قضاء مصر الشامخ حبا الله مصر

كتبت نبيله حافظ

بقضاء قوي لا يحيد عن العدل والحق مهما ألمت به المحن وواجهته الصعاب ..ومنذ قيام ثورة 25 يناير والقضاء يمر بظروف قاسية جعلته يتأزم ويتعطل كثيرا .. وعلي الرغم من ذالك دائما ما تأتي الأحكام القضائية المنصفة لتعلن لنا أن قضاء مصر بخير وأنه لن يتنازل عن أهدافه ولن يتخلي عن رسالته وهي إرساء عدل الله وإنصاف كل مظلوم علي أرض الكنانة..هكذا كان وسيظل دائما القضاء المصري .

وخير دليل علي ذالك الحكم الذي أصدرته محكمة القضاء الإداري بالأسكندرية في الأسبوع الماضي برئاسة المستشار محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة والذي قضى بحظر إصدار الفتاوي من غير دار الإفتاء وعدم استخدام منابر المساجد لتحقيق أهداف سياسية حزبية ..الحكم جاء في توقيته تماما بعد أن عمت الفوضى مجال الفتاوي وأصبح كل من هب ودب ينصب نفسه مفتيا علي المواطنين ويصدر أحكاما لا تمت للإسلام علي الإطلاق وبسببها وقعت مشكلات كثيرة وكانت سببا لإشاعة العنف والكراهية وزادت من حالة الاحتقان بين أبناء الوطن الواحد وبسببها تفكك المجتمع في وقت نحن أكثر احتياجا للم الشمل وإرساء روح الجماعة بدلا من الفرقة والتباغض والخلاف.

إننا في أشد الحاجة إلي الابتعاد عن المغالة والتطرف..إلي أصوات وآراء رجال الدين الذين يتسمون بالوسطية ..وكثيرا ما طالبنا بأن نعطي الفتوى لأهلها وأن يبتعد عنها الدخلاء غير المؤهلين لها ..وها هو الحلم يتحقق وجاء حكم القضاء الإداري ليضع الأمور في نصابها الصحيح ويحقق أحلا م وطموحات المصريين الشرفاء الذين يحلمون بأمن واستقرار الوطن .

ولكن يبقي عامل تنفيذ هذا الحكم وتطبيقه هو الأهم ، من هنا نطالب د. شوقي عبد الكريم علام مفتي الديار المصرية الجديد بتطبيق هذا الحكم علي الفور لكي نغلق باب الفتاوي العشوائية أمام الدخلاء تماما نريد منه أن يطبقه بكل حزم وشدة وأن يضع عقوبات رادعة وقوية لكل من يقحم نفسه في مجال الإفتاء.

وإذا كان مجال الإفتاء له أهمية قصوى في حياتنا اليومية فإن موضوع خلط الدين بالسياسة لا يقل أهمية عنه.. وللأسف الشديد شهد المجتمع المصري من بعد الثورة هذا الخلط المكروه والذي كان له بالغ الأثر علي رسالة المسجد التي أقرها الإسلام وطالبنا بالمحافظة عليها في حياتنا اليومية ولأننا لم نلتزم بهذه الرسالة وقعت أحداث مؤسفة كثيرة داخل بعض مساجدنا وكان من أشهرها أحداث مسجد القائد إبراهيم بالأسكندرية والتي نتج عنها أحداث عنف بسبب تناول الشيخ المحلاوي أمام و خطيب المسجد أمور سياسية في خطبة علي المنبر.

إن بعض الأئمة يغفلون عن الرسالة الأساسية التي شرعها المولي عز وجل للمساجد ..فالمسجد هو قلب المجتمع الإسلامي وملتقى المؤمنين فيه يستمدون العون ويستلهمون الرشد ويؤدون حقوق الله في إطار من السكينة والخشوع ومن خلال خطب الإئمة والخطباء يستمع جمهور المصلين إلي تعاليم الإسلام ويتبنون حدود الله ويتفقهون ما في القرآن والسنة من عظات وآداب من هنا أصبح واجبا علي الإئمة ألا يستخدموا منابر المساجد في تحقيق أهداف سياسية أو حزبية والأمر لم يعد واجبا فقط بل أصبح بهذا الحكم فرضا يجب تطبيقه وعدم العدول عنه ..وتصبح مخالفته أمر يستوجب العقاب لما يسببه من زعزعة استقرار البلاد..إننا نطالب وزارة الأوقاف أن تؤدي دورها وأن تحكم قبضتها على المساجد وألا تتركها في أيدي دعاة الفتن ..

لقد حان الوقت لكي نستفيد من أخطاء الماضي وأن نفعل دولة القانون وأن نبرهن للعالم أننا شعب متحضر يحترم أحكام القضاء ..وكفانا الدماء التي سالت والأرواح التي أزهقت والعمر الذي ضاع والوطن الذي تألم من وطأة الإهمال  

المصدر: مجلة حواء- نبيلة حافظ

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,701,742

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز