حديث الصباح والمساء الآن هو انتشار الأنفلونزا بأنواعها المختلفة وفى عدد لا بأس به من محافظات مصر إن لم يكن كلها وبالتالى حدوث وفيات بين المرضى..أصابع الاتهام توجه لوزيرة الصحة وأنا لا أعرف لماذا هذا الهجوم الذى لا محل له من الإعراب على وزيرة أثبتت أنها أشد صلابة من الرجال فى قوة التحمل فى وزارة يشفق الرجال من الاقتراب منها.. وأتذكر وزير التعليم العالى الأستاذ الدكتور حسين خالد قال لى أثناء إجراء حوار معه زوجتى الدكتورة رباب جعفر قالت لى عندما عرفت أننى أصبحت وزيرا "إوعى تكون وزارة الصحة" بسبب مشاكلها الكثيرة وكتبت تصريح الوزير فى الحوار..ماذا تفعل الوزيرة د.مها الرباط أمام ميزانية تعبانة ومشاكل ليس لها أول من آخر..هل الوزيرة تقف أمام كادر الأطباء وتمنع عنهم الخير وهى طبيبة مثلهم قبل أن تكون وزيرة لهم..هل الوزيرة هى المسئولة عن انتشار مرض الأنفلونزا أم السبب نشترك نحن فيه جميعا بسبب عادات سيئة نقوم بها مثل العطس فى وجه الآخرين وكذلك السعال والكحة ولمس الأغراض الملوثة فلابد من الالتزام بتعاليم النظافة والصحة للتقليل من انتشار المرض، ولابد من عزل المريض فى غرفة لوحده لمنع انتشار العدوى بينه وبين المخالطين..أعتقد أن وزيرة الصحة غير مسئولة عن أسلوب النظافة الذى يجهله الكثيرون.
أما عن السبب فى انتشار المرض فهو نتيجة للعادات السيئة التى مازالنا نحرص عليها كالسلام بالقبلة فأعتقد بما أن المرض نشط وشديد فلابد من الاستغناء عن هذه العادة التى لا تزيد المحبة ولكنها تزيد العدوى بين المريض أو حامل المرض والآخرين..
فى مداخلة تليفزيونية مع الوزيرة التى تعمل ليلا ونهار قالت لها مواطنة
إنها مريضة وطفلها ونتيجة التحليل إيجابية وأخذت تصرخ بصوت عالٍ وبطريقة هستيرية وعندما طلبت الوزيرة منها الذهاب إلى أقرب مستشفى قالت لها المستشفى لا يوجد بها اهتمام وعرضت عليها الوزيرة أن ترسل لها سيارة الإسعاف فلم تجد أمامها حجة..فقالت"أنا خفيت خلاص"..لماذا هذا الهجوم على وزارة إمكانياتها ضعيفة وكل جمعة نجد مظاهرات وجرحى ودماء..حرام ما نفعله فلابد أن نعرف متى نعترض ومتى نطالب بحقوقنا وليس بالصوت العالى والصراخ والهجوم..
لابد أن نعرف أن وزير الصحة لا يمسك عصا سحرية وبين يوم وليلة يقضى على كل المشاكل والأمراض التى تعانى منها الصحة فى مصر..تغير الوزراء لن يحل المشكلة ولكن حل المشكلة أننا نضع أيدينا على المشكلة نفسها ونحاول أن نحلها جميعا وهى الميزانية الهزيلة لوزارة الخدمات ولنا تجربة وزارة البيئة، فكم وزير تم تغيره ومازالت السحابة السوداء تنتشر فى سماء القاهرة وتسد رئة المصريين كل عام..لابد من تكاتف الجهود لحل المشاكل ولا نلقى باللوم على الوزير أو الوزيرة لأن الوزير لوحده لا يستطيع أن يفعل شيء بدون تعاون الآخرون وتكاتف الجهود وتحديد الميزانيات التى يستطيع من خلالها العمل وتحقيق النجاح فى وزارته..كما أن توفير الدواء مسئولية الحكومة ووزارة الصحة معا فمن أين تأتى الوزارة بالدواء إذا لم تدفع الحكومة ثمنه؟.. لابد من الصراحة والوضوح فى حل مشاكلنا ولا نكون مثل النعامة التى تخفى رأسها فى الرمال لابد من التعامل مع المشاكل والأزمات بشفافية ووضوح ونعرف الذى لنا والذى علينا..ولا نخاف من مواجهة المشكلات وهذا هو دور المسئول الذى يعرف كيفية التعامل مع الأزمات ومواجهتها والتقليل من حدوثها..وهذا واجبنا جميعا أن نتعاون لحل المشاكل بهدوء وليس بالصوت العالى وإلقاء التهم..كفانا تخوين واتهامات تعبنا خلاص..فلنصلى جميعا لله رب العالمين مسلمين ومسيحين ليحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
ساحة النقاش