كتبت : منال عثمان
llلا أخفى عليكم دهشتى وأنا أتابع المواقع الالكترونية الذائعة الصيت والأخرى التى مازالت تحارب طواحين الهوى لتثبت وجودا مشكوكا فيه من أساسه .... وثالثة أبدت كرامة وتقف فى صفوف المتأهبين لاحتلال موقع مضيء ليقال اسمها فى برامج التوك شو التى تعتمد فى جزء كبير منها على أخبار هذه المواقع ذا أنا فى حِل من ذكر المواقع هذه فقليل الآن على أرض المحروسة لا يعرفها .ما علينا ll
الدهشة كانت لهذا الهجوم غير المبرر حتى الآن على الأقل على النجم "هانى سلامة" والمؤلف "مدحت العدل" بسبب مسلسلهما الذى لم نره بعد مسلسل (الداعية) الذى سيعرض فى رمضان .. بعد أن تسربت أخبار هنا وهناك وبعضها على لسان المؤلف نفسه أن مسلسله لا يقدم سيرة ذاتية لأحد الدعاة ولا سرد لجزء من التاريخ الدينى لأحد الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - بل هو فكرة درامية تعتمد على داعية شاب يقع فى غرام عازفة تعمل بفرقة موسيقية ، والتصاعد الدرامى للعمل ككل يعتمد على الصراع الدائر داخل الداعية الشاب بين معتقداته وهذا المأزق العاطفى .. لم أفهم سر هذا الهجوم ! وهل العاطفة لا توجد فى قاموس الدعاة ؟ على أية حال كان هذا ذريعة لنا لنلقى الضوء هنا على صورة رجل الدين وشكل تواجده على الشاشة.
الشيخ حسن
هذا الفيلم لعب بطولته وأنتجه وألفه وأخرجه النجم الراحل "حسين صدقى" سنة 1954 أمام "هدى سلطان ، وليلى فوزى" ولعب دور الشيخ حسن طالب الأزهر المتدين الذى يقع فى حب فتاة مسيحية اسمها لويزا ويتزوجان دون رغبة أسرتيهما ويتعرضان لضغوط رهيبة لفصم هذا الزواج بأى ثمن ومع مؤامرة دبرت ضدهما تذهب الفتاة لأسرتها وهى حامل وعندما يأتى الشيخ حسن بعد ممانعة شديدة من والدها لرؤيتها يرفض أيضا الأب أن يراها زوجها أو يرى ابنه وتنهار الفتاة وتلقى حتفها إثر هذا الكم الكبير من الحزن الذى يلف كل حياتها وقبل وفاتها تهمس للقسيس الذى أتى من أجلها أن يسلم الابن لوالده المسلم ويسلمه أيضا جثمانها لأنها أسلمت .. وتختلط دموع الزوج رجل الدين المحب لزوجته بدموع الأب الذى فقد ابنته ويقنعه حسن أن لا داعى لهذا التعصب الدينى وقد جمعت بينهما مصيبة واحدة فقدان أعز الناس .. وقد لقى هذا الفيلم - وأحدثك عن الخمسينيات - رواجا كبيرا واستحسانا من الناس فقد كان لايوجد هذا التشدد والتعصب الدينى فى هذا الوقت .. صحيح ظهرت بعض الأصوات رافضة للفكرة نفسها لكن أبدا لم يتحول الأمر لنار ودمار وطلقات رصاص و..و.. ولم يكن هذا النموذج الدينى الوحيد الذى قدمه الفن لرجل الدين المعتدل المؤمن الإيمان الصحيح ففى فيلم (جعلونى مجرما) أيضا قدم النجم الراحل "يحيى شاهين" نموذجا لرجل الدين الطاهر القلب والسريرة صاحب الآراء المستنيرة التى تأخذ بيد البطل "فريد شوقى" بعيدا عن مستنقع الإجرام ، وبمواصفات أخرى تناسب دور الشيخ حسونة فى فيلم الأرض قدم أيضا "يحيى شاهين" دور رجل الدين الذى يرجع إليه أهل القرية فى شئونهم.
الزوجة الثانية
ومن منظور آخر قدم الفن شخصية رجل الدين المنافق الذى أداه بإبداع حقيقى القدير "حسن البارودى" فى فيلم "صلاح أبو سيف" الرائع (الزوجة الثانية) الذى يلوى عنق الحقائق والثوابت الدينية والشرعية حتى يحصل عمدة قريته على ما يريد ودائما يقول (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ) ليطلق أبو العلا فاطمة تارة وليتزوجها العمدة تارة أخرى قبل أن تفى عدتها ضاربا عرض الحائط بكل شىء (لأن الدفاتر عندنا والأوراق بتاعتنا ) وهذا النموذج قدم أكثر من مرة فى أطر درامية مختلفة قد تكون أقل حبكة .. لكن الكل يتفق أنه النموذج المنافق لرجل الدين مثل دور "عبد الغنى قمر" فى ( امرأة على الطريق )..
على أية حال دور رجل الدين سواء بوجهه الطاهر أو وجهه المنافق صاحب الشكل الورع والجوهر البشع ...كان دائما فى كل حقبة مبتغى لكتاب الدراما الكبار وتم توظيفه بشكل رائع فى أكثر من عمل لكن هل هذا كل ما فى الجعبة الدرامية تجاه رجل الدين؟ لا أعتقد فالقادم من الأيام والأعمال لو سمحت الظروف سوف يحمل لنا ردا على هذا السؤال .
منــال عثمان الفن لحطة حقيقة الأمر لست من متابعى أغانى وصوت المطربة الخليجية "أحلام" .. ولم أظبط نفسى ولو مرة وحيدة أعطى كافة حواسى لصوتها وهى تغنى فى المرات القلائل التى استمعت فيها إلى صوتها وكانت بالصدفة .. وليس هذا معناه أننى ضد صوتها أنا أعبر عن رأيى الشخصى .. فالسيدة لها جماهيرها العريضة فى الخليج ويجوز فى الوطن العربى وإلا ما كانت اختارتها المحطة الفضائية الشهيرة لتكون ضمن لجنة التحكيم فى المسابقة الغنائية الشهيرة (أرب أدول) .. لكن الحقيقة لم أكن أتصور أنها بهذا النمط الغريب فى الشخصية فهى تتباهى بقوة الشخصية التى تملكها وهذا لا يدعوها أبدا للعراك الدائم مع زملائها خصوصا الموزع "حسن الشافعى" والمطرب "راغب علامة" بل فى إحدى الحلقات كادت أن تلتهم الرقيقة "نانسى عجرم" لمجرد مخالفتها فى الرأى تجاه صوت غنى !! ناهيك عن التعبيرات القاسية التى توجهها لمن لا يعجبها صوته رغم أنه أعجبها مثلا فى أغنية سابقة .. لدرجة أن شابة سوريه متسابقة بكت أمام قسوة "أحلام" .. هذا غير الخروج عن النص وأصول الظهور التليفزيونى فى مثل هذه البرامج... كأن تصرخ أنها جائعة وتطلب أن تأكل نوعا من الدجاج شهير ! وكأن لابرنامج ولا التزام بظهور راقى لدرجة أن زملاءها على طاولة التحكيم كانوا يحاولون تهدئتها حتى لا تخرج الأمور عن الزمام فالأمر فى النهاية شكلهم هم جميعا العام.... البعض رآها خفة ظل منقطعة النظير .. والبعض رآها عدم التزام لا يصح أن يخرج من مطربة لها وزنها - كما يقولون - فى الوطن العربى وبصراحة نحن من البعض الأخير.
y
ساحة النقاش