أفلام التحرش بين المسكوت عنه والجرأةكتبت منال عثمان

 فى زمن بعيد وفى صفا الأيام وبهائها رأينا نحن المتيمين بسحر الأبيض والأسود أفلاما بشكل ما تتناول بعض من المناغشات والمعاكسات التى أحيانا تكون طريفة مثل معاكسة "ياسين ابن السيد عبد الجواد" العاشق حتى الثمالة للنساء لامرأة ترتدى الملاءة اللف لنكتشف فى لحظة باسمة أن التى يعاكسها هى أخته "خديجة"،أو معاكسة مترددة خائبة قام بها "كامل" بطل السراب لــ"رباب" المدرسة التى أحبها، ومن هذه النوعيات الكثير،والغريب أن مؤرخى الفترة وراصديها سينمائيا لم يشيدوا بهذه المعاكسات واعتبروها من سقطات هذه الأفلام الدرامية 

وكان من الممكن أن يكون هناك تحايل سينمائى أكثر احتراما مما جعل المخرج "أنور الشناوى" مخرج السراب يدافع عن نفسه فى ندوة عقدت فى جمعية الفيلم..

نتذكر هذا الآن ونحن فى مواجهة الهجمة الشرسة لما أسموه التحرش الجنسى الذى أصبح آفة المجتمع بشكل جنونى وأثر على كل معايير وتابوهات الاحترام التى تميز مجتمع شرقى كالمجتمع المصرى لدرجة أن فى جداول مهام المسئولين فى الفترة الراهنة تم إصدار قانونا للتحرش يصل بالمتحرش بإلقائه فى السجن لعدة سنوات .. لقد تغير الغزل العفيف والكلام المعسول إلى اعتداء صارخ وهتك عرض أصبح شكله عنيفا وأسود مثل ظروفنا الحالية ..لقد أصبح كل شىء مباحا حتى العرض والشرف والكرامة وخرجت الألسنة من وراء سياجها..فالمتحرشات البعض منهن لم يعدن يقبلن هذه المهانة الجسدية لذا صرخوا فى كل مكان حتى على الفضائيات انطلقوا يحكين تفاصيل ما حدث و انقسمت الآراء حولهن فهناك من أطلق على هذه العقليات المستنيرة التى رفضت استباحة أعراضهن أنها جراءة تصل لحد الإسفاف والبعض الآخر حيوهم لأنه لم يعد من العدل وضع قضية التحرش فى الأدراج وتكون كما كانت دائما من القضايا المسكوت عنها ..وبما أن السينما مرآة المجتمع مهما اختلت معاييرها لذا لم تغض الطرف عن قضية التحرش.

ملكية خاصة

فى السينما المصرية الحديثة ظهر فيلم "المغتصبون" للنجمة "ليلى علوى" ليعبر عن أول حادث اغتصاب تعرضت له فتاة مصرية وأثار استياء الشارع المصرى كله وعرف إعلاميا بحادث فتاة المعادى، وقبله كان هناك فيلم روائى قصير لمخرجة شابة اسمها (روجينا بسالى )قدمته منذ عدة سنوات ورغم افتقار التجربة لكل عناصر الإبهار إلا أنهم يعتبرونه الفيلم الأول الذى ألقى الضوء على هذا الوحش الكاسر الذى يغزو المجتمع المصرى ويعتبر ناقوس الخطر الذى دقته "روجينا" على قوم نيام على وسادة الشرف والفضيلة ..أبرزت لنا "روجينا"أن هذه المسميات سقطت منا فى عراكنا مع الحياة وحافة الفقر التى تهددنا،والجائع المكبل لا يبحث كثيرا فى أمور الفضيلة.

678

ولعله الفيلم الأهم الذى قدم مؤخرا فى السينما المصرية وتناول بقدر باهر قضية التحرش من خلال ثلاث فتيات من طبقات اجتماعية مختلفة"بشرى" الممثلة صاحبة الفكر الخاص و الذى شاركت فى إنتاج هذا الفيلم و"نيللى كريم" والممثلة الشابة" ناهد السباعى" التى نتنبأ لها بوضع فنى متميز لأنها لديها قدرات خاصة وشكل مصرى تحتفظ به بعيدا عن الأصباغ والقنبلة التى تفجرت فى وجه ثلاثتهن هى التحرش الجنسى الذى تعرضن له وكيفية تعامل كل فتاة مع الحدث المروع ورؤية الأخريات لهذا التعامل وموقفهن منه خصوصا وأن منهن من هى زوجة وأم .. تجربة 678 مهمة فى مجملها وكانت التجربة التى أصر المخرج "محمد دياب" مخرج العمل أن تكون تجربته السينمائية الأولى لما يستشعره من استفحال مقلق لقضية التحرش فى المجتمع.

