كتبت -ايمان الدربي 

جلست سامية تسترجع لحظات الحب الحالمة ، الرقيقة التي جمعتها وزوجها أيام الخطوبة ، وكيف كان يشتاقها وينتظرها بالساعات أمام الجامعة وهي تتلقي المحاضرات، حتي أنه التقاها يوما كان ممطرا شديد البرودة ولكنه أقسم لها أنه أبدا لم يشعر بما حوله من صقيع لأن حبها يدفء قلبه . 

أما الآن فخلافتهما المستمرة علي مرتبها جعل الحياة متوترة بينهما ، وكثيرا ما يصلان لطريق مسدود ولا يتمكنان من إيجاد نقاط التقاء فيه .

المشاكل المادية بين الزوجين وكيفية الفصل فيها .. موضوعنا التالي 

 

مرتب الزوجة من الأمور الهامة التي دائما ما يحدث بسببها مشاكل بين الأزواج ، فكثير من الرجال يرون أنه يجب علي الزوجة أن تضع راتبها في المنزل في ظل ظروف الغلاء التي نعيشها .. طالما أنها تقتطع من وقتها داخل المنزل .. أما الكثيرات من النساء فيرون الأمر بوجهة نظر مختلفة ويؤكدون أن نفقة الزوجة واجب علي زوجها ، وأن عليها علي الأقل إدخار جزء من راتبها لمواجهة الظروف والزمن ، وأن هذا الزوج يجب أن تكون لديه كرامة ولا يستحل مرتبها بدون وجه حق .

وهناك نقطة أخري تكون سبباً لوجود مشاكل مادية بين الأزواج وهي  وجود ميراث للزوجة ، فبعض الأزواج يعتبرون أنه واجب فعليها أن تضع كل ما تملك في البيت وللأولاد.

والبعض الآخر يجد غضاضة أن تكون زوجته صاحبة إرث أو لديها دخل أعلي منه نتيجة  لعادات وموروثات مؤمن بها أو تقاليد تربي عليها لا تسمح للمرأة أن تكون أغني من زوجها ، وكثيرا ما سمعنا عن أزواج يصرون أن تبيع زوجاتهم أرضها في بلد أبيها لتشتري أرضاً باسمه أو أن تبيع نصيباً لها في بيت أهلها لتشتري بيتاً باسمه، والغريب أنه يفعل ذلك بدون أن يؤنبه ضميره أو يشعر بالحرج وكأن هذه المرأة شئ لا قيمة له ولا يحق لها التملك ، فهي مخلوق من الدرجة الثانية في حين أن حق التملك  حقاً أعطاه الإسلام للمرأة فلم يكن للمرأة عند بعض الطوائف قبل الإسلام حق التملك فأصبحت تملك وتبيع وتشتري بضوابط تحفظ لها كرامتها .  

 

أسباب أخري

ضعف ميزانية الزوج مع غلاء الأسعار سبب أخر للخلافات في كثير من البيوت المصرية فنجد بعض الأزواج أحيانا يعمل طوال النهار ولكن لا يكفي ما يحصل عليه لتغطية مصاريف بيته خاصة لو لديه أولاد في مراحل التعليم المختلفة .

وهناك أمر أخر يثير المشاكل بين الزوجين وهو فكرة معايرة الزوجة لزوجها بأنها تنفق في المنزل وأنه لولا صرفها علي البيت لما استطاعوا المعيشة بشكل كريم ، فبعض النساء يتبعون أسلوب المن والأذى أي الصرف ثم المعايرة ، وبالقطع هذا يوجد شرخ بين الزوجين وخاصة إذا كان الزوج دخله بسيطاً ولا يستطيع تحمل مسئولية المعيشة بمفرده .

والسؤال الآن هل إنفاق الزوجة سواء من راتبها أو دخلها الثابت واجب عليها  ؟

د . أمنة نصير - أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر - تحدثت مرارا وتكرارا عن قضيتنا قائلة: " الزواج سكن ومودة ورحمة ، وهناك نهي عن المنّ والأذى على الأقل للزوج والأولاد ، فلا بد أن نتعلم هذه الفضائل ، فهي ضرورية ، ولا قيمة لمظهري ولا صلاتي دون أن تنهاني عن الفحشاء والمنكر، وسوء العشرة مع الزوج .

وإنفاق الزوجة تفضُّل منها ، ويجب أن يكون دون منٍّ وأذى ،  

علي أن تساهم عن طيب خاطر، وأن يكون الزوج ذا كرامة وإباء، فما ستدفعه المرأة سيكون لأولادها ، وللتوسيع عليهم ولا يوجد راتب ينفع بمفرده في ظل الظروف التي نعيشها ، أما الرجل الذي يقول إنه يستحلّ راتب زوجته بسبب أن وقتها الذي تقضيه في العمل هو ملك له ، وبالتالي من حقه أخذ تعويض عن هذا الوقت أنا أكره هذه الفتوى فهو لم يشترِها " أمة دافع ثمنها "، ولا بد أن تعمل لديه كأجير ، فالإسلام يعطي كل ذي حق حقه ، المرأة إذا فعلت ذلك فهي متفضلة دون من وأذى ، ولا تتطاول عليه وتقول إنها مثله مثلها ، ولا بد أن يكون الرجل هو الكبير لمصلحة المنزل والأسرة ، فلو هدمت الزوجة هذه القدوة ، ورمز الرجولة ستهدم المنزل ، وتؤثّر سلبا على أولادها.

وعلي المرأة ألا تتعامل مع زوجها بخشونة ، وهو أيضا لا بد أن يقابلها بوجه بشوش ، ولا يكون متجهما معها رغم بشاشته وضحكه مع زملائه وأصدقائه.

 

مسئولية الرجل

فضيلة د. سالم عبد الجليل تحدث عن قضية أرث المرأة ومسئولية الرجل في الإنفاق علي زوجته مؤكدا أن المرأة قبل الإسلام كانت لا ترث عند بعض الطوائف إلا إذا لم يكن لأبيها ذرية من البنين ، فلما جاء الإسلام قرر للمرأة حقها في الميراث وفي سائر الحقوق الأخرى ، وجعل الإسلام للذكر مثل حظ الأنثيين وللمرأة نصف ما للرجل من ميراث لأن الرجل هو المسئول عن الإنفاق علي الأسرة والمرأة قبل أن تتزوج نفقتها علي والدها وبعد أن تتزوج نفقتها علي زوجها ، فليست مطالبة بالإنفاق حتى علي نفسها ، فكان من العدل أن يكون نصيب الرجل ضعف نصيبها ليتناسب ذلك مع ضروريات الحياة وأعباء المعيشة التي لا تكلف بها المرأة .

وأشار عبد الجليل إلى أنه علي الزوجة أن تعيش في حدود إمكانيات زوجها ولا تثير المشاكل فقال الله عز وجل في سورة الطلاق " لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه  فلينفق مما أتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها سيجعل الله بعد عسرا يسرا " صدق الله العظيم .. فعلي الزوجة ألا تكلف زوجها ما لا يطيقه وتضغط عليه وتنغص عليه حياته لضيق رزقه وأيضا لا تجبر الزوجة علي الإنفاق من مالها الخاص ولا أن تقدم هذا برضا وبدون إجبار من زوجها فما لها حق خالص ، ولها حق النفقة من قبل زوجها . 

 

برواز

أثبتت دراسة أمريكية  أن كثرة الجدال ونبرات الغضب العالية وحدة الحوار أمام الأبناء ، وخاصة الرضع وصغار السن ، يصيبهم بالتوتر والإجهاد ، مما يؤثر على العملية التنموية والتطورية لديهم.

وأشار الباحثون إلى أن أدمغة الأطفال الرضع ، تتفاعل مع صوت الغضب ، حتى وإن كانوا مستغرقين في النوم ، موضحين أن الخلافات الزوجية تنتقص نحو 30 دقيقة من نوم الطفل

وحذر من أن نسبة الوفاة بين الأزواج المختلفين اجتماعيا ، والذين تكثر الشجارات بينهم تتزايد في أواخر سن الأربعينات ؛ موضحاً أن العلاقات الصعبة والمتوترة ، كان لها بالغ التأثير السيئ على الصحة النفسية لدى الزوجين ".

ويفضل أن يتم حوار الشريكين ، بعيدا عن مسامع الأطفال ، لأن مشاكل الأبوين من شأنها أن تدمر صحة الطفل النفسية والجسدية.

 

 

 

 

 

المصدر: مجله حواء -ايمان الدربى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 490 مشاهدة
نشرت فى 23 نوفمبر 2013 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,699,343

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز