الضحكات تسبقه أدي الربيع عاد من تاني

ايمان عبد الرحمن

" البحتري يقول :" أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً ..من الحسن حتى كاد أن يتكلما ،ومحبي الربيع يشتاقون لنسيمه وعبقه ولونه ، يشتاقون لكل تفاصيله حتي رياح الخماسين ، يكتبون فيه القصائد أو يكتفون بالتغزل فيه والاستمتاع بجوه..وفي السطور القادمة تحدث بعض الشباب و المبدعين عن الربيع وجوه البديع >>

منة عيد طالبة بكلية الآداب جامعة عين شمس تقول :" أكثر الأوقات التي أفضلها في السنة الربيع فيكفي أن أري أشجار الجامعة بها زهور ومليئة بالأوراق النضرة،لا أعلم سبب عشقي له لكنني أكون نشيطة جدا وأحب أن أذاكر وأقرأ ليلا في الربيع وأستمع لموسيقي هادئة ،علي عكس الشتاء الذي أقضي معظم الوقت نائمة في السرير تحت الأغطية وأشعر فيه بالكسل ،ولكن تدب فيَ الحياة في الربيع وأنطلق في الجامعة .. فهذا الفصل من العام اعتبره بالفعل مجددا للحياة فاندمج مع كل عناصر الطبيعة ، ويتجدد الدماء في داخلى مثل الأشجار والنباتات التي يعيدها للحياة قدوم هذا الفصل الساحر انطلاق وحيوية

وتوافقها ندي فوزي زميلتها بأن الربيع بالنسبة لها فترة الخروج والانطلاق بعد البيات الشتوي..فتقول بالرغم من أن الشتاء لا يكون باردا جدا طوال شهوره لكن الملابس الشتوية تشعرني بالاختناق ولا أشعر بالقدرة على الانطلاق بحيوية وأنا مقيدة بالملابس الثقيلة ، فأنا أحب الملابس الصيفية الخفيفة وأشعر أنني أطير أنطلق وأحلق في السماء الصافية مثل كل الطيور التي تحتفل بانقشاع غيوم الشتاء.

إفراج حقيقي

أما سالي رأفت طالبة بكلية الحقوق تحب الربيع لسبب آخر فتقول :"النهار يكون طويلا ولا تغضب أمي عندما أكون مع صديقاتي في خروجة حتى الساعة الثامنة أو التاسعة لكن في الشتاء هذا الوقت بالنسبة لأمي هو منتصف الليل فأشعر أنني في سجن لذا اعتبر الربيع هو إفراج حقيقي من سجن الشتاء الثقيل الوطأة ...هذا غير أن جو الربيع يكون لطيفا في معظم الأحيان حتي ما به من أيام حارة لا أشعر خلالها بالضيق بل على العكس هذا التناغم في درجات حرارة الجو أحبه جداً .

دعوة للأمل

كلمات الرائع فاروق جويدة التي يقول فيها :" سوف أعود يوما عندما يأتي الربيع .... وأتى الربيع وبعده كم جاء للدنيا.. ربيع والليل يمضي.. والنهار ..في كل يوم أبعث الآمال في قلبي ..

تتفق معه الكاتبة وفية خيري فتقول إنها تحب فصل الربيع وتضيف : الربيع فصل التفتح،تتفتح فيه كل الأشياء، الزهور والمشاعر، ويتسم هذا الفصل بالانتعاش والقدرة علي العمل بنشاط ..فالربيع يعطيني الأمل والتفاؤل والدفعة إلي الأمام . .فبعد الشتاء الطويل وما به من خمول،يأتي الربيع وتتفتح المشاعر ربما تكون مؤلمة للبعض،وربما تكون مشاعر رومانسية ولكنني أري دائما أن الربيع هو فصل الحب وأنا أعشقه "الدنيا ربيع والجو بديع ".

في العاصفة

أما الموسيقار الكبير عمر خيرت ، صاحب مقطوعة الربيع في العاصفة يؤكد أنه من عشاق الربيع و تحدث عنه قائلا : بالطبع أحب الربيع وأعشق فيه انطلاقه ونسيمه وتفتحه فهو يعطيني طاقة وأمل ، وما أكثر الأغنيات التي تغنت به ، فهو يعطيني طاقة للانطلاق .. أحب جوه وأزهاره ، لذا ليس بغريب أن هذا الفصل يؤثر عليَ بصورة إيجابية جدا و يجعلنى أقع في أسر نسماته العذبة وسحره الخاص الذي يميزه عن كل فصول السنة .

الكتابة والشباك

الكاتب و السيناريست فيصل ندا من عشاق الربيع أيضا ويقول : " أعشق نسمات الربيع وتفتح الزهور ، أحب الدنيا جدا في مارس وحتى شهر يونيو و أحب الكتابة في هذا الفصل ، حيث يوجد اختلاف كبير بين أن تكتب والشباك مغلق وتشعر أنك بسجن وبأنك تكتب والشباك مفتوح والنسيم يداعبك ، فأشعر بالحرية والانطلاق و أنا أتمتع برائحة الزهور الجميلة .. لذا اعترف بكل فخر "نعم أنا من عشاق الربيع" .

فريد الأطرش

"أدي الربيع عاد من تاني ..والبدر هلت أنواره " أغنية فريد الأطرش التي كتبها مأمون الشناوي ولحنها وغناها فريد لها ذكريات عند الكاتبة هدي جاد عضو اتحاد الكتاب - التي كانت رئيسة شرفية لجمعية صداقة فريد الأطرش بالإسكندرية فتحكي أنها أيضا تتأثر بهذا الفصل وتوضح قائلة : الربيع من أحب الفصول للناس عامة فما بالك بالمبدعين والكتاب بالطبع الربيع له تأثير عليَ ، فأنا عن نفسي أعشق الكتابة في هذا الجو الجميل فهو يمثل لي أفضل الذكريات و أنا عن نفسي أعشقه بزهوره وألوانه وعبقه ، والورود التي تملأ الدنيا والشمس والتفاؤل الذي ينبعث منها .

وتضيف الكتابة: أن الإبداع عبارة عن بصيرة يجمع بين كل ما يحدث في الحياة من خير أو شر وهذا الوقت من السنة يلهمني بأن أتخيل أنني استنشق رحيق الورود وثمار البلح علي النخيل وازدهار الأوراق علي الشجر بعد أن يكون الشتاء قد اختلسها في "عبه" أما الربيع فيوحي إليَ بأن كل ما ضاع سيعود