كتبت -نبيله حافظ
عندما تغيب الأخلاق وتموت الضمائر في التعاملات بين البشر قولوا علي الدنيا السلام .. فلا يمكن أن تكون هذه حياة بل هي غابة يسكنها الحيوانات وفيها يفترس القوي الضعيف ، ولا مكان فيها لمن جار عليه الزمان وسلبه صحته وقوته .
هذا هو- للأسف - حالنا الآن ، فالأرض التي نعيش ونحيا عليها باتت لا تتسع إلا للأقوياء أصحاب العضلات الذين يستقون علي خلق الله الضعفاء ويستعرضون قوتهم بكل غلظة وبجاحة دون واعز من ضمائرهم ـ هذا وإن كان لهم ضمائر أصلا - والغريب أنهم لا يخجلون أو يستحيون من تصرفاتهم الهوجاء هذه كما لو كانت هذه التصرفات أمر طبيعي وغير خارجة عن قاموس الحياة الذي فطر الله عليها البشر وطالبنا بها رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم الذي قال في حديثه : " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا " .
فلقد تفتحت عيوننا جميعا علي مبادئ وأخلاق إنسانية قبل أن تكون إسلامية وأهمها احترام وتوقير الكبير ، أي كبير قريباً أو غريباً ، فكنا نجد في وسائل المواصلات من يترك مقعده لرجل مسن أو امرأة مسنة ، ونشاهد من يأخذ بيد الكبير ضعيف البنيان ليعبر به الشارع أو ليحمل عنه أمتعة لا يقوي علي حملها ، أو من يتبرع ليقوم بتوصيله إلي المكان الذي يريده ، كل هذه التصرفات كانت طبيعية وتتوافق مع أخلاق البشر ولكن للأسف كل شئ تغير من حولنا ولم تبق الأخلاق التي تربينا عليها كما هي وأصبحنا نشاهد النقيض لكل شئ ولكن لم نكن نتخيل أن يأتي يوم علينا لنشاهد هذا المشهد المأساوي الذي شاهدناه علي مواقع التواصل الاجتماعي وعلي المواقع الإخبارية لهذا الوحش البشري الذي تجرد من كل معاني الإنسانية وقام بصفع امرأة مسنة تجاوزت الثمانين وهي تحمل صورة الفريق السيسي أمام أكاديمية الشرطة أثناء محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي وعندما استوقفتها إحدى كاميرات القنوات الفضائية وسألتها عن سبب تواجدها في هذا اليوم ، أجابتها السيدة العجوز بكل تلقائية وبساطة : " أنا جيت علشان بلدي وجيشي وشرطتي وشعبي " فإذا بهذا الوحش الكاسر يصفعها بيده علي وجهها.. شلت يداك أيها الخسيس الجبان ، إنك عار علي البشرية ولم تجد من يربيك ويعلمك معني الإنسانية والرجولة..العيب ليس فيك ولكن في الأهل الذين الهت الحياة علي تربية ابنهم علي الخلق القويم ومبادئ الإسلام السمحة التي تطالبنا بأن نوقر كبيرنا ونرحم الضعيف فينا ، وهذه المرأة الضعيفة لم تكن تقوي علي رفع يدك عليها لو كان بجوارها رجل يحميها ، منتهي الندالة والخسة أن تستغل ضعفها وقلة حيلتها وعدم وجود سند لها وتمد يدك الخبيثة عليها فلو كنت رجلاًً بحق لكنت رفعتها علي رجل مثلك ولكنك جبان لا تقوي إلا علي النساء الضعيفات اللائي لا حول لهن ولا قوة .
ولكن من لم يربه الأهل تربيه القوانين ورجال مصر الشرفاء ، فلقد ثار هؤلاء الرجال الذين تواجدوا بالمكان وقاموا بتلقينه علقة ساخنة هي أقل ما يستحقه هذا الوغد الجبان ، ولم يكتفوا هؤلاء الشرفاء بهذا بل قاموا بفضحه علي شبكات التواصل الاجتماعي وتمكنوا من معرفة هويته ، وخلال ساعات كان هذا الخسيس قابعا في قسم الشرطة بعد أن تم القبض عليه وتقديمه للعدالة التي حتما ستنصف هذه المرأة وستعطيها حقها وتصب علي هذا المارق أقصي عقاب ليكون عبرة لمن يعتبر وليصبح درسا لكل من لم يعلمه الأهل أو تعلمه الأيام ..!
ساحة النقاش