كتبت : سماح موسى 

الكل يتغنى بحب مصر .. و يتصيد أخطاء الآخرين في حق هذا البلد .. لكن هل فكر أحدكم فيما يقدمه لوطنه؟!.. فقد يكون قصر دون أن يدرى في واجبه تجاهه, أو ساهم بغير قصد فيما ألت إليه البلاد من أوضاع نشكو جميعاً منها!.. وهو ما حاولنا التعرف عليه من خلال بعض الشخصيات العامة الذين قدموا كشف حساب لما وقعوا فيه وغيرهم من أخطاء رغم عشقهم لتراب هذه الأرض, فكان التحقيق التالي..

 

بدايتنا كانت مع د. حمدي عبد العظيم رئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية سابقاً وأستاذ الاقتصاد الذى اعترف بتقصيره فى حق الوطن قائلاً: لقد أخطأت بانشغالي في الندوات والعلم والبعد عن الاندماج في العمل السياسي فطلب مني الترشح في البرلمان كثيرا ولكنني رفضت وهذا يعد قرارا غير سليم  .. ومن ناحية أخري رفضي للإعارة أكثر من مرة للدول العربية وقد يدر ذلك علي البلد بالفائدة والنفع من خلال جمعي للأموال التى تساعد في إقامة مشروعات تعمل علي نمو الاقتصاد وسأصحح خطئي بالترشح في انتخابات مجلس الشعب القادمة، ويؤكد د. حمدي علي أن السلوكيات الخاطئة التى يرتكبها البعض معتقداً أنها ستؤدى للإصلاح  كالإضرابات  وتعطيل العمل وتدمير الاقتصاد وهذا يؤثر سلبا علي التعليم والصحة  والمواصلات كما يزيد من ديون الدولة .. وكل هذا ينتج عنه مزيدا من الهدم بدلاً من البناء. 

                                  الامتناع عن المشاركة 

 أما د.عزة عزت أستاذ بكلية الآداب بجامعة المنوفية- فترى أنها نموذج للإنسان المصري الكسول  في حق بلده! وتقول: تعاملت بسلبية مع الحياة السياسية فلم أصوت في الانتخابات ولم أنزل للتظاهر إلا في 30 يونيو فاقتصر دورى على التدريس و تأليف العديد من الكتب السياسية منها (الرئيس الذي نريد والرئيس الذي نسحق ), ( صورة الرئيس )..  وأخيرا أدركت قول سقراط (إن الثمن الذي يدفعه البسطاء في عدم اهتمامهم بالسياسة أن يحكمهم المستبدون)، ولكي أصحح مسارى سأشارك في خدمة بلدي علي قدر المستطاع دون الانتماء لأي حزب.

لاشك أن خطأنا الفادح كان في  مساندة  للإخوان  .. بهذه الكلمات بدأت د. أمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية حديثها وأضافت أن حوالي 80 % من المصريين تعاطفوا مع الخطاب الديني الذى قدمه الإخوان عبر قنواتهم الفضائية ولكي لا نعيد ذلك الخطأ ثانية علينا ألا ننخدع  بالمظاهر والكلمات, وأن نحسن الاختيار فقبل أن نعطي صوتنا لأحد نتأكد من إتيانه بأفعال تخدم صحيح الدين و تعلو من قيمة الوطن.

نشر الشائعات 

 أما عازفة البيانو العالمية مشيرة عيسى فترى أن أكبر خطأً يرتكبه المصري في حق بلده تداول الشائعات قبل التأكد من المعلومات والتدخل في شئون الغير دون وجه حق وتعطيل من يعمل بضمير.

 يتفق د. محمد مكين أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة الزقازيق- مع الرأي السابق ويضيف أن التشبث بالرأي سلوك  خاطئ نقوم به دون قصد في حق مصر بالإضافة إلي التخريب وقطع الطرق وقتل روح بريئة دون وجه حق.

                       السعي دون وعي 

 أما د. أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية فيؤكد أن الخطأ الجسيم الذي يرتكبه كل مصري هو السعي بدون وعي أي عدم معرفة إذا كانت الخطوة التي يخطوها تفيده وتفيد بلده أم لا بل أن السواد الأعظم من المصريين لا ينظرون إلا لانتماءاتهم الشخصية والسياسية والدينية بغض النظر عن مصلحة الوطن وهذا ما أدخلنا في مآسي كثيرة لا نعرف متي سننتهي .. كما أن عدم اتفاقنا علي شخص يقود البلد أعطي للإخوان فرصة للتمكن من الحكم وسرقة ثورة 25 يناير .. فنحن نحتاج إلي تقوية انتماءنا للوطن حتي لا نضر بمصلحته.

الرشاوى والإهمال

"كثرت الرشاوى لإنجاز أي عمل" بتلك العبارة بدأ الناقد الصحفي طارق الشناوي حديثه وأضاف.. أن هذا السلوك يتنافى مع مفهوم حب الوطن، كذلك أتعجب من شكوى المصريين من عدم نظافة الشوارع بينما هم من ساعدوا في ذلك بإلقاء القمامة فيها! بعكس ما كانت عليه الأحياء في الأربعينيات فكان يضرب بها المثل في النظافة حتى أن الصحف الأجنبية  كانت تشيد بنظافة مصر بل وتمنت يوماً (أن تكون باريس مثل مصر في النظافة ).. 

ويشير د. وائل الكميلي خبير التنمية البشرية  إلى خطأ آخر يرتكب في حق الوطن و هو عدم تقبل الاختلاف في الرأي ويضيف أن البعض يخطئ في حق مصر  بتصدير صورة سلبية عنها من خلال الأفلام السينمائية الهابطة أو مواقف سيئة يصدرها بعض المصريين المقيمين بالخارج للأجانب.

 

أمور صغيرة

 

ويقول د. محمد شعلان مدير وحدة الوقاية والاكتشاف المبكر بمعهد الأورام القومي بجامعة القاهرة إن عدم مراعاة حقوق الآخرين دون قصد بالإضافة إلي الانشغال في الأمور الصغيرة كالتركيز علي الاختلافات والانتماءات السياسية والبعد عن التفكير في الأمور الكبيرة وهي أننا جميعا عائلة واحدة هدفها مصلحة الوطن الأكبر مصر  يعد أخطر خطأ لنا .. أما عن الخطأ الذي ارتكبته  شخصياً  في حق وطني فهو عدم تقييمي الصحيح للشباب المصري, فنظرت إليه علي أنه شباب "النت والفيس بوك واللهو" ولم أكن أعرف أن هذا الشاب سيقلب الحكم ويغير البلد.

 

 

المصدر: مجله حواء -سماح موسى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 343 مشاهدة
نشرت فى 23 نوفمبر 2013 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,691,103

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز