كتب : طاهر البهي

من أكثر الأشياء التى أنا نادم عليها، ما حدث معى عام 1994 وهو العام الذى التقيت فيه هذه المرأة الفولاذية، "تهانى الجبالى" المرأة القوية الناجحة الصلبة، وكان اللقاء فى مكتبها بحى جاردن سيتى الراقى، وحكت لى فى سياق حديث صحفى، فضفضت فيه بإسهاب شديد عن رحلة التكوين، ومن الطريف أنها فى منتصف الحوار أشفقت على جهاز المسجل الخاص بى، فأمدتنى وزميلى المصور الفنان "فاروق عبد الحميد" ببطاريات تحتفظ بها، وانتهى الحوار، وعدت إلى مكتبى وأنا أمنى نفسى بحلقات مسلسلة كطلقات الرصاص، حيث تكلمت عن كل شىء بما فيها محاكمات استشهاد الرئيس "السادات"، ولماذا رفضوها وقتها للعمل بالنيابة....وقضايا المرأة والتربية وطرائف كثيرة من حياتها منها احتفاظها حتى يومها بعرائس البنات (دمى) وأنها تسميهم أسماء مصرية قروية وشعبية منها "شلبية وبهانة" فيما أذكر، وأيضا دور والدها المتفتح فى تربيتها تربية الولد ( الصبى ) كانت تتكلم بروح مرحة، وأسرتني ببساطتها وتلقائيتها وشخصيتها المرحة.. ولكن يا لسوء الحظ .. بطاريات المستشارة عملتها معى .. واستلمت المجلة صورا حديثة نادرة، حيث حركاتها بين الزرع وتقديم أكواب الشاى بالنعناع الأخضر..ومع مكتبتها الأدبية والقانونية.. ولكن المسجل لا يعمل.. ورفضت نشر نصف الحوار، من يومها وأنا أتلاشى التواجد معها فى أية مناسبة.. ولم نخبرها بالموقف السخيف، كما لم أجرؤ على طلب حوار جديد .. ببطاريات أكثر أمانا ونشاطا.. والآن أنا نادم على ضياع هذا الحوار الثرى..

الرائدة

هى محامية وقضائية مصرية، عضو سابق في المحكمة الدستورية العليا المصرية، تُعد أول امرأة مصرية تتولى مهنة القضاء في الحقبة المعاصرة، كما أنها المرأة المصرية التي احتلت المنصب القضائي الأعلى في تاريخ مصر، وذلك قبل استبعادها من هيئة المحكمة بعد إقرار الدستور المصرى الجديد عام 2012م.

هى "تهانى محمد الجبالى" من مواليد يوم 9 نوفمبر من عام 1950م فى محافظة الغربية لأسرة من الطبقة الوسطى، قررت عقب حصولها على المركز الخامس على مستوى مصر في شهادة الثانوية العامة الالتحاق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة التي تخرجت منها العام 1973م.

بدأت مشوارها المهني كمديرة للشئون القانونية بجامعة طنطا ثم تقدمت باستقالتها وتفرغت للعمل كمحامية عام 1987م، وهي المهنة التي استمرت بها حتى قرار تعيينها كقاضية، كما تم انتخابها كأول عضو في المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لتصبح بذلك أول سيدة مصرية وعربية تنتخب لهذا المنصب بالاتحاد منذ تأسيسه عام 1944م.

الخبرة

تتمتع المصرية "تهانى الجبالى" بخبرة طويلة فى العمل القضائى والقانونى؛ حيث إنها عضو بمجلس أمناء المركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة، وخبير قانونى في منظمة الأمم المتحدة، بالإضافة إلى كونها محكم تجارى دولى ومحاضر فى المعهد العربى لحقوق الإنسان بتونس وعضو اللجنة التشريعية والسياسية بالمجلس القومي للمرأة ( بحسب ويكيبديا ).

وفي 22 يناير 2003م صدر قرار جمهورى بتعيينها ضمن هيئة المستشارين بالمحكمة الدستورية العليا، لتصبح بذلك أول قاضية مصرية وصاحبة أعلى منصب قضائي تحتله امرأة في مصر، إلا أنه بعد إقرار الدستور المصري عام 2012م تم استبعادها من المحكمة الدستورية العليا لتعود للعمل بالمحاماة في مجمع محاكم طنطا.

العالمية

نالت العديد من الدروع والأوسمة خلال مشوارها المهنى والقضائى، حيث حصلت على درع الأمم المتحدة للعمل الاجتماعي، ودرع المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية، ووسام المحاماة التونسي، وكذلك وسام المحاماة البحريني، ودرع الاتحاد النسائي التقدمي، والمركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة،

بالإضافة إلى العديد من الأوسمة وشهادات التقدير من منظمات محلية وعربية ودولية في مجال الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان وقضايا حقوق المرأة والنشاط الاجتماعي والسياسي.

يذكر أن المستشارة "تهانى الجبالى" تنتمى للفكر والتيار الناصرى، فقد كانت أحد أقطاب هذا التيار على الساحة السياسية المصرية عموما.

فرضت "تهانى الجبالى" نفسها على الساحتين السياسية والقانونية فى مصر فى عهد "مبارك"، وكانت "الجبالى" موضوعة على رأس القوائم السوداء لدى إسرائيل بحكم نضالها الطويل ضد "كامب ديفيد،والتطبيع"