فضل الذكر                   

الناظر فى واقعنا بعين البصيرة يجد الأسرة المسلمة مستهدفة من أعداء الإسلام، حتى غدت حائرة بين هداية الإسلام وغواية الشيطان. من أجل هذا نجتهد فى طرح بعض الأحكام الفقهية التى يكثر التساؤل حولها بضوابطها التأصيلية من الكتاب والسنة.

<!-- ما أقصر الطرق للحياة فى معية الله تعالى والتقرب إليه والحفظ من الشيطان؟

ذكره تعالى أكبر وأعلى وأسمى ما فى الكون فقال تعالى ( ولذكر الله أكبر) ولأن الإنسان فى حاجة دائمة لتغذية روحه وحمايتها من الشهوات ووساوس الشيطان فعليه أن يجتهد فى سبيل توفير هذا الغذاء حتى يشعر بالسعادة والطمأنينة والراحة النفسية المفقودة فى زمان المادية المسرفة ولنتدبر قوله تعالى ( أذكرونى أذكركم ) ولهذا يطلب المدد من رب العالمين بكثرة ذكره تعالى فى السراء والضراء والتقرب إليه حتى يفوز بمعيته سبحانه وذكره فى الملأ الأعلى، كما أخبرنا المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ القائل ( يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدى بى، وأنا معه حين يذكرنى، إن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى، وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم، وإن تقرب إلى شبراً تقربت إليه ذراعاً وإن تقرب إلى ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتانى يمشى أتيته هروله )، والذكر يهبنا أجر الحج والعمرة كما قال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( من صلى الغداة ـ الصبح ـ فى جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )، كما أن الذكر سبب لاستجابة الدعاء فقال فى ذلك المصطفى ( من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لى، أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته )، كما أن الذكر يذيب قسوة القلب، فذات يوم جاء رجل للحسن وقال: أشكو قسوة فى قلبى فقال: " أذبها بذكر الله "، كما أن الذكر يثقل ميزان العبد يوم القيامة لما روى عن المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان، حبيبتان للرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) كما أنه يجعل صاحبه يسبق غيره فى الفوز برضوانه تعالى فقال المصطفى ( سبق المفردون ) قالوا وما المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون لله كثيراً والذاكرات )، كما أن الذكر يحول بين دخول الشيطان وبيوت المسلمين فيمنعه عنها وذلك لقول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء) كما أن الذكر يمحو الذنوب ويحط الخطايا حطاً، كما أخبرنا المصطفى فقال ( من قال: سبحان الله وبحمده فى يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر )، كما أن الذكر يتسبب فى نزول السكينة والرحمات على الذاكرين وأماكن ذكرهم لما روى عن المصطفى أنه قال ( لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده ) كما أن الذكر فرصه لتصدق  المسلم عن أعضائه التى يسرها له المولى عز وجل فجعلها مسخرة وميسرة لإرادته فقال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحه صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ عن كل ذلك ركعتان تركعهما من الضحى ).     

الداعية و الباحثة الإسلامية / هدى الكاشف

عضو المجمع العلمي لبحوث القرآن و السنة – محكم مسابقات القرآن الكريم

[email protected]

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: مجلة حواء هدي الكاشف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 432 مشاهدة
نشرت فى 14 مارس 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,752,851

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز