كتبت اميرة اسماعيل
جربت تواجه مشكلتك؟ تشوف نفسك بعيون غيرك ولا دايما شايف الأمور من وجهة نظرك إنت؟ جربت تقف على منطقة واحدة من كل أطراف المشكلة سواء كنت طرفاً فيها أو عنصراً مساعداً لحلها ؟ أعتقد أننا أولا بحاجة للتوقف على رؤية أنفسنا كضحايا لأى مشكلة , فمهما كبرت المشكلة أو عظمت .. لها حل , وسواء اقتربت من الحل أو ابتعد عنك ستجده إذا ما تغيرت نظرتك للمشكلة وبدأت فى تحليلها بشكل مختلف وهادئ .. وإليك عزيزي القارئ أفكار مختصرة ومرتبة وتجارب لمن تعامل مع مشاكله بكافة أنواعها وأطرافها ..
تقول أميمة عبد السلام (45سنة) - ربة منزل - لقد واجهتنى مشاكل عديدة فى بداية زواجى وكادت فى إحدى المرات أن تصل إلى الطلاق وتصورت حينها أن حياتي الأسرية لن تستمر رغم وجود أطفال إلا أن أبى – رحمه الله – تدخل بطريقته الحكيمة لحسم المشكلة دون إنصاف طرف على حساب الآخر واستمر زواجى إلى الآن بأحسن حال ولا مانع من بعض الأزمات إلا أننى تعلمت أن أكون صبورة وأرى الأمور من وجهة نظر الآخر حتى يمكننى التعامل معى أى مشكلة.
"مشاكلنا لا تنتهى والأهم هو كيفية التعامل معها " هذا ما أشارت إليه رشا السيد (35سنة) موظفة , فمشاكل العمل والحياة والأسرة كلها تحتاج للصبر والتروى وإن كانت هناك مشاكل أو أزمات تجعلنا نفقد أعصابنا فى التعامل معها ولكن الاهم هو العودة للتفكير بطريقة إيجابية والابتعاد عن النظرة السوداوية للأمور ودائما نلتمس الأعذار للطرف الآخر.
حياة بلا نزاع
وتضيف نهى عادل(30سنة) طبيبة , أننا لو لجأنا للود واللطف فى التعامل معى الآخرين لصارت الحياة أهدأ بدون منازعات ومشاكل ، وأن الاستماع للآخر فى حد ذاته جزء كبير من حل المشكلة ويا ليتنا نتعلم الإنصات للطرف الآخر والإحساس بمشكلته ومحاولة التعامل معها بإنسانية قبل العقلانية.
وتحكى شروق عادل(21سنة) طالبة عن مشاكلها – التى يراها البعض تافهة- و تؤرقها , فلا أحد يفهمها داخل أسرتها وهذا سبب لتوتر العلاقة بينها وبينهم , فلا اتفاق ولا نقاش ولا احتواء , كل هذا أدى لفشلى فى الدراسة وقررت الجلوس فى المنزل حتى تهدأ منازعاتى معهم وغالبا لا يفهمونى أو يفهمونى خطأ وأنا لا أستطيع أن أتفاهم معهم .. وإلى الآن لم نجد الحل !
وجهة نظر
" لا تنغمس في المشاكل بل أعط لنفسك فترة ثم فكر" هذا ما أشار إليه حسن المحمدى (40سنة) أعمال حرة, وحاول الوصول إلى حلول وسط ترضيك وترضي الطرف الآخر وراعى الحاجات الإنسانية له وكذلك لا تأتى على حق نفسك.
ويحذر سامى خليل (50سنة) موظف , من مواجهة النقد وموجات الغضب من الآخرين بنفس الأسلوب , وتجنب الدخول إلى دائرة الهجوم حتى لا تزيد الأمور صعوبة لا تستطيع عندها التحكم فى زمام المشكلة ، وتصير أزمة نتيجة لرد الفعل السلبى وخاصة عندما تسود العصبية فى التعامل مع اى موقف ويتحول لأزمة.
" لا تكن على أخطائك محام وعلى أخطاء غيرك قاض " بهذه الكلمات أوضح عبد السلام محمد (35سنة) مدرس , أننا نحب الدفاع عن أنفسنا ضد أى اتهام فى حين أننا نسعى لإدانة أى طرف إذا ما وقع فى مشكلة أو أزمة وهذا سلوك خاطىء يساعد على تفاقم وتوتر العلاقات الإنسانية وقد يسبب مشكلة من غيرى مشكلة!
ويرى سامح السيد(30سنة) موظف , أننا جميعا عرضة للمشاكل , فلابد للتعامل مع المشكلة بشكل نهائى حتى لا تؤرق حياتى , ولنتوقف عن رؤية أنفسنا كضحايا لأى أزمة أو مجموعة مشاكل , فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة والأهم هو التعلم من مشاكلنا وتغيير وجهة نظرنا للأحسن.
رد الفعل
يرى د. وائل الكوميلى - خبير التنمية البشرية - أن مشكلتنا ليست فى الإحساس بالضعف أو قلة الحيلة اتجاه أى مشكلة ولكن الأهم هو رد الفعل لوقوعنا فى هذه المشكلة , هل سنقف مكتوفى الأيدى نتحسر على ما نحن فيه أم نسعى لاتخاذ رد فعل إيجابى والتفكير بتروى فى هذه المشكلة ومحاولة إيجاد الحلول المتوقعة لها.
أمر طبيعى
التعرض لأى مشكلة هو أمر طبيعى ، لذا يجب التعامل مع المشكلة بالآتى , أولا الاعتراف والإقرار بأن هناك مشكلة ويجب حلها , وبعدها نحلل المشكلة بكافة أطرافها وأسبابها ومن المستفيد من المشكلة وأين الضرر وعلى من , علينا معرفة ما إذا كانت هذه المشكلة متكررة أم أنها طارئة "أزمة وتعدى" , وهنا يتضح لنا أننا بحاجة إلى حل فورى أو أن هناك مشكلة تستعدى "مسكناً " أى حلاً مؤقتاً لحين الاستدلال لحل نهائى , وأولا وأخيرا معرفة حجم المشكلة دون تضخيم أو تهويل أو استهانة ونصيحة هامة ,ضع نفسك فى أسوأ تصور للمشكلة حتى ترى حلول أخرى وزوايا مختلفة للمشكلة وهذا سيفيدك كثيرا فى التوصل لحل سليم.
التجاهل .. الابتسام
ويوضح د. وائل الكوميلى أن التجاهل يعد حلا ذهبيا لعديد من المشاكل ولكن هناك وقتاً لابد من الخروج من التجاهل ومواجهة المشكلة بنفس الخطوات السابق ذكرها, وقد تكون"الابتسامة" هى الحل السحرى لأى مشكلة إذا كانت بطريقة إنهاء خلاف أو من أجل بداية أفضل بعد حدوث المشكلة.
فكرة سيئة
وترى د. سوسن فايد - أستاذة علم النفس الاجتماعى - أن ثقافة " يا بخت من بات مظلوم ومابتش ظالم " هى السبب وراء رؤيتنا فيما بعد أننا "ضحايا " للعديد من المشاكل والأزمات فى حياتنا , لذلك نحن بحاجة لتعديل سلوكياتنا وتفكيرنا , فكل من له حق أو طرف فى مشكلة عليه التعامل معها بتروى وحيادية وإن تدخل أطراف أخرى عليهم تهدئة الأمور وإلا صارت فوضى وسادت الكراهية بين جميع الأطراف, ولا تصدر حكماً على مشكلة أو أزمة وأنت لا تشعر بقيمتها وتأثيرها على صاحب المشكلة.
وتذكر أن أى مشكلة لها حل .. فابحث عنه.
أميرة إسماعيل
ساحة النقاش