كتبت : فاتن الهواري
استمتع بحياتك فالحياة قصيرة، لا وقت فيها للغم، من أجل هذا كان كتاب د. محمد بن عبدالرحمن العريفى الذى عرفه كل المصريين من خلال خطبته الجميلة عن «فضائل مصر» كتاب «استمتع بحياتك».. يبين لك فن التعامل مع الناس والاستمتاع بالحياة وألا تنظر نفسك نظرة دونية فلماذا ينظر الإنسان ببصره إلى الواقفين على قمة الجبل ويرى نفسه أقل من أن يصل إلى القمة كما وصلوا..؟ وعلى الأقل أن يصعد الجبل كما صعدوا..؟
ومن يتهيب صعود الجبال.. يعيش أبد الدهر بين الحفر فكن بطلاً واعزم أن تطبق ما تقتنع بنفعه من قدرات كما يقول لنا د.العريفى وكن ناجحاً واقلب عيوبك ابتسامة وكآبتك بشاشة وبخلك كرماً وغضبك حلماً واجعل المصائب أفراحاً والإيمان سلاحاً، فالبطل الذى لديه العزيمة والإصرار على أن يطور مهاراته ويستفيد من قدراته، وليس النجاح أن تكتشف ما يحب الآخرون إنما النجاح أن تمارس مهارات تكسب بها محبتهم وإذا صعدت الجبل فانظر إلى القمة ولا تلتفت للصخور المتناثرة حولك، اصعد بخطوات واثقة ولا تقفر فتنزل قدمك.. طور مهاراتك فى التعامل مع الآخرين على أساسها تحدد طريقة تعامل الناس معك.. ولا تبك على اللبن المسكوب فالبطل يتجاوز القدرة على تطوير مهاراته إلى القدرة على تطوير مهارات الناس وربما تغيرها!
كن متميزاً ولا تكسب المال وتفقد الناس فإن كسب الناس طريق لكسب المال فلماذا يتحاور إثنان فى مجلس وينتهى حوارهما بخصومة بينما يتحاور آخران وينتهى الحوار بأنس ورضا.. إنها مهارات الحوار ومهارات جذب القلوب والتأثير على الناس.. وبالرفق واستعمال مهارات التعامل والإقناع تستطيع أن تحقق ما تريد.. وبدلاً من أن تسب الظلام حاول إصلاح المصباح.. ولعل ابتسامة فى وجه فقير ترفعك عند الله درجات وعامل البشر على أنهم بشر لا على أشكالهم أو أموالهم أو وظائفهم.. وخير الداعين من يدعو بأفعاله قبل أقواله ويقول د.العريفى هناك مائة طريقة لكسب قلوب الناس فقد ينجذب قلبك لإنسان معين وأنت لا تعرفه ولا تدرى عن اسمه ولا تعلم وظيفته ولا مركزه ومع ذلك استطاع أن يسلب قلبك لا بماله ولا بمنصبه ولا بحسبه ولا نسبه وإنما بمهارات تعامله، فالقلوب لا تكسب بالقوة ولا بالمال ولا بالجمال ولا بالوظيفة وإنما تكسب بأقل من ذلك وأسهل ومع ذلك فقليل من يستطيع كسبها.. وقدرتنا على أسر قلوب الآخرين وكسب محبتهم الصادقة تمنحنا جانباً كبيراً من المتعة بالحياة.. وأحسن النية لتكون مهارات تعاملك مع الآخرين عبادة تتقرب بها إلى الله ولا تحسب الناس نوعاً و احداً فلهم طبائع لست تحصيهن ألواناً وتحدث مع الناس بما يستمتعون باستماعه لا بما تستمتع أنت بحكايته ولا تنسى أول لقاء يطبع 70% من الصورة عنك، فعامل كل إنسان على هذا هو اللقاء الأول والأخير بينكما.. وتذكر أن كل إنسان له مفتاح ومعرفة طبيعة للإنسان تدلك على معرفة مفتاحه المناسب وقد أثبتت التجربة أن الناس كلما أشعرتهم بقيمتهم وأظهرت الاهتمام بهم ملكت قلوبهم وأحبوك.
ومهما بلغ الشخص من النجاح إلا أنه يبقى بشراً يطرب للثناء.. وينصح د.العريفى بمجاهدة النفس على التحرر من التدخل فى شئون الآخرين متعبة فى البداية.. لكنها مريحة فى النهاية وإذا ابتليت بمتدخل فيما لا يعينه فكن خيراً منه وأحسن الخروج من الموقف من غير أن تحرجه.. وقابل الإساءة بالإحسان ولا تنقب عن المشكلات ولا تدقق فى صغائر الأمور وإنما استمتع بحياتك وعش حياتك بما بين يدك من معطيات لتسعد.. وانظر للجوانب المشرقة من حياتك قبل أن تنظر للمظلمة لتكون أسعد وقبل أن تبدأ فى نزع شجرة الشر فى الآخرين ابحث عن شجرة الخير واسقها.. وليست الغاية أن نتفق ولكن الغاية ألا نختلف ونتذكر أن الكلمة الطيبة صدقة ومن تواضع لله رفعه وما زاد الله عبداً بالتواضع إلا عزاً وتذكر أن الحياة أخذ وعطاء فاجعل عطاءك أكثر من أخذك، فكسب قلوب الناس فرصة لا تتكرر فأسرف فى المديح واقتصد فى النقد وإذا كنت جاداً فى التغير فكن بطلاً وابدأ الآن .
ساحة النقاش