أميرة إسماعيل

عندما يرتبط الأمر بمشاعرنا تجاه أبنائنا يتنازل العقل ويحتل القلب المكانة الأكبر وقد يحدث العكس  بفعل الخوف عليهم و كل ما يتعلق بمستقبلهم , فتختلف  طرق التعامل ولا يتغير الإحساس  بالحب  بل تتباين  أساليب تقييمنا ونظرتنا له..

 من هنا كان هذا التحقيق الذى يلقى الضوء على أخطائنا غير المقصودة في حق أبنائنا  لأن فعلا ما يربطنا بهم هى تلك الغريزة الطبيعية المسماة بالأمومة و الأبوة  و إن  خاننا التعبير عن حبنا الجارف لهم  ! .. 

 

- تقول عزة عادل (40 سنة) ربة منزل, قد يعتبر البعض أسلوبى غير صحيح مع أبنائى وبخاصة بناتى فلأننى أخاف عليهن وأخشى عليهم من أى خطأ أسعى لمعرفة أخبارهن ممن حولى حتى أضمن دائما أنهن لا يكذبن علي وهذا لحبى الشديد لهم وليست عدم ثقة بقدر ما هو قلق عليهن.

 

- وترى رشا سامح(35 سنة)مدرسة , أن الأم لا ترى أخطاء فى التربية لأنها تريد لأبنائها الأفضل فى كل شىء فمثلا أمنع أبنائى النزول للشارع خشية الاحتكاك الزائد الذى يجلب المشاكل فى حين يرى البعض أننى " أضيق الخناق" على أولادى ولكن من حبى وخوفى عليهم أريد لهم البقاء بجانبى ومتابعتهم دائما.

- " أخطأت فى حق ابنى  دون قصد , فكنت أريده قوياً , يعتمد عليه لذا دللته كثيراَ في الصغر و فرقت في المعاملة بينه و بين أخواته البنات اللاتي سهرن على راحته .. حتى لا يشعر بالحرمان من شيء فهل ساعد ذلك على تحمله للمسئولية فى الكبر ؟!  لقد أصبح شخصية متهورة  هذا ما أشار إليه عبد السلام محمد (50سنة) موظف و أضاف  : على الرغم من فخرى ببناتى إلا أن ابنى الوحيد مثار جدل دائم لعدم تحمله للمسئولية ولأننى أحبه بشدة أضغط عليه وأحنو عليه حتى يتغير ولا أظن أن ذلك يجدى نفعا بعد الكبر..!

- وللأبناء رأى -

- و للأبناء أيضاً رأى في أخطاء والديهم تجاههم و عنها يقول سامح شريف "22عاماً" طالب جامعي : من كثرة حبنا لمثالية أبنائنا أمام الآخرين إذا أخطأ الطفل يصيحون في وجهه: يا غبى , أنت غير مؤدب ..الخ وهذا أسلوب خاطىء وليس حبا.

- " افتقدت بشدة أحضان أمى وأبى بدعوى أننى "رجل" ولا يصح أن تؤثر في مشاعر الطفولة " هذا ما أشار إليه ك.السيد (20 سنة) طالب فبعض الآباء والأمهات يجهلون المشاعر الإنسانية التى تزيد من قوة وترابط الأسرة مما يؤدى للجفاء داخلها.

                              - الوعى التثقيفى-

- و تعلق الدكتورة سوسن فايد - خبيرة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية على الآراء السابقة - قائلة : إن العلاقة الأسرية بكافة أطرافها ونواحيها تحكمها التربية وأسلوب التنشئة وللأسف معظم طبقات المجتمع غير مؤهلين للتعامل بأسلوب تربوي صحيح ومدروس

 وبالتالى لايوجد علاقة إيجابية متكاملة أو شبه متكاملة للنموذج الأسرى الناجح.. ولأن الحب هو أهم وأول عناصر بناء الأسرة السليمة لابد من البدء منذ التنشئة بعيدا عن التطرف فى الحب أو القسوة والبحث عن طرق للتواصل النفسى الصحيح.

 وحتى يحدث ذلك علينا التركيز على الجانب التثقيفى وإحداث وعى شامل فى كافة أنحاء المجتمع – دون تهميش للعشوائيات أو القرى حتى نعالج نقاط الخلل ، فضلاً عن ضرورة البحث عن سبل للمصالحة بين تفكير الآباء والأبناء حتى نصل لأساليب جديدة تواكب تغيرات العصر .

- و يؤكد الدكتور شحاتة زيان - استاذ علم النفس - أن الأخطاء التربوية  لا يراها كثير من أولياء الأمور و يرجع هذا إلى تعاملهم مع أبنائهم  بنفس الأسلوب الذى تربوا عليه وبالتالى اختلاف رد الفعل من الأبناء يجعلهم فى حيرة لأنهم غير مقتنعين أن أسلوبهم به بعض الأخطاء, وقد يتصرف الأبناء بروح العصر فيصدم الآباء والأمهات ويرون فى ذلك جفاء وعدم تقدير لهم ...

علاج سلوكي 

- وتتفق الدكتورة ناهد عزت - خبيرة التنمية البشرية - مع الرأى السابق و تضيف أننا بحاجة  لإعادة صياغة الشخصية المصرية واستحداث أساليب جديدة للتعامل مع الأجيال القادمة لأنهم هم آباء وأمهات المستقبل وليكن الحب هو أساس كافة أساليب التعامل ولكن علينا توجيه هذا الحب لمكانه الصحيح حتى نتجنب أكثر الأخطاء فى حق أبنائنا مثل النقد الهدام وخاصة أمام الآخرين , عدم الوفاء بالوعود إن كانت بسيطة ولكنه سلوك متكرر , مقارنة بغيره بطريقه غير محببة.

 وكذلك الضرب والإهمال بكافة صوره وإحراجه أمام الآخرين كل ذلك وغيره قد يبرره البعض بأنه حب لأبنائهم ولكن نتيجته خطيرة , ومن الناحية الأخرى يتصرف الأبناء بتسرع مما يصدم الآباء فى بعض الوقت أو يتصف سلوكهم بالمادية أكثر من الشعور الإنسانى كل هذا يمكن تجنبه إذا قررنا فهم التربية السليمة بالحب وليس تقليد أعمى لسلوكيات الآخرين.

 

 

 

المصدر: مجله حواء -اميرة اسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 497 مشاهدة
نشرت فى 23 نوفمبر 2013 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,829,996

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز