كتبت:نبيله حافظ
مما لا شك فيه أن مصر تمر الآن بمرحلة شديدة الصعوبة والتعقيد تتوالى عليها المشاكل وتخيم عليها الأزمات .. وجميعنا نتفق على أن الحل الوحيد لخروج مصر من هذه المرحلة يحتاج إلى تكاتف الجميع أفراداً ومؤسسات.. الكل مسئول في مكانه وموقعه ولن يرحمنا التاريخ ولن تشفع لنا الأيام إذا تنصلنا من مسئوليتنا هذه .. !
ومن واقع إحساس بعض فئات الشعب بهذه المسئولية تحرك ضباط الشرطة الشرفاء المحالين للمعاش تحت لواء جمعية الفجر الجديد التي تم تأسيسها عام 1996علي يد مجموعة من أرفع القامات الشرطية وأكثرها حبا وإخلاصا للوطن .. ومن خلال غيرتهم علي مستقبل مصر انتفض هؤلاء الرجال من أجل آداء دورهم في تطوير وترسيخ مفاهيم الحق والعدل والحرية .. وتمهيد المناخ المناسب لرأب الصدع الذي حاق بالعلاقة بين مؤسسة الأمن والمواطن
وجميعنا نتفق علي أن ثورة يناير قد أحدثت زلزالا سياسيا واجتماعيا سوف تستمر آثاره لعقود قادمة.. والمؤسسة الأمنية هي من أكثر مؤسسات الدولة التي تأثرت سلبا بأحداث الثورة ونالت نصيبا كبيرا من الهدم الممنهج وبات واضحا أنها في مفترق الطرق .. بين التعافي وبين الموت عن قصد وعمد وترصد .. والموت يعني السقوط والانهيار التام الذي لا عودة من بعده ، كفانا الله شر هذه الصورة المقيتة التي ندعو الله ألا نراها في يوم من الأيام.
ولكن دعونا نقف علي مبادرة رجال الشرطة الأوفياء الذين أحيلوا إلي المعاش ويريدون آداء دور هام تجاه الوطن الآن...اللواء حمدي سرحان أحد أعضاء هذه الجمعية يقول عنها : إنه من منطلق أن رجال الشرطة المحالين للمعاش قد قاموا بأداء دورهم كاملا في خدمة الوطن وبكل صدق وأمانة وإخلاص إلا إنهم يرون أن صلتهم بالوطن لم ولن تنقطع ومن منطلق إحساسنا بأننا مازلت لدينا قدرة علي العطاء وأن هناك دورا علينا أن نؤديه في خدمة مجتمعنا من خلال جمعيتنا هذه وانتهينا إلي أنه يجب علينا أن نسعى لترسيخ مفهوم الأمن لدى المواطن باعتباره ضرورة حياة ، ومن خلال خبراتنا التي اكتسبناها نستطيع أن نؤدي دورا هاما في تعميق الروابط بين فئات الشعب وبين رجال الشرطة وإزالة حالة الاحتقان الموجودة الآن..!
سألته كيف ...؟
قال من خلال آلية التواصل مع الشباب من أبناء هذا الشعب بعقد لقاءات دورية في مراكز الشباب والأندية والساحات الشعبية والوحدات الريفية وقصور الثقافة .. هذه القاءات سوف تساهم في إعادة صياغة العلاقة بين المواطن ورجل الأمن وسوف تدفع بالمواطن إلي آداء دور إيجابي في إعادة الأمن إلي الشارع المصري ، هذا الدور الذي نحلم به ونتمناه لكي تصبح مصرفي مكانهاالذي يليق بها بين شعوب العالم المتحضر.. وكل ما نحلم به أن تجد دعوتنا هذه مردودا لدي فئات الشعب المصريين نحظى بالتأييد والدعم المعنوي من جانب المخلصين والأوفياء..!
انتهت كلمات اللواء حمدي سرحان وبقيت الرسالة الموجهة من جانب ضباط الشرطة المتقاعدين والمتمثلة في الدور الذي يجب علي جمعيات المجتمع المدني أداؤه في هذه المرحلة تجاه أزمات الوطن التي يمر بها الآن .. إنه دور هام وخطير وعلينا أن نفعله بكل قوة وإصرار... ففيه الأمل والأمن والأمان لمصر ولنا جميعا .. فيارب جمع قلوبنا علي حب الوطن وعلي الإخلاص له طوال الحياة..
ساحة النقاش