مروة لطفي
لم أكن أتصور أن موافقتى على الزواج بمنزل أهل زوجى سيكون سبباً فى أن أكون إحدى صاحبات القلوب الحائرة .. فأنا ربة منزل فى أواخر العقد الثانى من العمر .. بدأت حكايتى منذ 4 سنوات حين تقدم لى شاب يكبرنى بثلاث سنوات و لديه شقة فى منزل والده ، حيث خصص له و لكل من أخواته البنات دور فى العمارة التى يمتلكها .. ولأنه يعمل بإحدى شركات البترول بالغردقة , ويتطلب عمله الإقامة هناك .. لم أقف طويلاً أمام السكن مع أسرته خاصة أن كلانا شعر بالارتياح للآخر ، كما اتفقت معه على ترك عملى بالبنك الذى كنت موظفة به حينذاك لمرافقته إلى مقر إقامته .. و بالفعل , تزوجنا لنعيش معاً بالغردقة دون خلافات تذكر، فشعرت أننى أسعد زوجة على وجه الكون .. حتى عدت إلى بيتنا فى أجازة بالقاهرة لتنقلب الأحوال رأساً على عقب حيث تتدخل والدته و أخواته فى كل كبيرة و صغيرة ، فضلاً عن جرس الباب الذى لا يتوقف من أولاد أخواته ليأتوا بحجج فارغة كى يتجسسوا علينا ؟! و لا أنكر ضيقى من ذلك و لفت نظر زوجى لكنه حاول تهدئتى و امتصاص غضبى , لذا صمت على مضض خاصة أننا لا نأتى للقاهرة إلا على فترات متباعدة .. هكذا , مضى ثلاثة أعوام من زواجى أنجبت خلالهم طفلاًً اقترب فى عامه الثانى .. و لأن الرياح لا تأتى بما تشتهى السفن , فقد انتقل زوجى لمقر الشركة بالقاهرة لتبدأ سلسلة لانهائية من المشاحنات بسبب تدخلات أسرته , و قد طلبت منه بيع الشقة و الانتقال لأخرى بعيداً عنهم لكنه رفض و يطالبنى بالصبر و التحمل متعللاً بحبهم الشديد !.. و طبعاً هذا الوضع يقلقنى بشدة فيكفى أننى لا أستطيع أن أستقبل أحد أقاربى أو صديقاتى إلا و إحدى أخواته ترن جرس الباب لتشاركنا قعدتنا ، فضلاً عن مراقبتهم لى من الشباك بمجرد سماعهم غلقى لباب شقتى .. ماذا أفعل ؟!
ج م "مدينة نصر"
- العلاقة الزوجية لها قدسية خاصة , فلكل منا خصوصياته التى يرفض أن يتعدى عليها أحد .. و هو ما لم يتفهمه أهل زوجك و أدى لمعاناتك , فقد أخطأتِ في بداية حياتك عند قبولك لتدخلاتهم بحجة إقامتك خارج القاهرة و من ثم اعتبروا سكوتك عليهم بمثابة حق مكتسب يمنحهم ترخيص لمشاركتك تفاصيل الحياة اليومية !.. و قد ساهم قبول زوجك لتصرفاتهم فى تفاقم الوضع , لذا عليكِ مواجهة شريك عمرك بوضوح باستحالة الاستمرارية على هذا المنوال و ضرورة وضع خطوط حمراء داخل بيتك لا يجوز لأحد تخطيها، مع أهمية إعلان موقفك لأهله بشرط مراعاة اللباقة و الدبلوماسية فى توصيل وجهة نظرك حتى لا يأتى هذا بنتيجة عكسية تزيد الوضع سوءً ، وتذكرى أن حماتك و أخوات زوجك هم بمثابة أمك و أخواتك فما لا ترضينه من عائلتك لا تقبلينه منهم ، فإذا نجحتِ في إشعارهم بذلك وصلتِ لما تريدين برضاهم .
ومضة حب
الضمير الغائب !
انتهينا ,.. و كأن حكاية حبنا فصل من كتاب العشق يسهل غلقه مع قراءة اَخر سطر ! و الكلمات .. الفواصل .. و النقاط .. كلها مشاعر تشويقية من وحي خيالك تضفى بها مذاق خاص لمحتوى الرواية !.. فإذا كانت أحاسيس البشر عندك مجرد بضعة أحرف تبعثرها على الورق .. بعدها , تلملم كتاباتك و تدفنها بين طيات الذاكرة .. فأنت أيضاً لا تزيد في نظرى عن قناع زائف لا يعرف عن الضمائر شيء سوى تلك المدونة فى كتاب النحو تحت مسمى " الضمير الغائب"!
بين منطوق لم يقصد و مقصود لم ينطق , تضيع الكثير من المحبة .. جبران خليل جبران
ساحة النقاش