المنصب لم يعد مغنما كما كان في الماضي.. والسلطة لم تعد تاجا علي رؤوس أصحابها.. كل شيء تحول وتغير وأصبح له صورة أخرى مغايرة لما كان عليه في السابق، والسنوات الماضية كانت كفيلة بأحداث هذا التغيير الجذري في حياتنا العملية، فبعد ثورتي 25 يناير،30 يونيو لم يعد الموعود بمنصب أو كرسي قيادي بمصر سعيد الحظ بل هو مكتوب عليه المشقة والتعب من أجل إرضاء مرؤسيه وتحقيق طموحات العاملين معه، المنصب لم يعد تشريفا بل تكليفا وعلي كل الطامحين له في أي مكان علي أرض مصر أن يدركوا ذلك وأن يعدوا أنفسهم للحساب حينما يتولون هذه المسئولية .
كل شيء تغير وعجلة الزمان لن تعود إلي الوراء لنبتلي بأشخاص معدومي الموهبة قليلي الإمكانيات يحتلون سدة الحكم والقيادة وهم غير أهل لها، لم يعد لدينا مزيد من الوقت لكي نهدره مع هؤلاء، كفانا ما ضاع منا وتخلفنا عقود طويلة عن باقي دول العالم، لن نسمح أبدا بذلك ولن نقبل أن يقود سفينة الوطن إلا من هو أهلا لها، من يشرفنا ويرفع رؤوسنا أمام باقي الشعوب، ومن يخدم وطنه وأهله حبا لهما وإرضاء للمولي عز وجل.
لن يحكمنا بعد من يحلم بالعز والجاه والسلطان لأن مصر لن تكون لمثل هذا الحاكم، لن نرضى برئيس لديه نهم للتفاخر والمنظرة ويتركنا نغرق في الجهل والفقر والأمراض، لن تكون مصر له أو لأمثاله ممن يتتوقون للمناصب والسلطة والقيادة، فمصر تغيرت وشعبها فتح الله عليه بنور البصر وقوة البصيرة، هذا الشعب الفطن الذي كان في الماضي يرضي بأقل القليل ويصبر علي ابتلاءات الحياة ويحتسب حقوقه لدي خالقه لن يصبر بعد ذالك علي أي حاكم ضعيف متخاذل يكتب عليه الخزي والذل والحرمان.
هذا الشعب الأبي قادر علي كل أنواع التحدي، لديه عزيمة وقوة وإصرار علي تخطي صعاب المرحلة مع زعيم يثق فيه وفي قدراته وفي حبه وولائه للوطن معه يجتاز الصعاب ويتحمل الشدائد ويسير على الأشواك لأن لديه إيماناً راسخاً بأن النجاح هو حليفة في النهاية، هذا الشعب يدرك حجم المخاطر ويجهز نفسه لها ويستعد لتبعاتها وهو يعلم يقينا ما تتطلبه هذه المرحلة من كد وتعب يستوجب معه أن يعمل ويصل النهار بالليل، ولما لا..؟ إذا كانت النهاية خير ورخاء وأمن واستقرار للجميع..!
وما يتتوق له المصريون في زعيمهم القادم الذي يحكم البلاد والعباد يتتوق له أيضا كل مصري داخل مؤسسته التي يعمل بها، فكلنا لدينا العزيمة والإصرار علي تحويل الفشل إلي نجاح والخسائر إلي مكاسب والتدهور إلي ازدهار ونماء، كل هذا يتحقق بالحب و الولاء والانتماء للبيت الذي ننتمي له، علينا فقط أن نخلص النوايا وأن نعاهد الله علي أن نعمل بأمانة وبإخلاص وأن ننسي الذات ولا نفكر إلا في مصلحة الوطن، وقتها سوف يفتح علينا المولي أبواب رحمته وينعم علينا بكل ما نتمناه
ساحة النقاش