عروسة حلاوة

فيلم جديد يناقش قضية التحرش تحاول مخرجته "مريم أبو عوف" أن تطفو به من أنهار العراقيل الرقابية التى تواجهه وفى حال نجاحها سيكون صفعة أخرى على وجه مجتمع لا يريد أن يصدق هذه الإحصائية التى صدمتنا والتى قام بها متخصصون فى حقوق الإنسان فى بلغاريا.. لا ننكر بأننا من الدول العربية الأولى التى تعانى من التحرش الجنسى ..الفيلم تتصدى له من جديد "بشرى" ومعها "هايدى كرم"..

إن التحرش شوكة فى ظهورنا كنا ننتبه إليه أحيانا ونضعه فى قالب درامى فى فترات ازدياد معدله بشكل طفيف كما حدث مثلا فى أفلام (خائفة من شىء ما) "لنجوى إبراهيم" أو (المغتصبون) "لليلى علوى" أو فيلم (اغتصاب ) أو حتى فى زمن الأبيض والأسود فيلم كما قدمته السيدة "فاتن حمامة" فى فيلم (الحرام)..لكن لم نتصور يوما أن يصبح من السوس الذى ينخر فى جدران فضيلة وروعة شعب متدين مثل المصريين لكنه أصبح منذ اللحظة لن يكون من القضايا المسكوت عنها {

 الفن لحظة

 

 

بفقدان نجم الأغنية الشعبية "محمد العزبى" لابد من الاعتراف أن عرش الأغنية الشعبية الراقية قد زال تماما من على وجه الحياة الفنية فى مصر وسلم آخر أوراقه الزاهية لأغنية شعبية من نوع آخر أكثر ما يميزها أن الأذواق دائمة الاختلاف عليها بعد زمن صالت وجالت فيه الأغنية الشعبية وكان نجومها الراحلين رؤوسهم تطول العنان بالفن الجيد الذى يقدمونه ولم يختلف عليه أحد مثل "رشدى،وشفيق جلال،وسعاد مكاوى"وغيرهم و"العزبى" بالذات رحمه الله كان يميزه الصوت القوى الواثق خصوصا فى المواويل، ولد "العزبى" فى فبراير عام 1938 فى الحى الذى عشقه طوال حياته ولم يفارق وجدانه أبدا حى الحسين وبعد تخرجه فى كلية التجاره عمل موظفا فى الجمعية العامة للبترول وطوال هذه الفترة كان فاكهة الغناء الجميل..وغنى"العزبى" فى حفلات الجامعة وفى مناسبات الأصدقاء إلى أن اكتشفه الملحن "عزت الجاهلى" وساعده على الانضمام لقائمة المطربين فى هذه الفترة من خمسينيات القرن الماضى ،وكانت الصدفة السعيدة حين قابل الفنان "محمود رضا" وانضم لفرقته ليصبح مطربها الأشهر..وقدم معها استعراضات غنائية كثيرة مثل "الناى السحرى ورنة الخلخال" وأيضا شارك فى أفلام فرقة رضا "غرام فى الكرنك، وأجازة نص السنة "وفى هذه الأفلام له من أغانى ما لا ينسى مثل "حتشبسوت و الأقصر بلدنا" هذا غير الأفلام الأخرى التى شارك فيها مثل (تفاحة آدم ،ومع الناس ،وحديث المدينة وحياة عازب) ، وقد ذخر تاريخه الغنائى بالعديد من الأغانى المحفورة فى الوجدان حتى الآن مثل عيون بهية وأزى الصحة و اتفضل قهوة" رحم الله الفنان الكبير "محمد العزبى" وكل العزاء لأسرته وابنه إسلام ...وزادت دموعك دمعة يا بهية  

 

المصدر: مجله حواء منال عثمان

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,696,629

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز