كتب : محمد الحمامصى 

حين يتحدث شيخ الأزهر الإمام الأكبر د.أحمد الطيب ويفتي مؤكدا أن فتواه تمثل إجماع أهل السنة والجماعة فلابد أن تلجم وتخرس أو تقطع ألسنة الجهلاء والموتورين والمغرضين، تجار الدين ومنافقي السلطة الذين يكفرون أغلبية الشعب المصري ويدعون لحرب أهلية تسفك فيها أرواح أبنائه، يقول الإمام الأكبر أن "الأزهر يعمل دوماً على جمعِ الكلمة، ونبذ الخلاف والفُرقة التى توهن من قوتنا، وتذهب بريحنا، ويجد نفسه مضطراً إلى التعقيب على ما نُشر من أقوال وإفتاءات منسوبة لبعض الطارئين على ساحة العلوم الشرعية والفتوى، ومنها أن مَن يخرج على طاعة ولىِّ الأمر الشرعى فهو منافق وكافر، وهذا يعنى بالضرورة الخروج على ملة الإسلام" .

ويضيف أن "الأزهر يوضح بهذا الشأن عدَة أحكام شرعية، ومنها أن هذا هو رأى الفرق المنحرفة عن الطريق الصحيح للإسلام، وهو كلام يرفضه صحيح الدين ويأباه المسلمون جميعاً، ويجمع فقهاء أهل السنة والجماعة على انحرافه وضلاله"، ويشدد على أن "المعارضةَ السلمية لولى الأمر الشرعى جائزة ومباحة شرعاً، ولا علاقة لها بالإيمان والكفر، والعنف والخروج المسلح معصية كبيرة ارتكبها الخوارج ضد الخلفاء الراشدين، لكنهم لم يكفروا ولم يخرجوا من الإسلام، هذا هو الحكم الشرعى الذى يجمع عليه أهل السنة والجماعة، والأزهر إذ يدعو إلى الوفاق ويحذر من العنف والفتنة، يحذر أيضاً من تكفير الخصوم واتهامِهم فى دينهم".

لقد خرج بعض الجهلاء المعتوهين عقليا والمشوهين دينيا وخلقيا ليهاجموا الإمام الأكبر، ويتجرأوا عليه بوقاحة، متصورين أنهم سوف ينجون بأقوالهم هذه، غير مدركين أن الشعب المصري المتدين بالفطرة يميز جيدا بين أهل الحق وأهل الباطل.

فتوى الإمام الأكبر تمثل إجماع أهل السنة والجماعة، بما يعني أن الخروج عليها خروج على إجماع علماء الأمة الثقات، وهو ما يجهله أو يتجاهله البلهاء فيمضون في غيهم يعمهون.

إنهم يدعون للفتنة والحرب الأهلية ـ وهم أهل فتنة بالأساس هكذا يقول تاريخهم ـ رافعين سيف العنف والارهاب باسم الله ورسوله، والله ورسوله بريئان مما يدعون، لقد تجاوزا الحد، فهم بذلك يشوهون الإسلام والمسلمين ويسعون في الأرض ضلالا وفسادا، وللأسف هناك من يصفق لهم ويفتح لهم القنوات ويتيح لهم المنابر ويدعمهم ويساندهم، لكن هذا الطغيان لن يستمر طويلا، وسرعان ما يأخذ الله هؤلاء ومن يناصرونهم أخذ عزيز مقتدر، فالله سينصر ويعز ويعلى صحيح دينه ولو كره الجهلاء والمنافقين.

بيان الإمام الأكبر شيخ الأزهر أعلى قيم الحرية والعدالة وطمأن المصريين وزادهم ثقة في دينهم وعلمائه الأجلاء الثقات، ورد كيد أعدائهم في نحورهم، وكشف لهم حجم الجهل والجهلاء الذين يرتعون في دين الله دون سند من علم أو برهان من بصيرة، طمس الله على عقولهم وقلوبهم وجعلهم يتبعون الهوى والنفس، يفتون لذوي السلطة والسلطان والنفوذ والمال، فأصبح دين الله لديهم "تجارة" و"سبوبة" أسواقها المنابر والقنوات ودواوين السلطة.

تحية تقدير وإجلال بالأصالة عن نفسي وعن كل مصري لشيخنا الجليل د.أحمد الطيب الذي صحح المسار وأنقذنا وأنقذ الإسلام من المعتدين عليه جهلا وكبرا وغروا

المصدر: مجلة حواء محمد الحمامصى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 559 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,659,046

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز