أمهات الشهداءوحزن لا ينتهى
كتبت :إيمان عبدالرحمن
الاسم : شهيد ، الحالة : توفي في عمر الزهور، السبب : لا يهم فتعددت الأسباب والموت واحد ، وما تركه : غصة في القلب وحزن يدوم طوال العمر.. أبى أن يرحل دون أن يمنح والدته شيئا ، فمنحها لقب أم الشهيد يزين اسمها ، وصوراً على جدران محمد محمود تقريبا هي ما تبقت منه ، اسم يردده الشباب مطالباً بالقصاص ، وحكايات هي نفسها حكايات كل عام عقب الثورة .. وفي عيد الأم من هذا العام حكايات أمهات الشهداء بأسماء جديدة تضاف إلى القوائم وورود تقطف من جناين مصر >>
ما بين يقينها أن ابنها توفي جراء التعذيب وبين تقرير الطب الشرعي الذي يثبت غير ذلك تقول السيدة سامية الشيخ - والدة محمد الجندي -بصوت مكتوم "مش هاقدر أقول غير حسبي الله ونعم الوكيل في اللي خطفوا مني ابنى الوحيد، وإن شاء الله ربنا حيأخذ حقه يوم الموقف العظيم ..وتضيف : " أطالب كل من تهمهم قضية بلدهم أن يكملوا ما أراد ابني تحقيقه ، ويفكروا الناس به لحد ما يجيبوا حقه"
- وعن عيد الأم قالت - من بين دموعها - كل عام كان يهديني محمد عمرة وهذا العام اتفق معي على آداء العمرة ، مثل كل عام .
* السيدة غادة علي - والدة أميرة16 سنة والتي استشهدت في أحداث يناير2011 - تقول: " أميرة كانت حياتى كلها ، مش بس بفتكرها يوم عيد الأم، كانت زي الملايكة بتحب عمل الخير والأيتام ، كانت تحب الحياة ، خطفوها مني في عز شبابها ، منهم لله ، لا أطالب إلا بالقصاص العادل الذي لم يحدث حتي الآن ، وكل يوم نسمع عن خروج رموز مبارك من السجن ، الفراق صعب، لكن حسبنا الله ونعم الوكيل"
- وعن عيد الأم تقول : " كان لدي ولد وبنت ، أميرة رحمها الله ولا أملك إلا ابني الصغير ، ويمر يوم عيد الأم بصعوبة علي ، فأتذكر أميرة وما كانت تفعله لي في هذا اليوم ، ربنا يصبر كل الأمهات اللاتي فقدن أبناءهن ."
* أما السيدة أسماء عبدالرحمن - والدة خالد عطية شحاتة 17 عاما - فتتذكر ابنها في حزن صامت قائلة : " آخر هداياه سلسلة ذهب ، وزجاجات عطر اتركها وبين الحين والحين استنشق عطرها ، علها تأتي إلي برائحة تذكرني به ، محدش حاسس بيا غير أم فقدت ابنها في لحظة غدر.
- وتضيف أم الشهيد .. " أنا لا أشعر بأي عيد ، لا عيد صغير ولا كبير ولا عيد أم ، الفرحة سرقت ، لدي ولدان هشام 15 سنة ، ويوسف 9 سنوات ، وخالد الله يرحمه ، كان طالباً في الثانوي و يعمل من صغره منذ كان عنده 12 سنة وبعد الظهر كان يعمل في محل ملابس أو كافيه في فندق ، ودائما معه نقود ، وآخر هدية قدمها لي كانت سلسلة بسيطة من الذهب الصيني ، مازلت احتفظ بها حتي الآن وأتذكره دائما وأتذكر حنانه علي ، ويكون يوم عيد الأم يوماً صعباً علي ، فأنا لا أنساه أبدا " .
* نفس الحزن ونفس اللوعة في صوت والدة الشهيد إبراهيم رضا محمد 14- سنة - قائلة : " ابني الصغير كان في المرحلة الاعدادية ، وتلقى الرصاصات في قلبه ، كيف ينامون هؤلاء القتلة ، وكيف يعيشون ؟ حرموني منه ، راضية بقضاء الله وقدره ، وما يصبرني هو أن أرى من قتله يقتل، القصاص هو ما كان يصبرني ، لكن العدل غائب ، حسبنا الله ونعم الوكيل وربنا قادر يجيب حقه ، و الحمد لله على كل شيء.
- وعن عيد الأم تدعو أن يعيده الله على كل أم بخير ، وإن كان يوماً صعباً على كل أم فقدت ابنها ، وتضيف .. ابني شهيد عند الله ، وهذا اليوم يمر بصعوبة علي أيضا ، فكان يحضر لي هدايا بسيطة من مصروفه ، وأحيانا وردة ، وكلمة " كل سنة وأنت طيبة يا أمي " كانت بالدنيا وما فيها
ساحة النقاش