علشان ماليش غيرك يا بلدى , هابدتي بنفسي
كتبت :أميرة اسماعيل
ليا مين غيرك يا بلدي ليا مين ؟.. ياللى علمتينى إيه معني الحنين.. إنتِ إللى أرضك طيبة والغربة فيكِى قريبة وحنينة على قلبنا طول السنين .. كلمات تهز الوجدان للشاعر "سيد مرسى" والتى جعلتنى أتوقف كثيرا أمامها ، فمصر تستحق الكثير من أبنائها ، لازم نبتدى بنفسنا، نرجع نحب بعض ونساعد بعض على الخير والتنمية ونحارب كل خراب وتصرف خارج عن القانون .. ابتدى بنفسك وقولها بعلو صوت: وشرفك يا بلدى سحابة وتعدى .. وبرده إنتِ بلدى مهما عملوا يا بلدى فيكِى.. احنا ليكى احنا بيكى دا احنا ياما خدنا منك ... فيها إيه لو يوم نيديكى... نبتدى ونستمر فى إللى بنعمله
تقول مى الدمرداش (25سنة) "أنا وأصحابي كنا على طول بنسأل نفسنا السؤال ده ففكرنا نعمل حاجة ولو بسيطة ونبدأ بنفسنا نعملها ومانبصش للي حوالينا هما بيعملوا إيه أهم حاجة كانت بتضايقنا هى منظر الزباله فى مصر منظر يدل على إننا شعب غوغائي مع أننا شعب صاحب حضارة.
فخصصنا جيب فى شنطة أيدنا تبقى للزبالة وما نرميش حاجة ع الأرض حتى لو كانت صغيرة وبقالي 4 سنين ماشية ع الموضوع ده أجمع زبالة اليوم فى الجيب ده ولما أروح أرميه فى زبالة البيت ، وفيه حاجة عملناها كمان مع الأطفال إللى بتقابلنا تشحت كنا بنقولهم يروحوا يجيبوا مناديل واحنا ناخد منهم كان فيه إلى بيستجيب وكان فيه إللى يطنش ويمشى.
وترى نسمة إبراهيم (24سنة) أنه لابد وأن نبعد عن التعصب لكل رأى وأى فكرة ونفكر كلنا فى المصلحة العامة مش المصالح الشخصية وأهم حاجة فى سلوكياتنا إننا نهتم بالطبقات الفقيرة والأقل شأنا لأنهم مصريون أيضا والبعد عن أخذ الحق "بالدراع" لأنها فوضى مستمرة لن تنتهي إلا بانتهاء هذا السلوك الخاطئ وياريت نستمر في أى فعل إيجابي مش فترة ونرجع تانى.
القدوة
وتقول أميمة السيد (45سنة) ربة منزل : أنا بدأت بنفسي فعلا وشاركت فى الانتخابات وإن يكون ليا رأى وأعرف أولادي معنى المشاركة وإبداء الرأي ويكونوا قدوة لأي مصري بأنه ينزل ، ولو كل أم شجعت أولادها على حماية البلد والتعبير عن أفكارهم دون تخريب هتبقى "مصر " أفضل وأحسن بلد.
العمل ثم العمل
بينما يردد حازم عبد الحسيب طبيب صيدلى : العمل ثم العمل ثم العمل .. فلو اهتم كل فرد بعمله ومهام وظيفته على أكمل وجه ستكون خطوة إيجابية لخدمة البلد بدلا من مبدأ "لو لم يبدأ كل شخص بنفسه ما فيش حاجة فيه هتتغير".
ويرفض الدكتور حازم الأصوات التى تعلق تخاذلها وتراخيها على الظروف الحالية فلو استسلمنا لتلك الظروف "هتخرب البلد" ويجب ألا ينسى كل أب وأم دورهم فى تقويم سلوك الأبناء لأنهم بناة المستقبل.
السؤال:كيف؟
"كيف يمكنني البدء في التغيير وأحوال البلد تدفعنى للحيرة واليأس في أحيان أخرى " هذا ما أشارت له الكاتبة يسر السيوى قائلة : اعذرونى فأنا مصدومة من كل ما يحدث من فتنة واضطرابات ودماء الشهداء تتزايد كل يوم .
ولكنى على ثقة أنه بمجرد أن تستقر مصر مرة ثانية ويهدأ الشعب وتحقق الثورة أهدافها من عيش وحرية وعدالة اجتماعية سيصبح كل فرد مصرى أصيل يبنى ولا يخرب وسيشعر بقيمة بلده ولن يتردد في التخلي عن أي سلوك سلبي والحفاظ على منشآت البلد وأرضها وحماية أفرادها أيضا.
تفاعل بإيجابية
"من الصعب جدا الانسلاخ عن الأوضاع الحالية التي تمر بها البلد .. ولابد من التأثر بها وخصوصا الإعلاميين" هذا ما بدأ به حاتم صدقى نائب مدير تحرير الأهرام سابقا- ولكن التفاعل لابد وأن يسير في اتجاه إيجابي لتهدئة الرأي العام وليس خداعهم ولابد أن يسعى كل فرد لتثقيف نفسه حتى لا يسهل السيطرة على فكره وأرائه فالشخص القارئ للتاريخ ومستحدثات الأمور يكون نافعا لبلده ويضيف "حاتم" ومن واجبي كأب أن أتحمل حماس أبنائي فى بعض الأمور وأن احاول توجيهيا للصواب وليس للتخريب كما نرى البعض فتوعية الشباب هي مهمة صعبة جدا حتى يمكنك التأثير عليهم دون تحيز أو التمسك بآراء معينة.
وترى سحر حسن كاتبة وصحفية :أن وجود الضمير فى تصرفاتنا وحياتنا اليومية سيخلق جيلا يحافظ على تطوير وبناء البلد بعيدا كل البعد عن التقليد خصوصا فى أى تصرف سلبي ،وأن نجعل من أنفسنا قدوة لأبنائنا ويكتسبوا منا كل شيء منظم وإيجابي حتى نستطيع تعليمهم الصواب.
تقوية الانتماء
تؤكد الدكتورة ناهد نصر الدين خبيرة التنمية البشرية - على أن كل شخص يقوم بواجبه وما يطلب منه سواء كان طالبا أو موظفا أو أب و أم وكذلك المسئولين , لأن الشعور بالواجب نحو مهام حياتنا يقوى الانتماء لدى الأفراد و بالتالى كل شخص سيسعى للحفاظ على وطنه وعن أهم السلوكيات التى يجب أن يتبعها أى فرد فهي أخلاقيات التعامل بصدق وأمانة ومساعدة الآخر "وما حدش يقول وأنا مالي".
فأبسط الأمور اللجوء للشرطة لفض أي نزاع أو حل أية مشكلة فلا تشعر أبدا أنك غير قادر على التصرف بل إن لديك حلولا عدة يمكنك اللجوء إليها متى شئت , فلنراقب الخطأ ولا نسكت عنه بل نحاربه باللين والنصح فلا نترك الخطأ قائما أبدا وهذا واجبنا جميعا.
دور الدولة
وتضيف الدكتور هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الزقازيق - أن مؤسسات الدولة لابد و أن تبدأ بنفسها وتساعد المواطنين فى حل مشاكلهم وتساندهم وخصوصا مناطق الريف والعشوائيات فهم بحاجة لمن يهتم بهم ولو ساعد كل فرد الفئة التى تحتاج لمساندة ما ظهرت البلطجة وأعمال العنف فالأمل أن يشعر كل مواطن بالانتماء لتلك البلد التى أعطته الكثير فلنساعد بعضنا البعض ولنساند كل محتاج فلا يعيش كل فرد لنفسه بل للوطن وللجميع.
ماشيين يا بلدى فى سكتك .. حريتك هيا الطريق
بالصبر ... بالصبر والرأى الجرىء , بالحب يا بلدى ولادك مخلصين
ساحة النقاش