إيمان الدربي
مصر أسوأ مكان بالعالم العربي ممكن أن تعيش فيه المرأة" هذا ما ذكرته وكالة " رويترز " للأنباء من خلال دراسة استعانت فيها بخبراء متخصصين في مجال قضايا المرأة لتكون مصر في قاع القائمة التي ضمت 22 دولة عربية نتيجة لما تعاني منه النساء المصريات من زيادة العنف الممارس ضدهن ووجود قوانين تميز بين الجنسين .. تزامن هذا مع وقوف النساء المصريات أمام مجلس الشوري معترضين علي عدم التمثيل العادل للنساء في مسودة الدستور..تفاصيل هذا الاعتراض موضوعنا..
"مطالبنا هي .. هي .. العدالة والحرية .. مطالبنا في الدستور .. حق المرأة يكون موجود .. المصرية جاية تقول عايزة حقي في الدستور" هذه هي هتافات النساء أمام مجلس الشوري.
حواء التقت الأستاذة " تهاني البرتقالي" الصحفية بالأهرام رئيس جمعية أحباء مصر والتي تحدثت قائلة:- إننا نقف اليوم للمطالبة بحقوق المرأة التي غفلها الدستور بشكل غريب، وكلما تخيلت برلمان خالي من النساء أشعر بحزن شديد .. فما حدث هو إلغاء للكوتة مع وجود توصيات للأحزاب بأن توضع المرأة في مكان متقدم لذلك أنادي برجوع الكوتة للنساء في البرلمان القادم ولا أتصور لها بديلا .
وأكدت عندما سألتها عن وجود كوادر نسائية لدينا تصلح لتمثيلنا تحت قبة البرلمان قالت إنه بالفعل لدينا كوادر نسائية مبهرة تصلح لتمثيلنا في البرلمان رأيتهم يمثلون مصر في كل مؤتمرات العالم العالمية والعربية.
تمييز إيجابي
بعدها تحدثت معي"سهام فؤاد شاهين " مقرر فرع المجلس القومي بالقليوبية مؤكدة اعتراضها علي النص الذي وضعته لجنة الخمسين بأن الدولة تلتزم بتدابير كفيلة علي أن تمثل المرأة تمثيلا متوازنا ومشيرة إلى أننا نحتاج لتمثيل عادل يتعادل مع قوتنا التصويتية التي تمثل 24 مليون صوت وإذا لم يكن هناك دستور أو برلمان لا تمثل فيه المرأة بشكل عادل لن يكون هناك عيش أو حرية أو عدالة اجتماعية لأن المرأة تمثل نصف المجتمع والمسئولة عن النصف الآخر.
وأضافت أن مطلبنا بتخصيص 30% علي الأقل من مقاعد مجلس الشعب للمرأة لدورتين متتاليتين كتمييز إيجابي مؤقت .
تجريم العنف
أما "عزة كامل" الناشطة النسائية فقد تحدثت بحماس قائلة:- نقف اليوم للتمثيل العادل للنساء وحتي يكون هناك كوتة لهن لأن الذي يصل لنا أن اللجنة رافضة الكوتة ورافضة كلمة تمثيل عادل وتم وضع تمثيل مناسب وملائم نيابة عنها، ويجب أن يكون هناك تجريم للعنف ضد النساء والتحرش والاتجار بهن ولو لم يكن لدينا تمثيل عادل للنساء في البرلمان معني هذا أنه لن نستطيع سن قوانين.
وردت علي بعض الأقاويل التي تشير إلي أن إلغاء الكوتة كان مطلب بعض الناشطات النسائيات والشابات المشاركات في الثورة أن هذا ليس بصحيح وأنه حتي لو كان هذا في البداية إلا أنهن اكتشفن أن هذا كان خطأ يجب تداركه.
عدالة التمثيل
وتستكمل الحديث الناشطة النسائية "مني قرشي" مؤكدة أن السادات وحسني مبارك أعطيا كوتة للمرأة والآن يحرمنا منها الليبراليون؟ المفروض أننا شاركنا في هذه الثورة ليصبح لنا مكتسبات وعدالة في التمثيل وليس ليتم فضحنا أمام العالم الأفريقي والعربي بهذا التمثيل المتدني، ونحن نطالب بعدالة في التمثيل للمرأة يليق بحضارة مصر وبعطاء المرأة من ثورة 1919 ويليق بمشاركتها في كل الحروب.
وأشارت "زينب أحمد حسن" من جمعية - برلمان الدفاع عن نساء مصر - إلي صوت المرأة المصرية في الثورات معبرا عن تواجدها ويجب أن ينص الدستور علي نسبة تمثيل النساء في البرلمان ولا يتركها للأهواء، فروندا لديها كوتة مرأة تمثل56% ومصر التي لديها حضارة 7000 سنة لا يكون لديها كوتة مرأة؟!
