ماهو مفهومك للمساواة ؟

لاشك أن موافقة مجلس الوزراء مؤخرا على مشروع قرار رئيس الجمهورية الخاص بالاتفاق بين مصر وهيئة الأمم المتحدة حول المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، من أجل إنشاء مكتب الأمم المتحدة الإقليمى للمرأة بالدول العربية فى القاهرة.. هى خطوة هامة فى طريق المساواة الطويل الذى يمتلئ بالعثرات والمطبات الرافضة له، لذا يفرض سؤال واحد نفسه دائما على الرجل - سواء كان زوجا أو أبا أو أخا أو ابنا - ماهو مفهومك للمساواة؟ وهل تؤمن بهذا المبدأ أصلا؟ وربما يكون من الضرورى أن نوجه نفس السؤال للمرأة أيضا.. لأنه أحيانا يكون عدم وعيها هو السبب فى عدم تحقيق المساواة .

سيف مسلط على المرأة

الرافضون يرون أن الله سبحانه وتعالى خلقنا من جنسين مختلفين فلماذا يخلقهما مختلفين ثم يساوي بينهما ! إذا أراد الله أن يخلق جنسا واحدا - ذكرا أو أنثى - لفعل ولكنه خلق جنسين ليكمل كل منهما الآخر، وهذا المنطق لا يختلف عليه أحد، لكن يجب رؤية الصورة من منظور أوسع وأعمق، فالمساواة بين النساء والرجال في الحقوق والواجبات هي قضية إنسانية قبل كل شيء، ولا يمكن تحقيقها في أي مجتمع إلا إذا توفرت الإرادة، وحصلت القناعة للمرأة وللرجل على حد سواء، بأنهما يختلفان بيولوجيا فقط، وهذا الاختلاف البيولوجى ليس مبررا للتمييز بينهما .

ورغم ما يزعمه ساسة وحكام المجتمع المصرى والعربى بأن المرأة تتمتع بجميع الحقوق، وأن هناك نصوصا حول المساواة بين الرجل والمرأة في الدساتير، بهدف تهدئة الخواطر وذر الرماد في العيون فقط لا غير.. فإن ذكورية المجتمع ما زالت نظاما محتوما، لا نريده أن يبقى سيفا مسلطا على المرأة وحالا يتميز بالاستمرارية، كأنه حقيقة مطلقة لا وجود لحقيقة غيرها .

ورغم التقدم العلمي والتكنولوجي الذي عرفه الإنسان خلال القرون الثلاثة الأخيرة، والذي أكد بما لا يدع أي مجال للشك أن المرأة لا تقل قدرة عقلية ولاجسمانية عن الرجل، لا تزال الغالبية العظمى من الدول تحتفظ بطابعها الذكوري، حيث بينت دراسة علمية حول مؤشر الفجوة بين الجنسين، تمت بناء على طلب من المنتدى الاقتصادي العالمي ونشرت نتائجها سنة 2011، أن البلدان الاسكندنافية تحتل الصدارة فيما يتعلق بتحقيق المناصفة بين النساء والرجال، وبأن باقي الدول الأوروبية وأمريكا، ورغم تقدمها العلمي والاقتصادي، لا تزال بعيدة عن إنصاف المرأة طبقا لما تقره دساتيرها. أما شعوب شمال أفريقيا والشرق الأوسط، التي تأثرت بالفكر القبلي العربي المتعصب غير مصنفة حسب مؤشر التمييز بين الجنسين لأن المرأة لا تزال تعيش وضعا كارثيا وهشا، ولو حاول أي شخص أن يتبين هذا الأمر في مجتمعاتنا العربية، فإنه لن يحتاج إلى جهد كبير للوصول إلى الحقيقة المرة التي تتمثل في كون الرجل مصاب بمرض انفصام الشخصية فيما يخص علاقته بالمرأة، حيث يعتبر قريباته، كأمه وأخته على الخصوص، من المقدسات التي لا يجوز النظر إليهن كإناث، وفي نفس الوقت ينظر إلى باقي النساء كأجساد مستباحة، لا يخجل من التحرش بهن ومضايقتهن في الشوارع والأماكن العامة !

لقد حان الوقت كي يتصدى المجتمع برمته، وعلى رأسه المؤسسات التربوية والتشريعية، لكل أشكال التمييز ضد المرأة، وذالك حتى يعي الرجل والمرأة على حد سواء أنهما متكاملان بيولوجيا فقط، وأنه لا يجوز قبول أية مفاضلة بينهما في الحقوق والواجبات.

 

 

المصدر: امل مبروك _مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 593 مشاهدة
نشرت فى 25 مارس 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,808,375

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز