كتبت: اميرة اسماعيل -اسماء صقر
"يبدو أن نساء الحضر لسن الوحيدات اللائي يعانين من العنف .. فقد اقتحمت الفوضى كافة محافظات مصر .. لذا لم يعد عجيباً أن تطلق نساء المحافظات صيحاتهن لعل أصواتهن تصل للمسئولين فيعود إليهن الأمان الذى بات حلما صعب المنال ! ...
و عن ذلك تحدثنا نساء قرى محافظة البحيرة فتقول المهندسة هالة حسنى مدير عام الكيمياء وشئون البيئة بمحطة كهرباء العطف - المحمودية-:فى اعتقادى أننا مازلنا نعانى من العنف بنوعيه "نفسى واجتماعى" ضد المرأة .. وأجد أن سبب تفاقم ظاهرة العنف فى البحيرة هى البطالة التى أعتبرها السبب الأساسي لإيجاد من يتربص بالفتاة أو السيدة فى الشارع فى محاولة للتحرش.
والأبشع هى ظاهرة الخطف التى ظهرت وبقوة فى الفترة الأخيرة وخصوصا مع انتشار "التوك توك".. فهناك فتيات كثيرات تم خطفهن وعودتهن بعد فترة .. فأين الأمان ، وأين التصدى لهذا العنف القبيح الموجهة ضد المرأة؟
نموذج مصغر
وتضيف المهندسة هالة حسنى- أخشى التحرك ليلا وإن كانت لدى حاجة قصوى لذلك لأن الجميع يتربص بالسيدات بجميع أعمارهن .. فلا ضوابط أخلاقية تمنعهم ولا وظائف أو مستقبل يشغل تفكيرهم وهذا بحق ما يحدث لنا كنموذج مصغر للأحداث فى مصر بشكل عام.
من ناحية أخرى تقول آمال حلمى (25سنة) مهندسة مدنية : جرائم الخطف فى تزايد مستمر فى محافظة البحيرة بشكل عام لأنها محافظة تكثر فيها القرى الريفية وتتداخل مع المراكز المدنية الصغيرة مما يتيح للبعض التعرض للفتيات فى أي وقت وتحت أى ظروف وهذا أمر أصبح يعيق عمل الفتاة لأنها لا تشعر بالأمان وهى تتحرك بالقرب من منزلها فما بالك لو ابتعد مكان العمل قليلا؟
- و لم يختلف كثيرا وضع النساء فى قرى و نجوع محافظة المنوفية و هو ما تؤكده السيدة هويدا عبد الجواد موظفة قائلة :أخشى على ابنتي الجامعية من ركوب المواصلات حيث يقوم البلطجية بقطع الطريق من حين لآخر و يهددون المارة بالأسلحة البيضاء .
و تتفق معها السيدة راجية عبد التواب ربة منزل فتقول :أخاف على زوجى عندما يخرج ذاهبا لعمله أن يتعدى عليه أحد مثيرى الشغب ويقومون بإيقافه طالبين منه أن يعطيهم المال الذى معه كله وإلا يقومون بإيذائه والتعدى عليه بالضرب وخصوصا و أنه مريض بالسكر والقلب .
بينما تخشى السيدة حميدة حسنى ربة منزل -على أحفادها الفتيات أن يتعرضن للتحرش أثناء سيرهم فى الشارع وإذا دافع عنهم أحد يتعدى عليه البلطجية ويقومون بطعنه بالمطواة أو يصيبوه بأذى إلى حد القتل .
وتعلق الدكتورة عزة صيام أستاذ علم الإجتماع ووكيل كلية الآداب للدراسات العليا والبحوث الإنسانية بجامعة بنها قائلة : يعتبر العنف فى المجتمع الريفى من الظواهر الحديثة عليه لذا تزداد مخاوف النساء الريفيات تجاهه و يرجع هذا لضعف دور المرأة فى القرى و النجوع مما يؤثر على سلوكها تجاه العنف فتصبح ضعيفة غير جريئة وذات سلوك منغلق (جامد) وتتسم بالثبات وتفقد عنصر المواجهة والتفاعل مع الآخرين على عكس النساء في الحضر اللاتى يتمتعن بجرأة أكثر نظراً لاندماجهن في العديد من الأدوار المجتمعية .
ساحة النقاش