لأنه غير مسئول..صدمني رجل
كتبت: سمر عيد
عزيزتي حواء .. هل سبق لك وأن صدمتك سيارة .. هل سبق لك وأن صدمتك شاحنة.. سبق لك وأن صدمك قطار؟
إذا كان الجواب بنعم .. فأقول لك ألف حمد الله على السلامة وحصل خير وكلها صدمات أخف من أن يصدمك رجل..
في البداية التقينا ب ن.خ - طالبة بكلية الآداب - والتي حدثتنا قائلة: لقد صدمني الرجل الذي أحببته فبعدما ارتباطنا مدة سنتين وكان هو فارس أحلامي فوجئت به يطلب مني الزواج عرفيا وشعرت وقتها أنني بالنسبة له لا شيء وأن حبي له قد فسره على أنه مجرد نزوة يريد أن يأخذها من فتاة تلهو، فشعرت وكأنني فتاة من الساقطات اللواتي يردن أي رجل بأية طريقة ، وتركت ذاك الرجل الذي أحببته وندمت على حبي له ، والمشكلة أنني من بعد هذه الصدمة لا أعطي أي رجل فرصة التقرب مني وأخاف أن أحب شخصا آخر فيستغل هذا الحب استغلالاً سيئاً مثلما كان يريد أن يستغلني الشخص الذي أحببته من كل قلبي.
إلا الأب
وتقول س.ع:" كل المصائب كانت ستهون علي لو أن الطعنة جاءتني من أي شخص آخر سوى أبي ، أبي الذي رباني وكم سهرت إلى جواره وهو مريض ولكم لعبنا معا وأنا طفلة صغيرة ، وأكلنا وشربنا وسافرنا معا، أبي الذي لم أكن أنام إلا بين ذراعيه ، أبي الذي كنت أفتخر به أمام الناس ،أبي الذي سماني وتلقاني حين ولادتي ، والذي كان يمسح دموعي وأمسح دموعه ، يطردني من المنزل ويحزم لي حقائبي وأمتعتي بعدما توفيت أمي ويقول لي هيا خذي ميراثك واذهبي أينما تشائين وقد كنت في التاسعة عشرة من عمري ، لقد أراد أبي أن يتزوج بالشقة ويطردني منها ، حملت حقائبي على سيارة وأخذت أطوف على العمارات أسأل عن شقة فارغة حتى وجدت شقة وضعت فيها حقائبي ونمت ليلتي على البلاط إلى أن استيقظت في اليوم التالي كي أشتري سريرا واتصلت بأبي معاتبة إياه، لماذا فعل ذلك بي ، فما كان منه إلا أن أغلق الهاتف في وجهي وأغلق بابه أمامي فقاطعني اثنتا عشر عاما كاملة ، كيف استطاع أن يفعل ذلك بفلذة كبده ، وما كان مني إلا أن كرهت كل الرجال وأصبحت لا أثق في أي رجل تراه عيني حتى وصلت إلى الثلاثينيات و كان على أن أتزوج كباقي البنات !..
وتضيف س.م : وكأن الحياة كان ينقصها مزيد من الهم ، تزوجت رجلا ظننت أنه هو الرجل الذي أستطيع الاعتماد عليه وأنه سيكون السند الذي سأركن إليه في وقت الشدة ولكنه صدمني عندما جلس في المنزل وأرادني أن أنفق عليه ، وقد حاولت جاهدة أن أجعله رجلا بمعنى الكلمة وأن أقنعه أنه هو الرجل وهو الذي ينبغي أن يعمل ليدبر شئون الأسرة ولكن مع الأسف لم تجد كلماتي طريقا إلى مشاعره كي توقظها وتجعله رجلا بمعنى الكلمة فطلبت الطلاق ، وأخشى لو تزوجت من رجل آخر أن يصبح مثل زوجي رجل يبحث عن امرأة كي تنفق عليه".
أشقاء ولكن ..
وتقول ن.م سيدة أعمال : لقد علمتني الحياة ألا أثق في رجل أبدا ما حييت ، فبعد وفاة أبي زور أخي إمضائي وأخذ كل شيء له ولم أستطع أن أشكوه لأنه أخي ولقد ناضلت كثيرا وكافحت حتى كونت ثروتي هذه ، ولكن مع الأسف أثرت صدمة أخي فجعلتني أشك في كل الناس وإذا كان أخي قد سرقني فماذا سيفعل معي الأغراب ، لقد أصبحت أتخذ الحيطة والحذر من كل الناس.
طعنة الخيانة
وتؤكد ل.ع دكتورة صيدلانية أن كل الطعنات تستطيع تجاوزها المرأة إلا طعنة الخيانة فهي طعنة قوية تفقد المرأة ثقتها فيمن حولها وتفقدها ثقتها في نفسها أحيانا وتقول : لقد كنت أحب ابن الجيران وقد نشأنا وكبرنا معا وكنا ندرس ونذهب إلى المدرسة معاً و نتشارك الطعام والشراب إلى أن وقعت في حبه منذ أن كنت طفلة صغيرة وكان كل منا يعرف أخلاق الآخر وطبائعه وفور تخرجي في كلية الصيدلة تزوجت منه بعدما أصبح ضابطا ، كم كنت أثق في هذا الشخص حتى أنني لم أكن أسأله إلى أين أنت ذاهب ، ولا لماذا تأخرت وكنت أعرف أنني في أيد أمينة ، وفي ذات يوم اصطحبني أبي كي نسافر إلى القرية التي تسكن فيها العائلة لتقديم واجب العزاء في أحد أقاربنا وأخبرت زوجي أنني سأسافر مع أبي فأذن لي واحتج أن لديه عمل ، لذا فلن يستطيع السفر معي ، وعندما وصلت إلى محطة القطار هيأ لي أنني قد تركت البوتجاز مفتوحا فأخبرت أبي أنني قد لا أستطيع السفر معه وعدت أركض إلى المنزل وفتحت باب الشقة بسرعة فإذا بي أجد زوجي جالسا مع امرأة أخرى مستغلا غيابي وحاول أن يبرر لي فعلته الدنيئة، ولكني أصررت على الطلاق وانفصلنا ، وكانت طعنة قوية بالنسبة لي.
عدوى الصدمة
وتعلق د. إيمان صبري - أستاذة علم النفس ووكيلة كلية الآداب جامعة الفيوم - على موضوع الصدمات التي يسببها الرجال للنساء قائلة: المرأة هي عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس وهي تتأثر أكثر من الرجل بالصدمات والطعنات، وهناك صدمات يمكن أن تتجاوزها المرأة وهناك صدمات أخرى لا يمكن تجاوزها فالصدمات المالية يمكن تعويضها لو كان هناك دخل آخر على سبيل المثال، أما الصدمات العاطفية فهي قد تلازم المرأة طوال حياتها وتسبب لها عقدة نفسية تجعلها تشك ولا تثق في كل من حولها، وفي اعتقادي الشخصي أن الصدمة من الأخ أو من الزوج يمكن أن تتجاوزها المرأة إذا وجدت الدعم النفسي والمعنوي من بقية أفراد الأسرة ، أما صدمة الأب فهي قد تكون أشد وأصعب لأن الأب هو أول رجل تفتح الفتاة عينها لتجده بجوارها في الدنيا وهي تتوقع منه الحماية والأمان والحب فإن حدث خلاف ذلك أصيبت حواء بصدمة كبيرة تسبب لها مشاكل نفسية كثيرة ، وهناك نساء يستطعن تقبل الصدمات وتجاوزها وهناك نساء يكسرن في هذه الصدمات كل امرأة بحسب شخصيتها وبحسب تربيتها وقوتها ، وعلاج مثل هذه الصدمات يكون بتقديم الدعم المعنوي والعاطفي للمرأة وأن تقابل نموذج إيجابي للرجل ، فإن وجدت المرأة هذا النموذج الإيجابي استطاعت تخطي الأزمة وتجاوز الصدمة وتبدأ حياتها من جديد، المهم ألا تتكرر الصدمات حتى لا تكسر المرأة ، وأريد أن أوجه عناية القارئات إلى أنه من الضروري جدا عدم نقل هذه الصدمة للأبناء وخاصة الفتيات ، فلو كانت المرأة صدمت من زوجها فمن المهم جدا ألا تنقل هذه الصدمة للفتاة لأن البنت عندما تكبر سوف يكون في ذهن أمها تجربتها السيئة فتفقد الثقة في الناس ويكون من الصعب جدا أن تثق في رجل وتتزوجه.
إدارة الأزمة
وإذا كانت عدوى الصدمة تنتقل عبر الأجيال فهل من سبيل لتخطى مضاعفتها النفسية ؟
يؤكد د. وائل الكولميلي - أستاذ التنمية البشرية - أن هناك فن لإدارة الأزمة أو الصدمة ويقول: علينا أولا أن نعرف الصدمة : فهي " المفاجأة بالفعل غير المتوقع " ، والمرأة تصاب بها أكثر من الرجل لأن المشاعر تتحكم في اللاوعي عندها أكثر من العقل الواعي ، ولكن كيف تتعامل المرأة مع هذه الصدمة فهناك إجراءات قبل الصدمة وأثناءها وبعدها.
فقبل الصدمة عليها إتباع الآتي:
- أن تعمل على عدم حدوث هذه الأزمة أو الصدمة .
- أن تتوقع حدوث كل الصدمات من مبدأ(حرص ولا تخون) يعني تتأهب لما يمكن أن يحدث.
- تضع السيناريوهات المحتملة لو حدث أي شيء
وأثناء حدوث الصدمة عليها باتباع الأتي :
-التأكد من المعلومة قبل أن تبني عليها احتمالات خاطئة.
- التعامل بشكل لين مع الطرف الآخر.
- عدم إظهار مشاعر الغضب تجاهه.
أما بعد الصدمة فعليها :
- معالجة النتائج السلبية .
- إغلاق أي باب يمكن أن يذكرها بالصدمة أو تكرار مثل هذه الصدمات.
- تخطط للمستقبل ومقابلة النوذج الإيجابي
ساحة النقاش