نبرة أنوثة

كتبت :مروة لطفي

ترددت كثيراً قبل إرسال مشكلتي , و يرجع ذلك لخجلي الشديد منها لكن تفاقم مضاعفاتها أجبرني على البوح .. فأنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما .. بدأت معاناتي عند وصولي لمرحلة البلوغ حين ظهرت علي كافة علامات الأنوثة عدا صوتي الذي أخشن يوم تلو الآخر حتى أصبح مماثلاً للرجال !.. و قد عرضتني والدتي على أكثر من طبيب , و بعد عدة فحوصات أكدوا جميعاً على خلوي من أي مرض عضوي و أرجعوا حالتي لعوامل وراثية !.. المشكلة أن الجميع يسخر من صوتي حتى أنني أخجل من محادثة أحد عبر الهاتف حتى لا يظنني رجلا .. كما أعود من الجامعة باكية يومياً بسبب التعليقات السخيفة التي أسمعها من البعض !.. الأمر الذي أجبرني على التحدث همساً متعللة ببرد غير قابل للشفاء في حنجرتي حتى لا يستمع أحد لصوتي !

وأخشى أن تظل تلك المشكلة عائقاً لي في حياتي .. فمن هذا الذي يرتضي بالارتباط بفتاة صوتها مماثل للرجال؟! مع العلم أن شكلي مقبول و قوامي متناسق على حد قول المحيطين .. فهل من سبيل لإصلاح صوتي ؟!

ك. ع -الدقي.

- أعتقد أن أزمتك الفعلية ليست في صوتك لكن فيما تستمع إليه أذنيك والتي تدفعك للتركيز في نبرته طوال الوقت .. فترفعينه تارة ليبدو خشناً كما تصفينه و تخفضينه تارة أخرى ليصل لحد الهمس , وجميعها علامات مصاحبة للقلق والتوتر مما يزيد حجم المشكلة التي لا تستحق هذا الكم من المعاناة التي تضعين نفسك فيها .. خاصة أنه لا يوجد شخص كامل الأوصاف , فداخل كل منا إيجابيات و سلبيات لكن هناك من ينجح في التركيز على النواحي الجمالية التي يمتلكها و يظهرها لتطغى على نقاط ضعفه والآخر يظل حبيس عقدة نقصه فيضخمها في عيون الآخرين .. لذا أنصحك بتدعيم ثقتك في نفسك والتنقيب عن مواطن جمالك لإبرازها مما ينعكس على رؤية المحيطين لك و على رنين نبرة صوتك التي يستمعون إليه .. وتذكري أن الأنوثة ليست صوتاً عذباً فحسب بل سلوك ومشاعر وغيرهما الكثير .. فلا داعي لكل هذه التوترات التي تفسد حاضرك و مستقبلك .. و أدعو القراء للتعليق على هذه المشكلة عبر موقع المجلة الإلكتروني :

ومضـــــــــــة

حـــــــــــــــــــــــب

نصف رجل ماذا لو اكتشفت أنك مجرد حلم وقتي وانتهى ؟!.. و عمرك الذي سرق بمحض و كامل إرادتك لم يكن سوى رهان على كسر قلب يصفونه " بالفولاذ "!

والكلمات .. الوعود .. والأحاسيس كلها أدوات تم توظيفها في خطة محكمة للاستيلاء على مشاعرك !

أما الهدف فتحقيق بطولة وهمية لكائن يطلق على نفسه رجل ! .. ولأن الرجولة الحقيقة أبعد ما تكون عن تلك السلوكيات الصبيانية .. فأود أن أطمئنه وغيره من المتلاعبين بمشاعر البشر أن القلوب الفولاذية غير قابلة للسقوط حتى لو تعرض جدارها للتصدعات أو الشروخ .. لأنها ببساطة لا تفتح أبوابها لأنصاف الرجال !

البهجة الخادعة كثيراً ما تكون أغلى من الأسى الحقيقي

رينيه ديكارت

المصدر: مجلة حواء -مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 794 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,763,608

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز