أمهات في حياة المشاهير

هبه رجاء

 

- عبد الرحمن الأبنودي: نصف شعري عنها

- كابتن خالد بيبو: بعد زواجي أدركت مخاوفها

- صفاء جلال: كثيراً ما أتعبتها بعنادي

- طلعت زكريا: جاءتني في منامي لتسمي أبنائي

- رغم أميتها ابتاعت لى الجرائد..وكانت مخزنا للحكم والأمثال

"الأم" كلمة عظيمة تحمل بين طياتها الكثير من المعانى فعندما نذكر الأم نذكر الحنان والحب..نذكر العطاء والوفاء..نذكر أقدس معانى الإنسانية وأعظم هبة من المولى..إنها قصة لا ولن تنتهى..

وفى عيدها يمر بنا شريط الذكريات فنسترجع المواقف الجميلة والبعض منا تغمره أحزان فقدان حنان أمه الحبيبة فنعترف أننا كنا مخطئين عندما تمنينا  يوماً  الابتعاد عن حضنها.. نجوم المجتمع يفتحون قلوبهم لحواء ويصفون مشاعرهم تجاه أمهاتهم في السطور التالية..

 

بمجرد أن سمع الخال"عبد الرحمن الأبنودى" كلمة "والدتك" تغيرت نبرة صوته وشعرت بحنين يتدفق من داخله، وكيف لا وهو يتحدث عن"فاطمة قنديل" تلك السيدة التى لم ترضعه فقط لبنها بل منحته الحياة..الخال تحدث عنها قائلا: أظن أن نصف شعرى كتبته عن أمى "فاطمة قنديل" سواء كان باسمها شخصيا أو بملامح المرأة الصعيدية التى كثيرا ماصورتها فى شعرى، ونحن فى الصعيد أبناء أمهاتنا ولسنا أبناء آبائنا على عكس مايعتقد أهالى المدن حيث لانرى الأب إلا فى نهاية اليوم مجهدا مهدودا قليل الكلام مع الأبناء أما الأم فمنذ ولادتنا وهى التى تهدهدنا بالأغنيات ونتعلم منها ونحن نكبر العيب واللاعيب وتغذينا بالنصائح والأم الصعيدية بما فيهم أمى تمثل وعاء لحضارة النيل عبر تاريخه وربما لولا فاطمة قنديل أمى لما كنت شاعرا على الرغم من أن أبى كان شاعرا كبيرا لكنه كان يكتب بالفصحى وأنا كتبت بالعامية محبة فى أمى..وأذكر جيدا أنها قالت لى "ماتمشيش ياعبده..عارف ياواد أنا مش راضية أموت ليه؟ لأن أنا لو مت إنت هتحس باليتم وتقول أنا اللى عليا الدور ويركبك الهم أما وأنا على قيد الحياة فإنت بتحس إنك مازلت صبيا صغيرا مشحونا بالأمل والحياة، فقلت لها وهل الموت والحياة بالنسبة لك فعل إرادى بحيث تقررى أن تموتى قالت إحنا فى الكبر نعرف كيف نستدعى الموت" ولا أنسى لها هذه الأقوال الخالدة.. وأبعث لها برسالة "مهما كبرت فى العمر فإننى مازلت أشعر أن الجدار الذى كنت أسند ظهرى عليه قد انهار برحيلك".

                                   خندق عاطفي

 أما الكاتب الكبير "يوسف القعيد" يحدثنا عن علاقته بوالدته فيقول:والدتى كانت أمية وكانت أقرب إلىّ من والدى فبطبيعة الحال كان الوالد قاسى علينا وهى كانت "الصدر الحنين" ورغم أميتها كانت شديدة الإصرار على تعليمى فتشترى لى الجرائد وكان بينى وبينها نوع من التواد والرحمة وكنت حزينا أنها لا تستطيع أن تقرأ روياتى لكن لحسن حظى أن بعضها تحولت لأشكال درامية..لا أتذكر إن كنت عاندتها يوما ولكننى كغيرى من الصغار قد أكون فعلت ولا أتذكر، لكننى أتذكر يوم تركت البلد وسافرت دمنهور فقد شعرت أن قلبى "ينخلع" من مكانه بالطبع كنت حزينا على تركى أسرتى وقريتى ولكن حزنى كان شديدا على أمى فقد كانت بمثابة "خندق عاطفى" بالنسبة لى كان فيه كل المشاعر والأحاسيس وكل الأشياء الجميلة فى حياتى شعرت أننى سافرت وتركت قلبى ولا أنسى نظرتها الحائرة بين بقائى ورغبتها فى سفرى مادام هذا هو الأفضل لى، وكل سنة تمر علىّ أتمنى أن تكون بيننا حتى استطيع أن أوفيها بعضا مما فعلته من أجلى أنا وأخوتى وأقول لها:"ربنا يرحمك ويكافئك على رعايتنا واهتمامك بينا"..كانت مخزن حكم وأمثال فقط كانت دائما تقول لمن لديه طموح لا يسنده عمل"عاوز يطلع السما بدون سلالم ومسيره يقع تنكسر راسه"يكملها لدينا نحن الأدباء "ماطار طير وارتفع إلا كما طار وقع".

                             حرمتني من السباحة 

كابتن "خالد بيبو" نجم الأهلى السابق يتحدث عن والدته فيقول: كنت الصغير بين أخوتى وكانت والدتى تخاف علىّ بشدة وكنا من السويس والكل يعشق العوم ويعرف كيفية العوم أما أنا فلا وذلك بسبب خوف والدتى علىّ وكان هذا يُسبب لى الألم والحزن فكنت أرى أخوتى وهم يسبحون وأنا أقف موقف المتفرج فقط..ومع ذلك عندما تزوجت وعرفت معنى الأبوة عرفت أيضا معنى خوف أمى علىّ فلم يكن خوفها من فراغ بل نابع من قلبها وبفطرتها التى خلقها الله عليها..وفى عيدها أقول لها "ربنا يخليكى لينا ومايحرمناش منك ياست الحبايب".    

                               التاريخ يعيد نفسه

الفنانة "صفاء جلال" أنا بطبعى عندية ومثلى كأى طفل صغير فى سنى لايفهم كلمة الصح من الخطأ بل ما أريده فقط فكنت أفعل أى شيء وأنا على يقين أن والدتى ستمنحنى"علقة ساخنة" ولكن ماكان يشعرنى باللذة أننى فعلت ماأريد وبالرغم من ذلك لم يحدث منى أن تأففت منها أو قمت بالرد عليها..أذكر موقفا قمت به أنا شخصيا مع ابنتى ذكرنى بوالدتى وبنفسى فى الصغر فقد قالت لى ابنتى إنها لاتريد الذهاب غدا إلى المدرسة ولم تذكر السبب فقط لاتريد الذهاب للحظة صممت على ذهابها إلى المدرسة وذهبت ابنتى إلى النوم فى حزن وقتها تذكرت نفسى وأنا مع والدتى وكيف كنت أشعر بالضيق والحزن الشديد بأن أمى لاتفهمنى لذا عدت فى كلمتى لابنتى..أذكر أيضا أن أمى لم يكن التفاهم بيننا مبنيا على الضرب فقط ولكنها كانت كل يوم جمعة تأخذنا فى "فسحة"..شربت من أمى الحنية والكرم تعلمت منها أن أصحابنا أصحاب بيت ونعطى الأمان فدائما بيتنا مفتوح إلى أن يثبت العكس..الآن وحينما يصيب أمى بعض التعب أدعو الله أن يأخذ من عمرى ليمد فى عمرها فبعد أن تزوجت ورزقنى الله ببناتى شعرت بقلق أمى علىّ وعلى أخوتى ونهرها لنا فى بعض المواقف كيف أنها تعبت وبذلت الكثير لتمنحنا الحياة كيف كان شعورها حينما يمرض شخص منا..وأذكر أننى كنت فى دار مسنين وشاهدت واحدة منهم لم تكن سعيدة وعرفت أنها طلبت من ابنتها أنها تأتى لقضاء يوم معاها ولكنها رفضت بعدها حدثت أمى أسالها إن كنت قد قصرت فى حقها وأن تسامحنى على أى شيء قد ضايقها..وأحب أن أقول في عيدها "اللهم أعطها الصحة و طول العمر لتزوج أحفادها وأحفاد أحفادها يا رب العالمين".

                                 مراعاة شعور الآخر

الفنان "طلعت زكريا" لا أذكر منها أى شيء سيئ بل بالعكس فهى كانت تشجعنى على التمثيل فأذكر أنه كان فى المدرسة عرض مسرحى فإذا بها أتت لتشاهدنى فى صفوف المتفرجين حتى عندما دخلت مجال الفن كانت تأتى كثيرا لتشاهدنى أقف على خشبة المسرح وبالطبع يحدث هذا من وراء والدى حتى لا يعنفها فكانت دائما بجوارى تشجعنى حتى أسماء أولادى أميمة وعمر أمى هى من أسمتهم عندما جائتنى فى المنام..  يرفض طلعت زكريا مايحدث فى عيد الأم بشكل لافت للنظر ويرى أن يكون الاحتفال بدرجة أقل من هذا وذلك لأن هناك الكثيرين قد توفيت أمهاتهم فيجب أن نراعى شعورهم.

 أما عن الحكمة التى تعلمتها منها ألا أظلم أى مخلوق كان..وأقول لها "أنت الآن فى مكان أفضل بكثير مما نحن فيه وإذا كنتِ ترينا فادعي لنا".

 

 

المصدر: هبة رجاء _مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 586 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,811,131

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز