كتبت -ايمان عبد الرحمن 

"سلوي عبد الحميد الأستاذ بقسم بحوث الزجاج بالمركز القومي للبحوث، باحثة متميزة، تخرجت في كلية العلوم جامعة القاهرة عام 1991 والتحقت بالعمل بالمركز القومي للبحوث، حصلت علي جوائز عديدة ومكنتها أبحاثها المتميزة من الحصول علي جائزة التميز في مخرجات البحث العلمي لأربعة سنوات متتالية من عام 2009 حتي 2012، وحصلت مؤخرا علي جائزة من جوائز الدولة للأفراد وهي جائزة د. جمال أبو العزم فى مجال علوم وتكنولوجيا الزجاج من أكاديمية البحث العلمى لهذا العام.

 حديث طويل جمعنا عن البحث العلمي وعن أهم ما توصلت إليه في هذا الحوار..

نتحدث أولا عن الجوائز، هل هذه هي حصيلة ما حصلت عليه من جوائز؟

حصلت بفضل الله علي سبعة جوائز، جائزة د. فينيس كامل جودة فى مجال علوم المواد وتطبيقاتها من أكاديمية البحث العلمى سنة  2008، وجائزة التميز فى النشر العلمى الدولى من المركز القومى للبحوث 2009، وجائزة أعلى نقاط فى المخرجات العلمية من المركز القومى للبحوث  لأربعة سنوات متتالية، كما حصلت علي  جائزة التشجيع العلمى فى مجال الكمياء غير العضوية لعام من المركز القومى للبحوث، ودخلت في موسوعة لأفضل علماء العالم الحمد لله "Marquis whos who in the worid "  

          ثم في عام 2010 حصلت على جائزة التميز في النشر العلمي الدولي من المركز، وفي 2011 أيضا حصلت علي نفس الجائزة، ثم الجائزة الأخيرة من جوائز الدولة للأفراد وهي جائزة د. جمال أبو العزم في مجال علوم وتكنولوجيا الزجاج من أكاديمية البحث العلمي.

تخصصك هو الزجاج السيراميكي المتقدم .. أولا حدثينا عن هذا التخصص؟

باختصار هذا الزجاج له استخدامات كثيرة ومميزة، ويستخدم في صناعة  الأجهزة الطبية والهندسية والتصوير وأحيانا يدخل في صناعة أجزاء من السيارات وفلاتر المياه والهواء.

 وما الجديد الذي أسهمت به أبحاثك في هذا المجال؟

بفضل الله توصلت إلي زجاج سيراميكي له خواص مغناطيسية ويتكون من حبيبات صغيرة في حجم النانو يستخدم في علاج بعض الأمراض مثل مرض السرطان، وكحاملات للأدوية بمعني أن يكون موصل للأدوية للمكان المحدد الذي به المرض، وأيضا تمكنت من الانتفاع بالمخلفات وتحويلها إلي مواد يمكن الاستفادة منها، فمثلا نستورد الحديد الخام بشكل معين دائري لكي يوضع في أفران الحديد، ولكن عند النقل علي السفن  يتكسر منه الكثير ولا يستفاد إلا من القطع الكاملة فقط والباقي يهدر، أخذت هذه القطع المكسرة واستطعت الحمد لله من عمل  مواد مغناطيسية لها صفات مغناطيسية عالية، وأيضا في عمليات تصنيع أسياخ الحديد تحدث عملية أكسدة ويتم سنفرتها ويخرج من هذه العملية أطنان مخلفات فأخذت هذه المخلفات وصنعت منها زجاج سيراميكي مغناطيسي له خواص عالية من مخلفات الحديد.

حدثينا أكثر عن أبحاثك في علاج السرطان ؟

 أبحاثي ستساعد في العلاج، والفكرة أن يتم استخدام هذا الزجاج الذي بحجم النانو كموصل للدواء، ومن أهم مميزاته أنه غير سام للجسم ولا يميت الخلية وآمن جدا، والأبحاث نجحت علي تطبيق الخلية المعزولة فقط وكانت نسبة النجاح 80% والمرحلة القادمة هي تطبيقها علي الحيوانات وهو مشروع ممول من أكاديمية البحث العلمي.

وما الفترة الزمنية للانتهاء من هذا البحث؟

هذه الأبحاث تأخذ فترة زمنية ليست بالقليلة، والبحث كما قلت في مراحله الأولي.

وبالحديث عن البحث العلمي .. ما هي أكثر المشكلات التي تواجهك كباحثة؟

صدقا الأجهزة متوافرة إلي حد ما، ولكن التمويل بطيء جدا، فحتي يتم الموافقة علي تمويل المشروع من الأكاديمية انتظرت سنة فتمت الموافقة بعد فترة كبيرة جدا، وهذا البطء نعاني منه ربما لأحداث البلد التي نمر بها غير المستقرة لكنها أثرت علينا كباحثين.

هل سجلت هذا البحث كبراءة اختراع ؟

لا لم أسجله، وأنا أعترف أنني بطيئة في هذه الإجراءات وأنوي تسجيله قريبا.

بالنسبة لصناعة الزجاج في مصر - سؤال محير -  بالرغم من أننا نمتلك مواد خام إلا أننا لسنا متميزين في هذه الصناعة .. في وجهة نظرك ما هي الأسباب؟

للأسف الشديد، نحن نمتلك المواد الخام والرمل ومع ذلك نصدرها إلي الخارج ليتم لها تنقية بسيطة ثم نستوردها مرة أخري بسعر أعلي، وهو إهدار لهذه الثروة، فيمكننا أن ننقيها نحن لأن هذه التنقية عملية سهلة وبسيطة وليست معقدة، ثم نصدرها نحن بسعر أعلي ولكن هذا لا يحدث للأسف.

وهل نستطيع القول إن صناعة الزجاج في مصر صناعة متقدمة ؟

استطيع أن أقول إنه يوجد تخوف من تطبيق أي جديد في هذه المصانع، فيتخوف أصحابها من  تطبيق ما نتوصل إليه من منتجات  أو تحسين خواص ويفضلون خط الإنتاج الذي تعودوا عليه فهم يخافون من التجربة.

نرجع للبحث العلمي مرة أخري .. ما هي أمنياتك التي تتمني الوصول إليها في أبحاثك؟

أتمنى أن أصل إلي شيء يمكن أن يفيد الناس عندما يطبق حتي لو بعد مماتي.

وبالنسبة للبلد؟

أتمني أن يرجع الناس قلوبهم علي قلب بعض . ولا أري هذا الانقسام في الشارع بين فصيل سياسي وآخر.

هل كونك باحثة أثر علي حياتك الأسرية؟

الحمد لله أوفق بين عملي وبين بيتي، ولم يشتكِ زوجي من طبيعة عملي بل يشجعني دائما، ولي بنت أولي ثانوي وولد أولي إعدادي وتتمني ابنتي أن تتخرج فى كلية العلوم مثلي فأنا مثلها الأعلي وهذا يسعدني بالطبع، زوجي دائما ما يشجعني علي أبحاثي ويسألني عن الجديد وعن التفاصيل رغم اختلاف طبيعة عمله عني، أما والدي ووالدتي أطال الله في عمرهما يرجع هما الفضل الأول والأخير لما وصلت إليه من نجاح من تشجيعهما لي في كل مراحل حياتي و حتي الآن.

إيمان عبد الرحمن