فضل الشهادة
كتبت: الداعيه الاسلاميه هدى الكاشف
ما فضل الشهيد عند ربه ؟ ومن أول شهيدة فى الإسلام ؟ و هل الشهداء هم المجاهدين فى سبيل الله فقط أم أن هناك أنواعا أخرى من الشهادة، و ما درجاتها ؟ وما معنى قوله تعالى (أحياء عند ربهم يرزقون ) ؟
جعل المولى عز وجل للشهيد فضل عظيم ، فذكر فى القرآن الكريم مفرده ومثناه ومجموعه (55) مرة ، فجاء ذكره مع الذين أنعم الله سبحانه و تعالى عليهم بعد النبيين والصديقين ، فقال تعالى ( ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)..
أما أول شهيدة فى الإسلام فهى سمية بنت خياط ـ رضى الله عنها ـ أم عمار بن ياسر ، وقد قتلها أبو جهل أثناء تعذيبها ، لما رفضت الكفر وسب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فالشهداء هم المجاهدين في سبيل الله ، و كذلك هناك أنواع أخرى من الشهادة قال فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( الشهداء خمسة : المطعون ، والمبطون ، والغريق ، وصاحب الهدم ، والشهيد فى سبيل الله) ، وقال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ) ، ومن هذا نعلم أن الشهادة تستوعب الجهاد فى سبيل الله وغير ذلك .
و درجات الشهادة تختلف في ثوابها :
- فهناك شهيد فى الدنيا والآخرة ، وهو الذى مات فى معركة وفى نيته إعلاء كلمة الله بمقتضاها من دين وحق وعدل وحرية وغير ذلك من الحاجات الإنسانية الشريفة ، وبذلك يفوز بثواب الدنيا وجزاء الآخرة
- وهناك شهيد دنيا وليس بشهيد آخرة ، وذلك الذى مات فى معركة وليس فى نيته إعلاء كلمة الله بمقتضيات الرفعة الربانية السابقة ، وذلك ليس له أجر فى الآخرة .
- أما النوع الثالث فهو شهيد الآخرة فقط وليس بشهيد فى الدنيا ، وذلك مثل "المبطون " الذى مات بداء فى بطنه أو "المطعون " الذى مات بسبب طاعون أو وباء ، أو الذى مات بهدم مبنى أو الغريق .
أما عن معنى ( أحياء عند ربهم يرزقون ) فهى حياة برزخية غيبية يعلمها المولى عز وجل ، يكرمهم فيها بنعيم الجنة ، الذى يتفاوت بتفاوت أعمالهم ونياتهم وقد سأل الصحابة رضى الله عنهم المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا السؤال فقال (أرواحهم فى جوف طير خضر لها قناديل معلقة فى العرش تسرح فى الجنة حيث شاءت ثم تأوى إلى تلك القناديل ) ، ومن ذلك أيضاً ما رد به المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أم حارثة الصحابى الجليل ، الذى استشهد فى غزوة بدر ، حينما قالت يا رسول الله إن كان ابنى فى الجنة صبرت ، وإن كان غير ذلك اجتهدت فى البكاء عليه ، فقال عليه الصلاة والسلام : (يا أم حارثة إنها جنان فى الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى ) .
والشهداء يتفاوتون فى الرزق ، وعن هذا أيضاً يقول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( إن فى الجنة مائة درجة أعدها الله تعالى للمجاهدين فى سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض )
ساحة النقاش