حبيبى أصغر منى !

كتبت :مروة لطفي

أعترف أن تلك هي عاشر رسالة أكتبها دون تمزيق و يرجع ذلك لخجلى من طرح مشكلتي .. فأنا سيدة في منتصف العقد الرابع من العمر , بدأت حكايتي منذ 20 عاما حين تزوجت رجلاً ثرياً يكبرني بربع قرن .. فذقت معه كافة ألوان العذاب .. بدء من السب و الضرب و انتهاء بأمور حساسة يعف لسانى عن نطقها، على هذا المنوال أمضيت معه 8 سنوات أنجبت خلالهما ابنتين أعتبرهما الحسنة الوحيدة التى خرجت بها من تلك الزيجة بجانب لقب " مطلقة " ! ... بعدها , أقسمت ألا أعيد الكرة ثانية و أعيش للبنتين فقط !.. و استغليت هوايتي في تصميم الحلي و فتحت محلاً لعرض منتجاتي .. ويوم تلو الأخر لاقت تصميماتى النجاح لأفتح عدة أفرع لعرضها .. هكذا , نسيت نفسي كامرأة حتى حدث ما لم أتوقعه ! .. فقد التقيت بشاب يصغرني بعشر سنوات , و رغم ضعف إمكانياته المادية بل و الاجتماعية أيضاً فضلاً عن فارق السن بيننا إلا أن تيار جارف جذبني إليه .. و لا أعرف لما أو كيف حدث هذا ؟!.. فكل ما أدركه أن وجوده بجانبي هو كل ما أتمناه .. و قد بادلني نفس المشاعر بل و طلبني للزواج .. لكنني أخشى من رد فعل بناتي خاصة أن إحداهن تصغره بعشر سنوات , كما أن شقيقي يرفضه بشدة و يحذرني من طمعه في ثروتي .. ماذا أفعل ؟!

م أ "مدينة نصر"

- كثيراً ما تفرض الظروف على المرأة أن تنسى أو بمعنى أصح تتناسى احتياجاتها العاطفية .. فتلغي حرفي الحاء و الباء من قاموس مشاعرها معتقدة أن تلك المتطلبات باتت في خبر كان , حتى يأتي من يوقظها فيعيد ما كان !.. و هو ما تعانينه , فقد ألغيت غريزتك الأنثوية بفعل الإخفاقات التى تعرضت لها و شغلت نفسك بدوامة لا نهائية من الحسابات و مسئولية البنات حتى تسرب العمر من بين يديك لتصلي إلى منتصفه .. و هنا طرق على بوابة قلبك شخص على نقيض طليقك سواء في السن أو الظروف .. فانجرفت أحاسيسك إليه , و كأنك تعوضين شبابك الذى أهدره من يكبرك بربع قرن بشاب يصغرك بعشر سنوات ! ... متناسية أن الرجال يعجبون عادة بمن تصغرهم أو تماثلهم في العمر, وفقاً للعادات الاجتماعية المتوارثة .. لكن أن ينجذب أحدهم لسيدة تكبره بأعوام عديدة فغالباً ما يكون غير سوي نفسياً أو يطمع في أموالها .. لذا أنصحك بترشيد مشاعرك و عدم تبديدها في علاقة غير محسوبة العواقب ! .. خاصة أن ثمن فشلها لن يقتصر عليك وحدك بل تشركك فيه ابنتيك إذا وجدا نفسهما تحت مظلة زوج أم يكبر إحداهن بعشر سنوات فقط أى أن فارق السن بينهما مماثل للفارق بينه و بينك ! .. فكرى جيداً قبل فوات الآوان ..

قارورة عشق

في الربيع .. يستيقظ الناس باكراً للاستمتاع بعبير الزهور , بينما أستنشق وحدى بقايا العطر المتناثر من إشراقة عشقك .. يذهب الجميع لتناول إفطارهم في الهواء الطلق , بينما أجلس منفردة لأتذوق مرارة الاشتياق على طاولة حبك .. و الغريب أن الكل يسألني عن كيفية قضائي ليوم شم النسيم ؟!.. و كأن ما سبق و ذكرت مجرد حبر على ورق ! .. فإذا كانت تلك هي رؤيتهم لأحاسيسي , فأرجوهم الاحتفاظ بها لأنفسهم .. لأنه ببساطة ليس للربيع مكان على خريطة مشاعري العاطفية طالما أن أصناف وروده خالية من حروف اسمك !.. و ليسقط النسيم الاآتي دون قارورة عطرك !

أن يهتم المرء بالفصول المتغيرة , أسعد له من أن يحب الربيع بلا طائل !

جورج سانتايانا

المصدر: مجلة حواء -مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1700 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,813,478

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز