اطردى الإحباط والتشاؤم

وابتعدى عن الكائنات البيضوحباطية

بقلم :أمل مبروك

هل تذكرون الإعلان الذى يظهر فيه "الكائن البيضوحباطى" ويلعب دورا هاما فى إثارة الإحباط فى الأجواء؟ لا أعرف لماذا أصبحت أستدعى هذا الإعلان كثيراً هذه الأيام فى ظل سيطرة الكائنات البيضوحباطية على المشهد الحالى فى مجتمعنا، وقدرتها العجيبة على التناسل السريع وإفراز كم كبير من الإحباطات والقلق والتوتر الذى بات ينتشر فى الشارع المصرى فى ظل محاولاتهم اللعينة والدائمة لنشر حالة "البيضوحباط" بيننا وفى أنحاء البلاد.. وإذا كنتِ ممن يتأثرون بتلك الفئة فتذكرى أنه إذا لم يكن بإمكانك أن تمنعى طيور الهم من التحليق فوق رأسك فإنك تستطيعين منعها من أن تعشش في رأسك، وأنه رغم كل المشاكل اليومية التى نمر بها .

الضوء والظلال

ليس مطلوبا منك أن تكونى متشائمة، لأن كل الأشياء والأمور تحمل عدة وجوه وتفسيرات ، ونحن الذين نحدد رؤيتنا لها من خلال طريقة تفكيرنا، ومن الخطأ أن ننسى كل الضوء لننشغل بالظلال.. لاداعى إذن أن تكونى ممن يتصيد الأخطاء ويستمتع بالبحث عنها وإثارتها.. الأفضل أن تكونى ممن يتغافلون عن الأخطاء، ويوجهون نظرهم نحو الأشياء الإيجابية، الفرق بين هذا وذاك أن الأول يخلق المشاكل لذاته قبل الآخرين فتصبح علاقاته متوترة ويعيش هاجس الشك والمؤامرة بداخله دائما فيخسر القريب قبل البعيد، أما الثانى فيحاول أن يوجد المبرر لأخطاء الآخرين فيساعد بذلك نفسه على العيش بموضوعية مقتنعا بأن تقبل وقوع الأخطاء والتجاوزات ماهو إلاجزء من واقعية الحياة، والأشخاص الكبار من الداخل الواثقون من أنفسهم هم الأكثر ميلا للتسامح والترفع عن تصيد أخطاء الآخرين، وهؤلاء يتمتعون دائما بأريحية واسعة، تجعلهم دائما متصالحين مع أنفسهم، بعيدين عن دوائر التوتر والصراع، فتصيد الأخطاء أسلوب سلبي، يلجأ إليه البعض ليثبت لنفسه أن بقية الناس ليسوا أفضل منه، وأنهم أيضا يخطئون، وربما يكون مبرره عند البعض هاجس الخوف والشك، وأحيانا يكون المبرر هو البحث عن مثالية وهمية، لكن بغض النظر عن المبررات، فإن تصيد الأخطاء يباعد بين هذا الشخص والآخرين، ويزرع بذور خلافات يكون في كثير من الأحيان في غنى عنها.. بينما التسامح يمنح الإنسان فضاء واسعا، ويجعل القضايا مهما كبرت صغيرة في نظره، وبالتالي تختصر عليه الكثير من المشاكل التي تستهلك طاقة ووقتا، فالعمر أقصر مما نتخيل، ومن الظلم أن نخسر جزءً منه في صراعات لاتجدي.

النظارة السوداء

التفاؤل هو مفتاح الأمل الذى يحل مشاكل الحياة ويفتح أمامنا أبواب السعادة والفرح والاستمتاع باللحظات الهادئة التى تمر بنا، ولكن للأسف هناك أشخاص لا يعرفون طريق التفاؤل، فهم دائما متشائمون يرتدون نظارات سوداء يرون الحياة من خلالها فلايجدون إلا الجوانب السلبية ولا يعرفون فى الكون إلا النصف الفارغ من الكوب، وهذا التشاؤم لا يؤثر فقط على حياتهم التى يعيشونها دون أن يشربوا من نبع السعادة العذب، بل أثبتت مؤخرا الدراسات الطبية أن هؤلاء المتشائمين تكون أعمارهم أقصر من أولئك الذين يعرفون كل طرق التفاؤل ولا تفارق الابتسامة وجوههم وينظرون للحياة من منظور وردى اللون، ووفقا للبحوث العلمية المنشورة فى صحيفة "ديلى ميل" البريطانية وجد أن الأشخاص المعمرين الذين تزيد أعمارهم عن 100 عام كانوا يتمتعون بالتفاؤل فى حياتهم ولم يعرفوا للتشاؤم طريقا- إلا نادرا- وكانوا يتمتعون بكل لحظات حياتهم ولا يضيعون دقيقة من عمرهم فى غيابات التشاؤم، وقال القائمون بالدراسة: إنه من المحتمل أن يكون التفاؤل الذى يملكه هؤلاء الاشخاص جزء من سمات شخصيتهم يتناقل بين أبنائهم بالوراثة !

شملت الدراسة فئات مختلفة من الناس ومن بلاد مختلفة وأظهرت أن المجموعات التى أجريت عليها الاختبارات كان من بينهم العشرات الذين يملكون شخصية انفعالية لكنهم متفائلون ويتمتعون بصوت ضمير عال يمنعهم من ارتكاب الاخطاء فى معظم الأوقات .

وأخيرا أمازلت عزيزتى المتشائمة لاتريدين نفض غبار اليأس عنك وأن تغيرى تلك النظرة المتشائمة للحياة والتى لن تجعلك فقط تعيشين دون هناء ولا تتذوقين طعم السعادة ولكنها أيضا ستؤثر على صحتك وعمرك ؟ هذه همسة فى أذنك بمناسبة أعياد الربيع وشم النسيم .. إنها دعوة للتفاؤل، فنرجو منك الحضور ولا تنسى الزى الرسمى للدعوة وهو الابتسامة المشرقة على وجهك

المصدر: مجلة حواء -أمل مبروك
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 671 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,744,936

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز