كتبت: نبيله حافظ
وقت المحن والأزمات أفضل شيء يفعله الإنسان هو الاستغفار والتوبة لله عز وجل عن الذنوب التي ارتكبها .. وفي محنة 30 يونيه القادمة غدا علينا أن نتوب لله ونتخلص من ذنوبنا الكثيرة التي ارتكبناها وأغضبنا بها المولي عز وجل طيلة السنوات الماضية .. فكل ما نمر به الآن ـــ من مآسي وكوارث وفرقة وخلاف وتشاحن وتقاتل ـــ يؤكد أن غضب الله قد حل علينا وأن عقاب السماء نزل علينا للتذكرة علنا نتوب ونعود ونكفر عن ذنوبنا الكثيرة التي اقترفناها في حق أنفسنا وفي حق بعضنا البعض وفي حق الوطن الذي لم نصون عزته وكرامته ولم نحافظ علي طهارة ترابه وأراضيه .. وقبل ما يمتعض البعض من كلامي هذا علينا أن نصارح أنفسنا بكل شجاعة وأمانة ونحاسب أنفسنا علي الحالة الإنسانية المتردية التي وصلنا لها في حياتنا اليومية وفي العقود الأخيرة الماضية.
لقد استحل البشر في حياتهم كل ما هو حرام وأقدموا عليه بكل بجاحة دون ضمير يوقظهم أو يأنبهم ويقول لهم أن ما يفعلونه حرام ويغضب الله والدليل علي ذلك انتشار الرشوة والفساد في كل أرجاء البلد وكل مؤسساتها لدرجة أن المرتشي كان لا يخافت بما كان يفعله بل كان يجاهر به ويعلنه جهارا نهارا دون خوف من المحاسبة أو العقاب، ونتيجة لتفشي هذا الوباء أصبح المرتشي هو الإنسان الطبيعي والقاعدة العامة بالحياة .. أما الإنسان الشريف الذي يري الوجه الحقيقي والقبيح للرشوة هو إنسان شاذ وغير طبيعي في زمن أصبح الأكثرية فيه يحللون الحرام ...
ومن الرشوة إلي إباحة المال العام ــ مال الدولة ــ الذي كان يتفنن في إهداره القائمين عليه دون خوف أو خجل بل الكارثة أنهم كانوا يتفاخرون به وهم يستمتعون به ويهدرونه في مصالحهم الشخصية كما لو كان ميراثا خاصا بهم...أما إباحته وسرقته فحدث ولا حرج فالصور كثيرة لا تعد ولا تحصي... !
والكارثة الكبري أنه حتي هذه اللحظة لم يفيق هؤلاء ويراجعون أنفسهم فيما اقترفوه من ذنوب ومعاصي .. ولا أدري متي يفيقون ويستيقظون من غفوتهم ؟ هل ينتظرون لحظة دخول القبر وقتها لن تنفعهم توبتهم لأنها لن تقبل ولن تسقط عنهم ذنوبهم .
المعاصي وذنوب البشر كثيرة وكلها تؤكد أن غضب الله حل علي هذه الأمة وإذا نظرنا إلى حجم الجرائم ونفند نوعيتها فسوف نجد جرائم غريبة ومريعة لم نسمع بها من قبل .. فهذا أب يغتصب ابنته وهذا عم يغتصب ابنه أخيه انتقاما منه لخلافات علي الميراث وهذه أم تسهل لزوجها اغتصاب ابنتها وهذا حفيد يقتل جدته من أجل المال وهذا ابن يقتل أمه من أجل المخدرات .. وغيرها وغيرها الكثير من الجرائم البشعة التي تقول إن يوم القيامة أصبح علي الأبواب .
والسؤال الآن ألم يحن الوقت بعد للتوبة والرجوع إلي الله؟
اعتقد ان التوبة هي السبيل الوحيد لنا الان للخروج من هذه المحن ..التوبة ولا شيئ سواها الم يقل المولي في محكم اياته: " ان الله يحب التوابين "
فتوبوا الي الله واستغفروه لعله يرحمنا ويعيد لنا امننا واستقرارنا ووحدتنا
استغفروا الله كثيرا لعله يرفع عنا غضبه وسخطه ويرضي عنا ويمر 30يونيو بسلام...!
ساحة النقاش