام بعيدا عن العنف والكراهية بالحب ودعوة التى دعنا إليها الله تعالى بكل رسالاته السماوية التى دعى إليها الرسل وتحملوا كل عذابات الدنيا من أجلها من أجل أن يحب الإنسان أخيه الإنسان ..فقال رسولنا المصطفى -عليه أفضل الصلاة والسلام- لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه وكذلك قال المسيح -النبى عيسى عليه أفضل السلام- أحب بعضكم الحب الحقيقى سيجعل كل إنسان يرفض الظلم للآخرين وليس لنفسه فقط ..الحب الحقيقى سيجعلنا نتفانى لننقذ بلادنا وننقذ أنفسنا بالعمل والإخلاص ولإدارة عجلة الإنتاج وعجلة الحياة والاقتصاد ..الإخلاص فى الزراعة من جديد لنوفر غذاءنا والإخلاص فى استغلال كل مواردنا التى حبانا الله بها من كنوز تحتاج لاستغلالها ..استغلال لكل ثرواتنا البشرية الهائلة وعقول علامائنا وشبابنا التى أذهلت العالم والتى تستطيع أن تخلق لنا فرص عمل وتحيل تراب بلادنا ذهبا وتدر علينا الثروات وتنقذنا مما نحن فيه ..فقط لو تكاتفنا جميعا ووفرنا الأمان والأمن لشعبنا وبلادنا أن نستعيد آدميتنا بالتعامل بين جهاز الشرطة والشعب وكيف نعيد الثقة المتبادلة بين الاثنين ونستفيد لنستعيد حياتنا من جديد بعيدا أيضا عن ممن يرهبون الناس بالبلطجة وبالسلاح الذى دخل إلى بلادنا ومن حولنا ليصبح فى يد الكثيرين ..علينا أن نتكاتف جميعا فهذه بلادنا وحق لك المصريين ..فليتكاتف أيضا كل رجال الدين المستنيرين على توحيد المصريين ونبذ هذه الخلافات فالدين لله والوطن للجميع وليتكاتف أيضا الإعلاميين والصحفيين على إعلاء القيم الجميلة للمصريين ومصلحة الشعب لى التركيو على الحلوا لما يواجهنا من صعوبات وتحديات من خلال الناجحين فى كل المجالات والمبدعين والعلماء والمفكرين..علينا أن نتعلم كيفية الحوار البناء وتقبل الرأى والرأى الآخر بشكل رحب ..فالرأي الصحيح قد يحتمل الخطأ والرأى الخطأ قد يحتمل الصواب وأن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية وليس كما نراه الخلاف فى الرأى يؤدى إلى دماء،وعلينا أن نتذكر دعوة الخالق لخلقه "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين".. ولنتعلم قيمة أننا قيمة وأننا أمة وسطا وأننا خير أمة أخرجت للناس ..أمة معتدلة لا تعرف التطرف ..هكذا كانت مصر دائما بلد الخير والحب لكل أهلها ولكل من جاء إليها حيث استقبلته بالحب والتوقير ..لهذا دعت لها السيدة العذراء مريم -عليها السلام- التي جاءت لتحتمي بها وتحمي في الأساس ابنها نبينا عيسي -عليه السلام- من بطش ملك اليهود الذي كان يريد أن يقتله خوفا علي عرشه ودعت إلي مصر طوبي شعب مصر ومبارك أرض مصر وشعبها ..مصر التي أحبها رسولنا المصطفي محمد وقال عنها أحبو شعبها فإن فيها نسبا وأخوالا.. وتزوج من ماريا القبطية أم ابنه إبراهيم.. أحبو مصر كما يجب أن يكون الحب فإن بها خير أجناد الأرض هكذا قال عنا رسولنا الكريم ..مصر التى أنجبت أم الأنبياء العرب السيدة هاجر -رضى الله عنها وعليها أفضل السلام- زوجة نبينا إبراهيم وأم نبيه إسماعيل- عليه أفضل السلام-فلتكن دعوة للحب لكل أم ولأكل أب ولكل ابن ..دعوة لبلادى من القلب كما هى دائما يابلادى يابلادى أنا بحبك يابلادى ..فهى حاضرنا ومستقبلنا الذى يجب أن نقف جميعا لنصنعه بأيدينا لننقذ أنفسنا وأبناءنا وأحفادنا..ولنعمل بحب وإخلاص فيد الله فوق يد الجماعة.. وسينقذنا بإذن الله ويخرجنا مما نحن فيه..اللهم اكشف عنا الغمة انقذنا وارحمنا يا أرحم الراحمين

المصدر: مجلة حواء -ايمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 692 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,747,333

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز