لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة في انتظار رسائلكم على عنوان المجلة أو عبر البريد الإلكتروني [email protected]
مروة لطفي
الباحثة عن الأمومة !
حتى وقت قريب كنت أعتقد أن حلم الأمومة انتهى من تفكيري منذ زمن لكن يبدو أنني كنت واهمة !.. فقد أخذتني دوامة العمل في المجال الطبي.. ليمضي قطار العمر وأصل إلى أوائل العقد الرابع من العمر دون جليس أو ونيس!.. حتى والداي رحلا هما الأخريان عن الدنيا.. فأدركت بعد فوات الأوان أن النجاح العملي وحده لا يكفي!.. وهنا حدثت مفاجأة لم أتخيلها حيث جاءت لعيادتي فتاة في مرحلة المراهقة بصحبة والدها تعاني من ألآم شديدة بالمعدة, لأكتشف بعد الفحص أن ألآمها ناجمة عن القلق النفسي بسبب رحيل والدتها عن عالمنا منذ عام.. و لا أعرف كيف أو لما هي تحديداً دون باقي مريضاتي أصبحنا صديقتان حيث شعرت بأنها ابنتي التي لم ألدها.. و قد بادلتني مشاعر مماثلة حتى أصبحنا نلتقي في النادي..ويوم تلو الآخر توطدت علاقتي بوالدها أيضاً فأعجب كل منا بالآخر, وتقدم للزواج مني لكنه أشترط عدم تفكيري بالإنجاب.. فهو تخطى الخمسين من عمره و لم يعد قادراً على تحمل مسئولية جديدة !.. و لأنني أنا الأخرى تخطيت الأربعين فضلاً عن حبي الجارف لأبنته وافقت.. هكذا, تزوجنا ليمضى عام و أنا معه في سعادة لم أتصورها يوماً لكن يبدو أن دوام الحال من المحال !.. فقد انتابتني رغبة عارمة في الإنجاب و لم لا ؟!.. وهناك من هن في مثل عمري يحملن و ينجبن خاصة مع التحاليل الحديثة التي تكشف عن إصابة الجنين بأي عيب في الأشهر الأولى من الحمل.. وما أن صارحت زوجي برغبتي تلك حتى ثار معلناً رفضه القاطع للفكرة بل و خيرني بين البقاء معه دون إنجاب أو الطلاق كي أحقق أمومتي مع آخر!.. ماذا أفعل وأنا في مرحلة عمرية يصعب فيها المجازفة بأي قرار غير محسوب العواقب ؟!..
د م "القاهرة الجديدة"
- تعتبر الأمومة غريزة طبيعية داخل كل امرأة حتى لو أغفلتها أو بمعنى أصح تغافلت عنها لبعض الوقت حيث يظل حلمها كامن في العقل الباطن كي يطفو إلى أرض الواقع في حال ظهور أمل ليحققه.. وهو ما تعيشينه حالياً.. فبمجرد إتمام زواجك بدأ حلم الأمومة يداعب أحلامك متناسية ما تفرضه تلك الأمنية من شروط صحية بل و نفسية أيضاً قد لا تكون متوافرة لكي أو لزوجك وفقاً للمرحلة العمرية التي تمران بها, خاصة أنكِ طبيبة و من ثم أدرى مني بمخاطر الحمل فوق سن 40 !.. فإذا كنتِ مصرة على المخاطرة فعليكِ مناقشة زوجك بهدوء في أحقية تمتعك بلقب أم و لا مانع من إدخال أحد الأقارب اللذين يثق بهم لمساندتك.. فإذا لم يحالفك النجاح فعليكِ الاختيار بينه أو بين حلمك, وإن كنت أرجح الأول خوفاً من التمسك بالخيار الثاني.. فيضيع الاثنين!..
ومضة حب
مكان الأخر !
فكرت أن تضع نفسك مكان الآخر!.. تنظر للحياة حولك و كأنك نشأت في نفس بيئته وظروفه!.. تحلل الأمور وفقاً لعاداته و معتقداته!.. تخطط لغدك من منطلق واقع من تلومه و ليس واقعك أنت!.. تتصور ردود أفعالك تجاه خصومك كما لو أنك تعرضت لذات الظلم الذي تعرض له غيرك!.. و قبل أن تنصب نفسك قاضياً يدين كل من يخالف رأيك.. تتساءل.. ماذا لو كنت هذا الآخر؟!.. وهل حقاً أفعاله تستدعي تلك القائمة الطويلة من الأحكام التي أصدرتها ضده ؟!.. وإن لم يكن,.. فلماذا لا أعذره و أتقبله كما هو بدلاً من معاقبته على مواقف فرضتها عليه دنياه!.. ليتنا جميعاً نضع أنفسنا مكان الآخر..
أصعب معركة في حياتك عندما يدفعك الناس إلى أن تكون شخصاً آخر .. شكسبير
ساحة النقاش