كتبت: ايمان حمزة 

فى مئوية من جعلا للأم عيدا فى مصر

هما مؤسسا الصحافة المصرية المجسدة فى أخبار اليوم فهما أول مصريان يؤسسان صحافة مصرية صميمة يمتلكانها ويصدرانها وهما الكاتبان الصحفيان القديران التوأم مصطفى وعلى أمين.. فقد كانت الأهرام صحافة أسسها اللبنانيان "سليم وبشارة" نقلا ... أما دار الهلال" فقط أسسها "جورجى زيدان" السورى الأصل.. وروز اليوسف أقامتها السيدة "فاطمة اليوسف" اللبنانية الأصل والمولد ووالدة الكاتب والأديب الكبير إحسان عبد القدوس ومازال حفيدها الكاتب الصحفى محمد عبد القدوس امتدادا لها ببلاط صاحبة الجلالة"الصحافة".

وفى مثل هذه الأيام وتحديدا فى 21 فبراير 1914 م ولد على ومصطفى أمين وقد كانا بمثابة الحفيدين للزعيم سعد زغلول وزوجته السيدة الفاضلة صفية زغلول التى لقبها المصريين بأم المصريين وأطلق على منزلها بيت الأمة وقد تفجرت ثورة 1919 مع نفى الإنجليز لسعد زغلول واثنين من المناضلين معه ممن كانوا يطالبون بجلاء الإنجليز واستقلال مصر وكان أحدهما المناضل مكرم عبيد.. وفى هذا المناخ ولد وعاش توأم الصحافة على الثورة "ثورة المصريين" وشاهدا كفاح المرأة مع الرجل وخروجها لأول مرة فى مظاهرات اشترك فيها كل الشعب وتعانق فيها الهلال مع الصليب ليؤكد وحدة كل المصريين من أجل بلادهم وسقط الشهداء برصاص الاحتلال الإنجليزى لتختلط دماء المرأة والرجل والمسلم والمسيحى معا فداء تراب بلدهم وكانت السيدة صفية زغلول مع هدى شعراوى رائدة نهضة المرأة وغيرهما من المصريات المناضلات من أبناء كل الشعب يخرجن مطالبات بحرية بلادهن ويجتمع رموز مصر وشعبها فى بيت الأمة حتى بعد نفى سعد زغلول وقالت أم المصريين صفية زغلول لجنود الاحتلال الإنجليزى إن كنت نفيت سعد فكل المصريين سعد، وكان الببغاء الذى كان يملكه الزعيم سعد زغلول فى بيته يردد "سعد سعد يحيا سعد" بعد نفيه ورحيله، وقد حرصت السيدة صفية على تحنيطه ليظل من تراث بيت الأمة.. هكذا عايشا مصطفى وعلى أمين شموخ المرأة المصرية بوطنيتها وكيف كانت والدتهما والذى كان سعد زغلول خالها وبمثابة والدها لأنها كانت يتيمة.. كانت هذه السيدة تشترك فى تهريب منشورات الثورة 1919 تحت ملابسها وتخاطر بنفسها ولذلك كانا يقدران المرأة والأم ويقولان أن الله خلق الملائكة فى صورة أمهات يغدقون الحب على الأبناء.. وكانا يؤكدان دائما على أن الإسلام قد كرم وقدر المرأة دائما وخاصة الأم.. فلماذا لا نقدرها نحن ونجعل لها عيدا تعبيرا عن تضحيتها وحبها وجهادها تجسيدا لكل الأمهات فاختارا أجمل أيام السنة وهو عيد الربيع وتفتيح الزهور 21 مارس وهو عيد لكل أم ربت أنجبت أم لم تنجب.. بل أن مصطفى أمين وأخيه أصادرا مجلة "هرم" تعبيرا عنها ورمزا لها، كما ناديا بالدعوة للحب بين كل البشر وخاصة فى مصر.. وجعل فكرة عيد الحب المصرى الموافق 4 نوفمبر حقيقة حين بكى مصطفى أمين متأثرا لرؤية جنازة عجوز رحل عن الدنيا ولم يتذكره أحد.. فنادا بدعوة للحب والرحمة والتعاطف بين كل الناس وليس فقط للمحبين من العشاق والأزواج.. وكان أيضا التوأم هما صاحبا الفكرة الإنسانية التراحم والتكافل والتعاون من أجل بر الفقراء والمحتاجين فولدت فكرة ليلية القدر على صفحات جرنال الأخبار فكانت الصحافة المتميزة التى أسسها لتهتم بالسياسة وكل الخدمات الإنسانية وهما من اهتما بفكرة الخبر وغرابته وأسسا نظرية ليس الخبر أن كلبا عض إنسان ولكن الخبر أن إنسانا عض كلبا وهو الخروج عن المألوف والغريب أن هذا التوأم بدأ حبهما للصحافة وهما فى الخامسة من عمرهما وقت اندلاع ثورة 19 فأخذا يرسمان المظاهرات ويلصقانها على جدار بيت الأمة وعندما بلغ الثامنة من العمر وأصبحا يجيدان الكتابة أصبحا يزيلان الصور بكتابة الأخبار التى تحدث فى بيت الأمة وسمياها أخبار البيت وبعدها أصدرا مجلة التلميذ وهما فى المدرسة الابتدائية وكانت عبارة عن كراسة المدرسة فى عام 1928 وما أن وصل مصطفى أمين إلى الصف الأول الثانوى حتى كان بارعا فى كتابة المقالات وتقدم للصحفى القدير التابعى والسيدة روز اليوسف فجعلته يلتحق بالعمل فى مجلة روز اليوسف ويتزود بالخبرة بها وعينته نائبا لرئيس تحريرها محمد التابعى وعمره لا يتجاوز التاسعة عشر وتقاضى أول راتبا له وقدره ثمانية جنيهات عام 1933 ولكن خوف الأم عليهما وعن انشغالهما بالصحافة جعلها تبعدهما عن مصر للدراسة بالخارج فدرس على الهندسة بجامعة "شيفيد" أما مصطفى أمين فسافر إلى أمريكا لدراسة العلوم السياسية بعد أن درس بعض الوقت بكلية الآداب بجامعة القاهرة وهناك التقى بالرائدة أمينة السعيد وعملت معه فى أخبار اليوم التى أسسها عام 1944 م هو وتوأمه هنا يتغير موقف الأم فبقيت بجانبهما تشجعهما وتعطيهما كل ذهبها ليؤسسا مايحلما به وتدرجا فى إدارة المؤسسات الصفية فكان مصطفى أمين رئيس مجلس دار الهلال عام 1962 بعد أن أصدرا مجلة "آخر لحظة" عام 1948 ومجلة الجيل للشباب عام 1951، وألف العديد من الكتب "عمالقة وأقزام"  و"شخصيات لا تنسى"،"ورسائلى إلى ابنى فى السجن" لابنته الصحفية الجميلة "صفية مصطفى أمين" "وسنة أولى سجن" فقد سجن واعتقل بعد ثورة يوليو وخرج سريعا ولكن ليسجن من جديد لمدة 9 سنوات رغم صداقته للزعيم "جمال عبد الناصر" ولكن بعض المغرضين أوقعوا بينهما بسبب كتاباته.. وأما صداقته للرئيس "السادات" فترجع لتصديه لاتهامه بمقتل أمين عثمان فى الصحافة.. وكان مرتبطا أيضا بعلاقات صداقة جميلة مع أهل الفن وألف قصة فيلم معبودة الجماهير، وتوفى التوأم بعد رحلة عطاء إنسانية جميلة وتقدير للمرأة وحقها فى الحياة السياسية والانتخابات وقيمت دورها فى المجتمع ككل والغريب أن يرحل على أمين فى 13 إبريل 1976 ويسبب أزمة نفسية لتوأمه مصطفى أمين الذى كان يعلن أنه يموت كل يوم، ورغم إثرائه للصحافة بعمود "فكرة" التى ظل يكتبها رغم مرضه إلى رحيله بعد 21 عاما فى نفس اليوم 13 إبريل 1997 فى ذكرى ميلاده كان حقا علينا تعريف الأجيال الجديدة برمز من رموز الصحافة المصرية.       

المصدر: مجلة حواء ايمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 500 مشاهدة
نشرت فى 14 مارس 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,692,307

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز