نحتفل بعيد ميلادها الـ 84
شادية
قلب من ذهب
فى ليلة الثامن من فبراير عام 1930 ولدت "فاطمة أحمد شاكر" ابنة مفتش الرى أحمد شاكر طفلة مثل البدر رقيقة جميلة تحمل الكثير من ملامح أسرتها ذات الأصول التركية وتنقلت الأسرة حسب مواقع عمل الوالد فى الكثير من الأماكن وعاشت ( فتوش) كما كانوا ينادونها طفولتها مع أشقائها ومنهم عفاف وطاهر فى أنشاص حيث الحدائق الجميلة والمزارع، وانطلق صوتها وهى فى العاشرة بأغانى "ليلى مراد، وأسمهان"، ولفتت النظر بهذا الصوت الخاص المنغم الجميل الذى يملك خاصية الرقة والدلال المفعم بالأحساس الجميلة..
انتقلت الأسرة لشارع حسن الأكبر بعابدين بوسط القاهرة واستقرت هناك وظهرت الشقيقة الكبرى "عفاف" فى أكثر من فيلم سينمائى كان أشهرهم ( أحمر شفايف ) مع "نجيب الريحانى"، وكانت هناك صديقة للأسرة دعت المطرب التركى "حكمت نور" لزيارة أسرة فتوش وغنت الصغيرة أمامه فانبهر الرجل وطلب من الأب أن يرعى موهبة ابنته، وكانت أول إطلالة سنة 1946 فى فيلم (أزهار وأشواك)..
شادية
وفى أثناء مراحل التجهيز لهذا الفيلم شاهد المخرج "حلمى رفله" فتوش.. وأسعدته بصوتها وجمالها وقبولها اللافت على الشاشة فاختار لها اسم "شادية" الذى أصبح ماركة مسجلة للنجاح الرائع الذى صاحب هذه الجميلة مفرطة الموهبة والطيبة والإنسانية، وقدمت أول بطولاتها السينمائية باسمها الجديد (العقل فى أجازة) أمام "محمد فوزى" سنة 1947، وانطلقت تشكل خطها السينمائى والفنى الخاص الشديد الروعة بموهبتها ثنائية الأبعاد الفنية فقد كانت ممثلة لا تقل روعة عن كونها مطربة مميزة للغاية، وقدمت أدوار الدلوعة الجميلة طوال فترة الخمسينيات فى أفلام رقيقة مثلها تناسب فترة ربيع عمرها وقتئذ مثل (معلهش يازهر، وفى الهوا سوا، والهوى مالوش دوا، وبشرة خير، وقدم الخير، وليلة العيد، وأنا وحبيبى، ولسانك حصانك، وبنات حواء، والستات ما يعرفوش يكدبوا، والحقونى بالمأذون)، وكونت ثنائيا مع "كمال الشناوى" كان رائعا، وفى الخمسينيات أيضا قدمت أدوارا أوضحت قدراتها التمثيلية فى (شباب امرأة، وإنت حبيبى، وودعت حبك، وغلطة حبيبى، وأرحم حبى، والمرأة المجهولة)، وقدمت فى الستينيات أدوارا مهمة فى (زقاق المدق، واللص والكلاب، والطريق، ولوعة الحب)، واتجهت للكوميديا فقدمت (نص ساعة جواز، ومراتى مدير عام، وعفريت مراتى، وكرامة زوجتى)، ودخلت المغامرة الكبرى بأن تمثل دون غناء فى (ميرامار)، وقدمت أدوارا مهمة أيضا فى نحن (لا نزرع الشوك، وشىء من الخوف)، وكانت أواخر أفلامها (الشك يا حبيبى، ولا تسألنى من أنا).. فتاريخها السينمائى 120 فيلما تقريبا، وقد وقفت أمام كل نجوم جيلها بلا استثناء وقدمت أكثر من فيلم مع مطربين مثل "فريد الأطرش" قدمت معه فيلمين، وأمام "عبد الحليم حافظ" فى أولى بطولاته السينمائية فى "لحن الوفاء" وأيضا "دليلة، ومعبودة الجماهير)، وأمام "كمال حسنى" فيلم (ربيع الحب)، وأمام "منير مراد" فيلم (أنا وحبيبى)، والعديد من المسلسلات الإذاعية مثل (صابرين، وجفت الدموع، ونحن لا نزرع الشوك)، ومسرحية واحدة هى (ريا وسكينة)..
صوت مصر
قدمت شادية أكثر من 650 أغنية.. مشوار طويل من التألق الغنائى غنت فيه من ألحان جميع أعلام النغم فى هذه الآونة بلا استثناء ما بين الأغانى الخفيفة والطويلة، ولها روائع من الأخيرة مثل (الحب الحقيقى، ومسيرك هتعرف، وآخر ليلة، وقالى الوداع)، واشتهرت بالأغانى الوطنية على مدى تاريخها والأوبريتات الوطنية مع زميلاتها وردة وصباح وفايزة ونجاة وفايدة كامل وغيرهن ومعهن عبد الحليم حافظ مثل (الوطن الأكبر، والجيل الصاعد)، ومن أهم أغانيها الوطنية (يا حبيبتى يا مصر، ويا أم الصابرين، وبور سعيد، وأقوى من الزمان) وغيرهم، ولها مواقفها الوطنية المعروفة فقد كانت أول من شارك بالغناء بعد الأوجاع الوطنية فى 56 وأيضا 67 وشاركت فيما سمى حفلات المجهود الحربى، وقد عرفت شادية بقلبها الكبير وكانت حمامة السلام دائما بين زملائها فعندما يقع خلاف لا تهدأ حتى ينتهى بدعوة فى منزلها على العشاء بين الأطراف المختلفة وتطهى أشهر أكلاتها البامية وينتهى الأمر على خير فقد كانت القلب المفتوح دائما لسماع كل المشاكل حتى أنه فى أحد خلافات عبد الحليم والموسيقار بليغ حمدى العديدة ذهب بليغ لحليم وقال له:- "أنا بأصالحك علشان شادية ترتاح بقى".. تزوجت شادية ثلاث مرات النجم "عماد حمدى" الذى كون معها شركة سينمائية وقدما معا أفلام (شاطىء الذكريات، وليلة من عمرى)، ثم مهندس فى الإذاعة اسمه "عزيز فتحى" وكانت زيجة سريعة بعد فشل علاقة حب مع "فريد الأطرش"، ثم النجم "صلاح ذو الفقار"، ولم يكتب لها الله الإنجاب لكنها كانت الأم الجميلة لكل أبناء أشقائها ولجيل الشباب من النجوم..
وفى عام 1987 وبعد أن وقفت على المسرح تغنى من أشعار "علية الجعار" ولحن "عبد المنعم البارودى" (خذ بإيدى) فى الليلة المحمدية أعلنت اعتزالا لم تحيد عنه قيد أنملة لكنها مازالت فى القلب لأنها كانت نجمة وقلبا من ذهب..
نجمتنا الكبيرة التى لا يخفت وهجها أبدا شادية
كل سنة وأنت طيبة.
ساحة النقاش