دائرة النفاق
كتبت : مروة لطفي
لا أستطيع التحمل أكثر من ذلك .. تعبت فلم أعتاد الكذب و العيش بوجهين ، أو بمعنى أصح "النفاق" وهي العادة التى اكتشفتها في زوجي و فشلت كل محاولاتي لإقلاعه عنها ! فأنا سيدة في أوائل العقد الثالث من العمر .. بدأت حكايتي من 7 سنوات حين تعرفت على شقيق زميلتي بالعمل و الذى يكبرني بعشرة أعوام و لديه مكتب محاسبة معروف بتعاملاته مع كبار رجال الأعمال .. ونظرة .. فكلمة .. فابتسامة .. سرعان ما شعر كلانا بالانجذاب للآخر، فتقدم للزواج مني و لأنه شاب جاهز ومن أسرة مناسبة اجتماعياً و مادياً كان من الطبيعي أن يحظى بقبول أسرتي لنتزوج بعد 4 شهور فقط ! وهنا عرفت سر تميزه في عمله و النجاحات التي يحققها واحدة تلو الآخرى .. فهو يعرف " من أين تؤكل الكتف" كما يقولون !.. فيحصل على غايته بصرف النظر عن الوسيلة ويغير أرآءه و مبادئه بما يتماشى مع مصالحه، والأخطر أنه يدخلني رغماً عني في دائرة نفاقه لأجد نفسي يومياً وسط مجموعة من شخصيات لا أحترمهم أو أتوافق مع زوجاتهم .. فإذا اعترضت على أحد آرائهم نلت منه ما لا يحمد عقباه و اتهمني بتعطيل مصالحه ! فأضطر لمجاراتهم خوفاً عليه و سعياً لنيل رضاه مما يفقدني احترامي لذاتي .. و قد رجوته كثيراً بإبعادي عن جلساته لكنه يؤكد على أهمية اصطحابي لتواجد كل الحاضرين مع زوجاتهم في موائد العمل ! و يذكرني بصعوبة الظروف الاقتصادية و ضرورة انتهاز أى فرصة لجلب الرزق ! هكذا أعيش حياة أمقتها و في نفس الوقت يصعب أن أهدمها بسبب أبنائي الاثنين اللذين لا ذنب لهما في نفاق أبيهم !ماذا أفعل حتى أرضى عن نفسي ؟!
ن ع " التجمع الخامس"
- لأننا في زمن المصالح .. فاختلط الحق بالباطل حتى المبادئ دخلت هي الأخرى في المساومات و باتت تتبدل و تتغير وفقاً لما تتطلبه المرحلة ! .. لكن المشكلة تبدأ إذا اقترن من لا يعرف لغة النفاق بمن يطقنها بطلاقة بل و يبني نفسه و مستقبله بأبجدية أحرفها .. و هو ما تعانينه .. فقد وقعت في زوج يجيد خبايا المصالح و بدلاً من تغيرك للغة تعاملاته ورطك هو في دائرة نفاقه ! والنتيجة هذا الصراع النفسي الذى تعيشينه بين ذاتك و أفعالك ! ولكي تتصالحي مع نفسك عليكِ مصارحته بعدم رضائك عن حياتك و تخيره بين الكف عن نفاقه أو إبعادك عن مصالحه و معاملاته مع أهمية تأكيدك على تمسك بمبادئك و أفكارك من الاَن فصاعد .. وأعتقد أن خشيته على حساباته من ردود أفعالك ستجبره على الخيار الثاني .. و هذا أفضل كثيراً من الاستمرارية في لعب دور مخالف لطبيعتك مع عدم إلمامك بالتمثيل ! وأدعو القارئات بالمشاركة بتعليقاتهم عبر موقع المجلة الإلكتروني:
ومضـــــــــــة
حـــــــــــــــــــــــب
من تكون ؟!
لا تدخلني في حيرة بين الأصل والصورة .. فلم أعد أعرف أيهما أنت ؟! أو أى منكما نبض قلبي إليه ؟! هل أحببت من غمرني بعطفه وحنانه ؟! أم عشقت من عذبني بقسوته وإهماله ؟! .. ومع حلاوة حضورك ومرارة غيابك أدور في متاهة لانهائية بين أقوالك وأفعالك ! ولأنني سئمت الدوران داخل فلك تقلباتك فعليك أن تحدد هويتك علني أدرك أنا الأخرى ماهية اختيارى .. فترى من تكون؟!
عقوبة الكاذب ليست في عدم تصديق الناس له بل في عدم تصديقه هو للناس جورج برناردشو
ساحة النقاش