مشكلات الغاز
ببساطة تحدثت "هالة فوزي عبد الله" من الإسكندرية قائلة:- نطالب بأبسط حقوقنا في تمثيل عادل للمرأة في البرلمان حتي تستطيع التعبيرعن مشكلاتنا .. مشكلات الغاز والعيش والغلا والمرأة المعيلة والمطلقة والمعاشات، فلا يستطيع التعبير عن المرأة وتوصيل مشكلاتها سوي المرأة.
المناصب القيادية
أما"آمال غالب"– موظفة مصرية – فطالبت بأن تمثل المرأة تمثيلا لائقا بمكانة المرأة المصرية وبدورها سواء كان دورا سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا فكلنا نعلم ماتقوم به المرأة داخل الأسر المصرية وكيف أن غالبية النساء معيلات خصوصا في الفئات المهمشة وللعلم النساء اللائي يقفن ويطالبن بحقوقهن جئن من كل أقاليم ومحافظات مصر لأنهن يردن نائبات يعبرن عن مشكلاتهن الحقيقة ويدافعن عنهن تحت قبة البرلمان وبعد كل هذا المجهود ترجع المرأة المصرية إلي مربع صفر فهذا ليس ظلما للمرأة فقط ولكنه ظلم للثورة كلها.
مدنية الدولة
"نحن مجموعة من السيدات المستقلات والأحزاب والحركات النسائية أتينا لنطالب بتمثيل عادل للمرأة بدأ من البرلمان ونطالب بمدنية الدولة وحذف كلمة مدنية من المادة الأولي نعترض عليه فنحن نصر علي مدنية الدولة ونعيب علي "المادة 11" التي اختزلت المرأة في الأمومة والطفولة فقط متناسين دورها الريادي في كل الأمور مع تزييلها بكلمة ألا تتعارض مع مباديء الشريعة الإسلامية فالشريعة دائما مع المساواة وليست ضدها" هذه هي كلمات السيدة "مني منير" أمين عام المرأة بالمصريين الأحرار وأمين جبهة المرأة العربية.
حق الأقباط
أما السيدة ألفت من جمعية "مصريات مع التغيير" قالت:- جئت لأدافع عن حق المرأة وحق الشهيدات المضحيات في الثورتين السابقتين وعن حق المرأة في تمثيل عادل في الدستور وحق أقباط مصر الذين دفعوا ضريبة باهظة في الثورتين فقد حرقت منازلهم وسحلوا وسرقت محلاتهم في الصعيد، فأرجو من لجنة الخمسين ومن الأستاذ "عمرو موسي" النظر بعين العقل لوضع الأقباط والمرأة.
"لو لم يكن هناك تمثيل عادل للنساء في البرلمان لن يسألوا عنا" بهذه الكلمات تحدثت السيدة "بهية شوكت" من الخصوص بمحافظة القليوبية وأضافت .. نريد زيادة المعاش للأرامل وللنساء المعيلات حتي يستطيعوا إعالة أولادها.
معوقات انتخابية
السيدة "أشجان" تعمل في مؤسسة لمناهضة العنف ضد النساء وأخصائي نفسي وتتعامل مع النساء المعنفات اللائي تعرضن للعنف أشارت أنها أتيت للتأكيد علي حقوق المرأة في الدستور لأنه ليس من الطبيعي أن تكون المرأة دائما وأبدا مشاركة بل هي العضو الفعال داخل المجتمع والأسرة وخصوصا في الفترة الانتقالية الأخيرة كان دورها واضحا وبارزا وبعد كل هذا يتم إغفال حقها وحرمانها من الكوتة؟!.
ولو رصدنا الانتخابات في الفترة الأخيرة سنجد أن المعوقات كثيرة ضدها سواء من قوانين الانتخابات أو الثقافة السائدة في المجتمع أو الأسرة التي تشكل الدعم لتلك المرأة أو المبالغ المالية التي تحتاجها أثناء الحملة الانتخابية كل هذا يجعل فرص ترشيح المرأة وانتخابها فرصة ضعيفة ولا يمكن يتم الاعتماد علي كفاءتها الذاتية فقط.
وأخيرا تحدثت "شيرين عبد العظيم" من حزب المصريين الأحرار مؤكدة أنها جاءت للمطالبة بكوتة للمرأة تعادل 30% مثل الكوتة التي سنها الرئيس جمال عبد الناصر للعمال والفلاحين وأضافت نحن نرسل تهديدا بأن المرأة لها 24 مليون صوت ولو لم نأخذ حقنا في الدستور سنصوت – بلا - للدستور كتصويت عقابي.
.
.
ساحة النقاش